المناطق_واس تتمتع محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية بطبيعة خلابة وتنوع بيئي وأحيائي فريد , وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة، على مساحة 91,500 كيلومتر مربع، ما يجعلها ثاني أكبر المحميات الملكية من حيث المساحة , بحيث يمتد النطاق الجغرافي للمحمية داخل خمسة مناطق إدارية في المملكة، وتحديداً منطقة حائل والقصيم والجوف والحدود الشمالية والمنطقة الشرقية. وتضم المحمية العديد من الأنواع النادرة من الكائنات الفطرية مثل ( غزال الريم ، والمها الوضيحي ، والنعام ، والثعلب الأحمر ) ، وقد سجل الباحثون في المحمية حتى الآن 138 نوعاً من الكائنات الفطرية ، تشمل 11 نوعاً من الثدييات ، و88 نوعاً من الطيور أشهرها الحبارى الآسيوية، بجانب أنواع عدة من الزواحف واللافقاريات ، و 179 نوعاً نباتياً تنقسم بأصنافها إلى 113 نباتاً موسمياً (حولياً) ، و66 نباتاً معمراً من أشهرها أشجار ( السدر البري ، والطلح النجدي ، والعوسج ، والعرفج ، والأرطى ) ، إلى جانب المعالم التاريخية مثل قصر الملك عبدالعزيز في لينة ، وقصر قبة ، وسوق لينة التاريخي ، وآبارها الشهيرة ، وطريق الحج القديم المعروف باسم ” درب زبيدة ” . وتوجت جهود الهيئة خلال عام 2023 باعتماد ترشيحها رسمياً للقائمة الخضراء للمحميات الطبيعية الأفضل إدارة على مستوى العالم من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ، وذلك بعد إدراجها على قاعدة البيانات العالمية للمناطق المحمية التي تصدرها اللجنة العالمية للمناطق المحمية ، بالتعاون مع المركز العالمي لرصد حفظ الطبيعة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. كما قامت المحمية بحماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض وإعادة توطينها، ورعاية الموائل الطبيعية وتأهيل الأنظمة البيئية وضمان عدم تأثير النشاط البشري على التوازن الطبيعي. ومن هذا المنطلق، جاء منع الصيد الجائر وتخصيص محمية الشمال للصيد المستدام على مساحة 2,000 كم2 مع برنامج ريادي لزيادة أعداد الطرائد وتقنين أنشطة الصيد باستخدام الطرق التقليدية وتحديد أوقاته لعدم الإخلال بالتوازن البيئي والعمل على زيادة الغطاء النباتي من خلال منع الاحتطاب ، والرعي الجائر ، وتطوير مشاريع نثر البذور بالاعتماد على أحدث الطرق العلمية. وأثبتت الدراسات العلمية والبحوث الميدانية ازدهار الغطاء النباتي خلال العامين الماضيين ووصوله إلى أفضل حالاته منذ تأسيس المحمية في عام 2018، حيث بلغت الزيادة في معدل الغطاء النباتي من 1,5 إلى 6,7 في نطاق المحمية ، كما نفذت 3 مشاريع للتشجير الصحراوي، ونجحت في نهاية عام 2023 بزراعة أكثر من 593,700 شجرة. وتقود هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مشروعاً رائداً يعد الأكبر من نوعه في المملكة بالاعتماد على أكثر من 40 طائرة ” درون ” في تعزيز قدرات الحماية والرصد البيئي الذي تمكن من زيادة كفاءة فرق العمل بأكثر من 220% مع تقليل الوقت الذي كان يحتاجه المراقب البيئي لتغطية مساحة 427 كم2 من 13 ساعة إلى 4.3 ساعة عمل فقط ، حيث جاء الاعتماد على طائرات ” الدرون ” كبديل صديق للبيئة يساهم بفعالية في تقليل الاعتماد على المركبات ذات الدفع الرباعي والحد من استهلاك الوقود التقليدي بما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تتجاوز 66%. وشكل مشروع الحماية والرصد البيئي خطوة هامة للهيئة على طريق بناء الكوادر المتخصصة وتطوير الموارد البشرية وتعزيز القدرات المؤسسية، إذ تمّ تدريب أكثر من 100 مراقب بيئي وجوال ، بإجمالي 8,000 ساعة تدريبية ، كما مكن البرنامج تحليل المصورات والبيانات، باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ، وبرمجيات الذكاء الاصطناعي ، وإنترنت الأشياء لتحقيق أعلى معدلات الجودة. وخلال عام 2023م تمكنت الهيئة من ضبط دخول الزوار للمحمية بشكل نظامي وفق مجموعة من الضوابط التي تضمن الحفاظ على البيئة، وكذلك تمكين الزوار من التمتع بالتخييم من خلال استخراج التصاريح الإلكترونية وبشكل فوري مع وجوب الالتزام بالضوابط المعلن عنها مسبقاً عبر المنصات الرسمية للهيئة، وتسهيل إجراءات استخراج التصاريح المختلفة لأبناء المجتمع المحلي مثل ( تصاريح الرعي ، والعبور ، وتصاريح النحالين ) وتوفيرها إلكترونياً . وتعد تنمية المجتمع المحلي من الأهداف الأساسية التي تعمل على تحقيقها الهيئة عبر عدة محاور تشمل إقامة الدورات التدريبية ، وورش العمل لتطوير المهارات العملية ، وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل عبر وظائف عصرية مناسبة ، وكذلك دعم المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال ، ومبادرات الأسر المنتجة والحرفيين ، من خلال إقامة المعارض وإشراكهم في الفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية ، مع ما تحمله الحرف والمهن التقليدية من قيمة تراثية وإسهامات مستمرة في الاقتصاد الوطني. الوسوم محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
مشاركة :