زاهي حواس، اسم لا تخطئه الذاكرة، فهو ذلك المصري الذي صقلته شمس بلاده منذ راح يبحث وينقب في آثارها العريقة الشامخة، حتى أضحى لونه بلون رملها ومعالمها، ومسحته تشي بعشقه الكبير، لواحدة من أقدم الحضارات البشرية على وجه البسيطة.. بهذا الزخم، حل (حواس) ضيفا على مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، ليقدم محاضرة بعنوان الأهرامات والمومياءات وكليوباترا: مكتشفات حديثة، مساء الاثنين (25 يناير)، استعرض فيها سلسلة من آخر الاكتشافات الآثرية، إلى جانب تعريف الجمهور على طبيعة الجهود الرامية إلى كشف الحجب عن هذه الأسرار التي أثارت فضول البشرية وحيرتها لوقت طويل! انطلقت الأمسية بفيلم، استعرض آراء عدد من مشاهير جمهورية مصر، وآخرون من المشتغلين في حقل الآثار حول العالم، والذين تحدثوا عن (حواس) وأثنوا على جهوده في الكشف عن الكثير من الاكتشافات المهمة التي تتعلق بالمصريات، إلى جانب الثناء عليه في إيصال هذا الإرث المصري والإنساني، إلى مختلف أصقاع العالم، عبر تعريفه والترويج له. ليبدأ بعد ذلك (حواس) في إلقاء محاضرته التي أقرنها بـ الملتيميديا، ليدخل المتلقي في أجواء حديثة عن الأهرامات، والاكتشافات، والمومياءات، وغير ذلك، مما يصعب الحديث عنه دون صور توضيحة، ومقاطع تجسيدية، ما كان الكلام يستطيع بلوغها بذات التوصيف والتعقيد الذي تمتاز به، خاصة فيما يتعلق بالأسرار، والمتاهات، والتعقيدات التي تواجه المنقبين، والمشتغلين في ميدان الآثار، والتي تماثل في كثير من جزئياتها الأفلام السينمائية! وقد بدأ (حواس) حديثه بالتعريج على ما شاب الآثار المصرية، والمتاحف، خلال الثورة المصرية، والاضطرابات التي شهدتها البلاد، ليستعرض سلسلة من الصور التي تبين مدى تدمير عدد من اللقى الأثرية الثمينة، وكيف ساهمت الجهود الأهلية، والرسمية في حماية هذه الآثار، خلال تلك الفترة، لينتقل بعد ذلك للتوقف عند محطات بارزة في التاريخ المصري، وأبرز الاكتشافات الحديثة، في وادي الملوك، ومقبرة توت عنخ آمون، وبعض المعابد، ومقبرة كليوباترا، إلى جانب حديثه عن المومياءات، وأبرز الدراسات حولها، وما أظهرته عمليات التصوير المقطعي لمومياء توت عنخ آمون، الذي تبين بأنه مات مقتولا، إذ تعد جريمة قتله سرا من أسرار الحضارة الفرعونية، ولغزا من ألغاز التاريخ القديم. وعرف (حواس) خلال استعراضه، عددا من السلالة الحاكمة الفرعونية، وصلة القرابة بينها، والتي تمت دراساتها مخبريا، عبر تحليلات الحمض النووي الـ دي إن أي، كما بين التعاون القائم بين عدة جهات عالمية، والباحثين المصريين، في الكشف عن هذه الأسرار الثمينة، وكيف أنهم استعانوا بـ ربوتات وآلات تصوير خاصة، للكشف عن كل ذلك، مؤكدا على أن الجهود متواصلة لرفع الحجب عن كل هذه الأسرار، التي لا تتعلق بمصر وحدها، إنما هي إرث إنساني، لكافة البشرية. كما استعرض (حواس) عمليات الحفر التي تمت، باستخدام مختلف الأجهزة المتطورة، والوسائل البدائية، ومر على شخصيات بارزة في هذا المقام، بقيت في ذاكرة المصريين، إلى جانب اطلاع الجمهور على طبيعة الإشتغال وأعمال التنقيب، والتعقيدات التي تغلب عليها المشتغلون، خلال فترات اشتغالهم، وكيف أنهم عملوا على ابتكار الحلول لمواصلة الكشف عن الآثار، وإزاحة الحجب عنها. يذكر أن من أهم الاكتشافات الهامة التي أشرف عليها (حواس) الهرم العقائدي الذي عثر عليه بجوار الهرم، وكذلك الورشة، والطريق الصاعد، وبقايا معبد الوادي، بالإضافة إلى القرية التي عاش فيها العمال والفنانون، ومقابر العمال بناة الأهرام، ومنطقة الإدارة التي كانت مخصصة لصناعة الخبز والعجة والمعادن وتجفيف الأسماك، وادي المومياوات الذهبية، ومقبرة حاكم الواحات البحرية وأسرته. المصدر: سيد أحمد رضا
مشاركة :