البنوك المركزية والضغوط التضخمية والسياسة النقدية «2 من 2»

  • 2/7/2023
  • 23:36
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وصفت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، التصدي للتغير البيئي والمناخي بأنه "مهمة حرجة". وصمم فرانك إلدرسون، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي المسؤول، "تحولا" في خطط شراء سندات البنك بعيدا عن الشركات التي تطلق كميات كبيرة من التلوث، لمصلحة الشركات والصناعات الأكثر مراعاة للبيئة. ويصف البنك بأنه "واقعي حكيم" وليس "ناشطا بيئيا"، على الرغم من أن بعض المصرفيين الذين يشرف عليهم البنك المركزي الأوروبي قد لا يوافقون على ذلك. ويقول، "ستكون البنوك في طليعة التحول في مجال الطاقة وغيرها، سواء أرادت ذلك أم لا"، ويتمثل دور المشرف في تشجيع البنوك على إدارة محافظ قروضها مع وضع ذلك في الحسبان. وعلى صعيد السياسة النقدية، وصفت إيزابيل شنابل، ممثلة ألمانيا في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، أخيرا، كيف ولماذا سيدرج البنك اعتبارات تغير المناخ في نهجه؟ إضافة إلى "إزالة التحيز الحالي تجاه الشركات كثيفة الانبعاثات". يخطط البنك المركزي الأوروبي لجعل "الإفصاحات المتعلقة بالبيئة إلزامية حتى تظل السندات مؤهلة لتستخدم ضمانا في عمليات إعادة التمويل".. وهذا حب خشن. ويبدو أن البنك المركزي الأوروبي لا يبالي بحجة باول، بأن سياسة المناخ ليست للبنك المركزي، وهو يبرر نهجه بالإشارة إلى أن النظام الأساسي للبنك يتطلب منه دعم السياسات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الحفاظ على استقرار الأسعار. لكن النقاد يحذرون من أن البنك المركزي الأوروبي؛ قد ترفع دعاوى ضده قريبا في المحكمة لتجاوزه تفويضه. ويبدو أن البريطانيين يتمركزون في وسط المحيط الأطلسي، كما هو الحال غالبا. وفي الواقع، أجرى بنك إنجلترا اختبار إجهاد مناخي على البنوك البريطانية. وكان تمرينا مفيدا، تزيد المخاطر التي تتعرض لها البنوك عندما تتأخر الحكومات في اتخاذ إجراءات فاعلة بشأن تسعير الكربون، وعندما تكون التعديلات اللازمة لتحقيق هدف صافي الصفر الجديد للانبعاثات مفاجئة ومعيقة. وقد أدى هذا الفهم إلى إجراء البنوك نفسها تغييرات معينة. لكن المنظمين في المملكة المتحدة يعارضون حتى الآن فكرة التلاعب بمتطلبات رأس المال لزيادة تكلفة الإقراض للشركات ذات الانبعاثات عالية الكربون، "ما يسمى بعامل العقوبة البني" أو لتحفيز الإقراض الأخضر "عامل الدعم الأخضر". ويزيد الحماس لمثل هذا التلاعب في منطقة اليورو، حيث يؤيده بنك فرنسا. وتشكل هذه الاختلافات في وجهات النظر مصدر قلق بالنسبة إلى البنوك. إذ هناك خطر واضح من أن اعتماد أساليب مختلفة في التصدي لمخاطر المناخ في الولايات القضائية المختلفة سيوجد تشوهات تنافسية. لذا، يأمل المصرفيون في أن يتطور بعض التقارب في وجهات النظر، وفي القريب العاجل. وعادة ما ينتج عن خلط الطلاء البني والأخضر معا لون أخضر داكن، باهت، لون أشبه بلون الغابات الخضراء. ويمكن أن يكون هذا الحل المناسب. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي مصمم على البقاء بعيدا عن الأخطار. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2023.

مشاركة :