أعادت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مقومات الحياة الطبيعية والفطرية إلى شمال شرق المملكة، وفقاً لرؤية المملكة 2030؛ وتحقيقاً لمبادرة السعودية الخضراء الهادفة إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال المقبلة. وتكتسي المحمية هذه الأيام بألوان الطبيعة الخلابة والمناظر الجذابة في أجواء ساحرة، وسط التنوع البيئي والتضاريسي والنباتي الفريد, فهناك الأودية والشعاب والسهول والمرتفعات، إضافةً إلى تداخل هذه البيئات مع النفود والكثبان الرملية، ومناطق الحرات البازلتية, التي تشكل تنوعاً تضاريسيّاً مميزاً, يحوي أنواعاً عدة من النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة والمهاجرة. وكشفت الدراسات الأولية للمحمية أنها تحتوي على أكثر من 74 نوعاً من الكائنات الفطرية المتنوعة، وأكثر من 120 نوعاً من النباتات الأساسية، التي أسهمت فترة الحماية خلال السنوات القليلة الماضية في إعادة ازدهارها وإعادة تشابكها بشكل أكبر. ومن أهم الأحياء الفطرية التي تتميز بها المحمية: الذئب العربي, والقط البري, وغرير العسل, وبعض أنواع الثعالب, والأرنب البري, إضافةً إلى وجود أنواع مهمة من الزواحف كالضب والورل وبعض أنواع الثعابين، وكذلك أنواع مهمة من الطيور المستوطنة والمهاجرة كالحبارى، وتعد أحد أهم مسارات هجرة العديد من أنواع الطيور. وأطلقت المحمية مطلع شهر رجب من العام الماضي 1443هـ، عدداً من غزلان الريم والمها الوضيحي والنعام ذو الرقبة الحمراء داخل حِمى التيسية، ضمن برنامجها لإعادة توطين الحيوانات الفطرية وإنمائها. وتتميز المحمية بوجود تنوع نباتي يضم مجموعات من الأشجار البرية: كالسمر والطلح والغضا والسدر البري والأرطى, والنباتات الشجرية: كالرمث والعاذر والعرفج والحرمل, إضافةً إلى وجود غطاء نباتي حولي, كالأقحوان والخزامى والصفَّار، فضلاً عن مجموعة النباتات ذات الاستخدامات الطبية والعطرية كالشيح والقيصوم والنفل وغيرها. وتسعى الهيئة عبر برامجها المختلفة ومنها: "شتاء درب زبيدة" التاريخي السنوي، ومسابقة الصيد المستدام التي تنظمها هذه الأيام للصقارين ومحبي تلك الهواية لممارسة الصيد المنظم بأعداد محددة؛ إلى رفع الوعي المجتمعي والإسهام في حماية التنوع الحيوي واستدامته، والعمل على برنامج استراتيجي يحقق مستهدفات المحمية في الحفاظ على مكوناتها الطبيعية، وإيجاد بيئة مستدامة لتكاثر الكائنات الفطرية والحفاظ عليها. جدير بالذكر أن هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تأسست عام 2018م، لتحافظ على البيئة الطبيعية والنباتية المزدهرة والحياة الفطرية السليمة والمستدامة، وتسعى إلى تنشيط السياحة البيئية، والحد من الصيد والرعي الجائر، ومنع الاحتطاب، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة، وتبلغ مساحتها نحو 92,000 كيلو متراً مربعاً.
مشاركة :