الحياة في جماعات تطيل عمر الثدييات

  • 2/9/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تختلف أعمار الثدييات باختلاف فصائلها، ففي حين أن بعض أنواع الجرذان أو الخلدان لا تعيش أكثر من 14 شهرا، تجد أن فصيلة الحيتان مقوسة الرأس تظل تمخر عباب المياه في القطب الشمالي لأكثر من قرنين من الزمان، ولكن طول عمر الثدييات ليست له صلة في حقيقة الأمر بأحجامها، فالدببة البنية التي تزن 250 رطلا على سبيل المثال لا تزيد أعمارها بأي حال من الأحوال عن أربعين عاما، في حين أن الخفافيش من فصيلة "برانت" التي لا تزيد أحجامها عن حجم قبضة يد الانسان يمكن أن تعيش حتى 41 عاما. غير أن العلم أزاح النقاب عن عامل آخر قد يفسر أسباب طول أعمار فصائل معينة من الثدييات دون غيرها، ألا وهو طبيعة الحياة الاجتماعية لهذه الكائنات، فقد قام فريق بحثي من الأكاديمية الصينية لعلوم الحيوان بتحليل نمط حياة وأعمار قرابة ألف فصيلة ثديية، وتوصل إلى أن الفصائل التي تعيش في جماعات مثل الأفيال وقردة الليمور تعيش لفترات أطول مقارنة بالحيوانات التي تعيش فرادى مثل النمور وبعض أنواع السناجب. وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نيتشر كوميونيكيشن"، عكف الباحثون على دراسة بعض الحيوانات التي تتميز بأعمارها الطويلة مثل "فأر الخلد العاري" الذي يمكن أن يعيش حتى 31 عاما، ومن المعروف أن هذه الفصيلة من الفئران تعيش حياة اجتماعية مركبة، حيث ترأس كل جماعة منها فأر أنثى وتضم مجموعة من الفئران الشغالة التي تعيش معا في شبكة من الأنفاق تحت الأرض. كما توصل فريق الدراسة إلى أن بعض الحيوانات، مثل قردة البابون، يمكن أن تعيش أطول من أقرانها في نفس الفصيلة إذا كانت تعيش وسط جماعات أكبر أو تجمعها روابط اجتماعية أوثق. ونجح الباحثون في تحديد 31 صفة وراثية ترتبط بشكل مشترك بكل من طول العمر والعلاقات الاجتماعية، وتتعلق جميع هذه الصفات بتحسين الاستجابة المناعية وضبط هرمونات الجسم، وقد أثبت العلماء بالفعل أهمية المناعة في الجماعات الأكبر عددا، نظرا لأن الطفيليات والمكروبات تتفشى في أوساطها بشكل أسرع، كما أن الهرمونات لها دور مهم في الأنشطة الاجتماعية بين جماعات الثدييات، حيث تعزز عمليات التزاوج وتربية الصغار على سبيل المثال.

مشاركة :