بارطن / سليم بوستانجي / الأناضول وسط تحذيرات عالمية جدية، يخوض العالم سباقًا مع الوقت لمواجهة الجفاف الناجم عن تغيّر المناخ المرتبط بالاحتباس الحراري، بحيث أصبح "أخطر كارثة طبيعية" نظرًا لتهديده الغابات والتنوّع البيولوجي، وفق خبراء بيئيين. ومع الوقت، تزداد حدة تحذيرات خبراء البيئة حول العالم من المخاطر الكبيرة لتغيّر المناخ، جراء ارتفاع درجات حرارة المناخ وتدنّي معدلات هطل الأمطار. وللحديث حول خطورة الجفاف، التقت الأناضول الأستاذين في جامعة بارطن شمالي تركيا، البروفيسورة هاندان أوجون أوزل، والبروفيسور علي دورقايا، اللذين أوضحا أهمية البحث عن حلول لمواجهة هذا الأمر وتلافي تداعياته السلبية. ** أخطر الكوارث الطبيعية أوزل، رئيسة قسم الهندسة البيئية بكلية الهندسة والعمارة والتصميم، تقول إن "الجفاف يمكن أن يظهر بأنواع وصفات مختلفة ويسبب اختلالات هيدرولوجية خطيرة". وأشارت الأكاديمية التركية إلى أن الجفاف هو "الأخطر بين أنواع الكوارث الطبيعية المحددة، لأنه يبدأ بشكل بطيء للغاية ويؤثر على مساحات كبيرة جدًا". وبحسب أوزل، "يبدو الجفاف متعلقًا بقلة هطول الأمطار ولكن له آثار سلبية على الموارد الطبيعية، مثل تراجع الأنشطة الزراعية وانخفاض المحاصيل أو حتى انعدامها". ولفتت إلى أن "الغابات ليست فقط مصدرًا للأكسجين، بل تقوم في الوقت نفسه بوظيفة الامتصاص فيما يخص انبعاثات الكربون، وتوفير الهواء النظيف، وجذب الأمطار، فضلاً عن حماية التنوع البيولوجي". وتوضح الأكاديمية التركية أن ارتفاع درجات حرارة الطقس الناجم عن الاحتباس الحراري في العالم، أدى أيضًا إلى إطالة فترات الجفاف. وشددت على "أهمية أن تتبنى البشرية جمعاء مسؤولية مشتركة في مكافحة الاحتباس الحراري والجفاف"، ودعت إلى "بذل الجهود لمنع تخريب الغابات، والقضاء على الملوّثات البيئية، وتوسيع نطاق الأنشطة الاجتماعية مثل مشروع صفر نفايات". وفي 20 سبتمبر/أيلول 2022، وقّعت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيان نوايا حسنة لنشر مشروع "صفر نفايات" في العالم. ويعمل المشروع على تغيير العادات الاستهلاكية للمواطنين، وفصل المخلفات من المنبع ثم إعادة تدويرها، بهدف الوصول بنسبة إعادة تدوير المخلفات إلى 60 بالمئة بحلول عام 2030. ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول 2022، وافقت الأمم المتحدة بالإجماع على قرار مشروع "صفر نفايات" الذي قدّمته تركيا بشكل رئيسي بالاشتراك مع 105 دول، في إطار خطط التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي. وبهذا القرار، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 30 مارس/ آذار يومًا عالميًا لـ "صفر نفايات". ** تأثر الغابات بالحرارة والأمطار من جهته قال دورقايا، الأستاذ في كلية الغابات بجامعة بارطن، إن "تغيّر المناخ أدّى إلى تغيير درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار". وشرح أن "وجود الغابات تحدده درجات الحرارة والأمطار"، مبينا أن "هناك العديد من أنواع المناخ في تركيا، وبالتالي ثمة تنوّع بيولوجي غني جدًا لكنه يتعرّض للخطر بسبب الاحتباس الحراري". التغيّر في كميات الأمطار ودرجات الحرارة، يقول دورقايا "تسبّب بتغيير الظروف اللازمة لنمو النباتات، وهو ما أدّى إلى حدوث اختلاف في أنواع الغابات". كما أشار الخبير التركي إلى وجود "أنظمة بيئية حساسة تسمّى بقايا وأنواع نباتات مستوطنة في تركيا ويتوقع أن تتأثر من التغيّرات". وكشف عن توقعات الخبراء بحدوث "انخفاض في التنوع البيولوجي، ولا شك أن الاحترار العالميّ سيؤدي إلى عدم مواصلة بعض الأنواع النباتية حياتها في غابات بعض المناطق". وحذّر دورقايا من أن "آثار درجات الحرارة فوق المعدلات الموسمية خلال الشتاء الحالي ستمتد أعوامًا طويلة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :