قال علماء من جامعتي «كولومبيا البريطانية» و«أستراليا الغربية»، إن الخليج العربي قد يفقد ما يصل إلى 12% من التنوع البيولوجي البحري في بعض المناطق قبل نهاية القرن، إذا لم تتخذ بلدان المنطقة تدابير لمواجهة تغير المناخ، وأكدوا في دراسة أن سيناريو المناخ الحالي سيؤثر بشدة على ثراء الأنواع قبالة سواحل السعودية والبحرين وقطر والإمارات مع نهاية القرن. وذكر العلماء أن بعض الأنواع قد تكون قادرة على تجنب التغيرات في الظروف البيئية عن طريق الهجرة شمالا نحو المياه الباردة قبالة سواحل الكويت وشمال إيران، وقالت الدراسة في مقدمتها إن التنوع البيولوجي البحري وصحة النظام الإيكولوجي ومصائد الاسماك المهددة حاليًا بالصيد الجائر، مهددة أيضًا بالتلوث والآثار البشرية الأخرى. وذكرت أن تغير المناخ يتسبب في تحد إضافي، ولا سيما الزيادة في درجة حرارة المياه، انخفاض محتوى الأوكسجين، ارتفاع مستوى سطح البحر، وتلك الأنشطة البشرية مثل استخراج النفط، وتحلية مياه البحر، والتنمية الساحلية، وكشفت أن درجة حرارة مياه البحر في قاع الخليج تضاعفت 5 مرات عما كانت عليه في عام 1990. إذ تصل اليوم إلى ما بين 35-37 درجة مئوية. وقالت ميريام خلف الله، وهي طالبة دكتوراه: إنه «من غير المحتمل أن يكون لذلك عواقب اقتصادية كبيرة على الإمارات لأنها لا تعتمد بشكل كبير على مصائدها»، ولكنها قالت إن البحرين، من ناحية أخرى، يمكن «أن تخسر ما يقرب من 9 بالمائة من إمكانات الصيد فيها بحلول عام 2090. ومن المرجح أن يؤثر ذلك بشكل كبير على المجتمعات الساحلية البحرينية التي تعتمد بشدة على مصائد الاسماك في الغذاء والعمل». ورأت الدراسة أن البحرين يجب أن تتخذ إجراءات وقائية لتطوير بنية تحتية تجعل المجتمعات آمنة، وخصوصا مع الآثار السلبية لارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل. وقالت إن المؤسسات المعنية يجب أن تعدّ الأسر التي تعتمد معيشتها على الصيد للتعامل مع التدهور الاقتصادي المحتمل، من خلال برامج تنمية اجتماعية واقتصادية مثل تعلم التخطيط المالي، وتنويع المهارات.
مشاركة :