تُطالعنا إعلانات كثيرة تدعو القارئ إلى الاقتراض، وتُزيّن له ما سوف يجده من تسهيلات في التسديد وبعض الإعفاءات. وصدقوا أن صاحب المؤسسة المعلنة سواء أكان فردا أم أفرادا أم شركات ليس قصدهم إيصال الناس من العسر إلى اليسر، وأن مصلحتهم من إقراضك تفوق مصلحتك. أذكر منطقة سيئة السمعة في الرياض، ولا تخلو من مثلها غالبية مدننا فيما مضى يعيش أصحابها على المداينات الربوية وأمورهم ماشية، قصدي لم يكن يوجد قانون يمنعهم. سوف أجد دليلاً عن اشتقاق القرض الكلمة، وقد يأخذ منا وقتاً للتصديق إن وجدنا دلالة اللفظ. وأبدأ بالقول إن اللفظة مشتقة من لفظة أخرى قَرَض. ولو كانت تنتهي بأخت الطاء "قرظ" لكنا أحلناها إلى المديح أو الإطراء لكنها بشكلها هذا تقترب من "القوارض" أي القواضم وهو كل حيوان ثديي صغير يأتي غالباً من رتبة القوارض التي تشمل الجرذان والسناجب وما إليها، أو على اصطلاح زميلنا مشعل السديري "والذي منّه". وأعجب - ولا في الدنيا عجب - أن أغلب المصارف تدعونا إلى الاقتراض - أو الانقراض EXTINCTION..! وأعجب بل يضيق صدري أحياناً إذا قرأت في الصحافة أن بلدا ما وافق على "قرض" لدولة أخرى، لأنني ما سمعت عن قرض جرى استيفاؤه بالكامل. ولابد من التأجيل..! ثم الجدولة..! وقد ينتهي الأمر إلى صدام مسلّح أو غزو في ليل مظلم. والبنك الدولي يقرض بعض الدول.. ولكنه يمرغها بالوحل.. ويكبلها بالشروط.. ورداءة الدفعات إلى آخره. وقرأت مصطلحاً غربياً يقول: IF YOU WANT TO LOSE HIM LEND HIM أي إذا أردت أن تخسر شخصاً ما، فأقرضه. وقال شاعر عربي قديم: إذا استثقلتَ أو أبغضتَ خلقاً وسَرّك بُعده حتى التنادي فشرّده بقرض دُريهماتٍ فإن القرض داعية البعادِ binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :