تذبذبات سعرية متلاحقة لأسعار النفط .. ضغوط هبوطية مقابلة للمعنويات المرتفعة

  • 2/9/2023
  • 21:53
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تلقت أسعار النفط الخام دعما قويا من اضطراب تحميل النفط الخام في تركيا بسبب كارثة الزلزال بالتزامن مع التفاؤل بشأن استمرار تعافي الطلب في الصين، وهو الأمر الذي عزز المعنويات في السوق النفطية. وظلت الضغوط الهبوطية المقابلة مؤثرة في السوق النفطية، إذ أدت إلى تذبذبات سعرية متلاحقة، بعد أن تراجعت أسعار الخام في وقت سابق عقب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن زيادة المخزونات النفطية بمقدار 2.4 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 3 فبراير الجاري. ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن أسعار النفط ارتفعت لليوم الثالث على التوالي وسط إشارات على انتعاش الطلب العالمي بين شركات التكرير الأمريكية وذلك على الرغم من تسجيل زيادة مفاجئة في المخزونات المحلية إلى أعلى مستوى منذ يونيو 2021. وأوضحوا أن "الطلب العالمي يبدو جيدا جدا" بحسب تأكيدات شركات دولية مثل "تي دي سيكوريتيز"، وذلك في ضوء مؤشرات موثوقة على تعافي الطلب في الصين بوتيرة سريعة بعد إنهاء كل قيود الإغلاق، خاصة سياسة "صفر كوفيد". وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة إنه تم تداول النفط في نطاق ضيق هذا العام، حيث يترقب المستثمرون علامات مستمرة على انتعاش النشاط الاقتصادي الصيني بعد التخلص من قيود كوفيد، كما يبحث التجار عن كثب عن تأثيرات العقوبات الجديدة على الوقود الروسي وأي آثار على التدفقات التجارية. وأشار إلى أن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهر أن مخزونات الوقود والمنتجات النفطية ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في عام بسبب الشتاء المعتدل غير المعتاد في نصف الكرة الشمالي، وهو ما أدى إلى تسجيل طلب محدود على زيت التدفئة وعلى استهلاك الوقود في محطات توليد الكهرباء. ويرى، أندريه جروسي، مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية أن الأرباح القياسية، التي حققتها شركات الطاقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا شجعت صناعة النفط الخام على مزيد من الاستثمارات في موارد الطاقة التقليدية في ظل أزمة الطاقة الراهنة، ولا سيما في سياق الأداء المتواضع في النمو لشركات الطاقة المتجددة الكبرى. وأوضح أن صناعة النفط الخام لديها ما يكفي من الأرباح، وتعمل على تقديم كثير من الدعم في ظل أعباء التضخم العالمي، خاصة على دول الاستهلاك بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل قياسي غير مسبوق في الأعوام الماضية. من جانبه، يشير هيرويوكي كينوشيتا، المحلل الياباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف إلى أن التفاؤل يعود إلى السوق النفطية، ولا سيما أن المخاوف المرتبطة بالعقوبات الأوروبية على النفط الروسي، سواء حظر النفط الخام أو المنتجات النفطية وفرض سقف للأسعار قد يكون مبالغا في تقديراتها السابقة مع تسارع خطى الإمدادات النفطية الروسية نحو الأسواق الآسيوية. ونوه إلى أهمية إعلان أنباء عن أن الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على الهند بسبب مشترياتها من النفط الخام الروسي على الرغم من سقف الأسعار، الذي فرضته مجموعة السبع بقيادة الولايات المتحدة على الخام الروسي ومشتقاته منذ أواخر العام الماضي، ما يعزز الثقة في استقرار السوق مع عدم اتساع نطاق وتأثيرات أزمة العقوبات على روسيا. ولفت إلى تأكيد الولايات المتحدة أنها لا تسعى إلى معاقبة الهند معتبرة أن شراكتها مع الهند هي واحدة من أكثر علاقات واشنطن الخارجية أهمية. وتؤكد ويني أكيللو، المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية أنه في أعقاب عديد من العقوبات، الذي فرضها الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع على روسيا بسبب الحرب، وجدت السوق أن الهند والصين أصبحتا أكبر مشترين للخام الروسي مستفيدين من الخصومات الكبيرة لمزيج خام الأورال الروسي ولذا لم تتراجع العائدات المالية الروسية، كما كانت تخطط لها الدول الغربية. وأشارت إلى أن تحالف "أوبك +" يقود السوق بكفاءة ويضبط المعروض النفطي بشكل ملائم، ويتناسب مع ظروف السوق الراهنة وبثت الاجتماعات الوزارية للتحالف الثقة بالسوق، وتؤكد استمرار الشراكة والتعاون بين دول أوبك وخارجها حتى تعبر الصناعة كل الأزمات، وتستعد جيدا للتحديات المستقبلية، موضحة أن "أوبك +" لم تسمح للاضطرابات الجيوسياسية أو الوباء أو أي شيء آخر أن يعوق قدرتها على توفير الإمدادات النفطية بالمستويات المناسبة، التي تلبي كل احتياجات المستهلكين. من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في المعاملات المبكرة أمس، مواصلا مكاسبه لرابع يوم على التوالي مع اضطراب تحميل الخام في تركيا والتفاؤل بشأن استمرار تعافي الطلب في الصين، وهو الأمر الذي عزز المعنويات. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 85.26 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 11 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 78.58 دولار للبرميل، وارتفع الخامان بأكثر من 6 في المائة، هذا الأسبوع. وأعلنت شركة بي.بي أذربيجان حالة القوة القاهرة على تحميل الخام الأذري من ميناء جيهان التركي في السابع من فبراير شباط بعد زلزال قوي ضرب تركيا وسورية في وقت مبكر الإثنين، وتسببت الكارثة في تعليق العمليات في ميناء جيهان واضطراب إمدادات النفط الخام من العراق وأذربيجان. كما تلقت أسعار الخام دعما من آمال تعاف سريع للطلب من الصين بعد إنهاء ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم سياسة صفر كوفيد الصارمة، التي استمرت ثلاثة أعوام، كما أن زيادة مخزونات الخام الأمريكية فرضت ضغوطا على مكاسب النفط، وارتفعت المخزونات في الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ يونيو 2021 إلى 455.1 مليون برميل.

مشاركة :