هيمنت السيارات الكهربائية الصينية على الأسواق الإسرائيلية خلال مدة زمنية قصيرة وفقا لجداول المبيعات الصادرة مؤخرا عن مستوردي المركبات في إسرائيل. وأصبحت الصين أكبر مورد سيارات لإسرائيل في يناير 2023، بحسب الأرقام الصادرة عن جمعية مستوردي المركبات الإسرائيلية. وأظهرت البيانات أن السيارة الكهربائية من طراز "Atto 3"، الذي تصنعه شركة ((بي واي دي أوتو)) الصينية كانت السيارة الكهربائية الأكثر مبيعا في إسرائيل، حيث تم بيع ما يقرب من 3000 سيارة من هذا الطراز في الشهر الأول من عام 2023. وبدأت شركة ((بي واي دي أوتو)) مبيعاتها في إسرائيل في أكتوبر 2022. وفي وقت سابق، تصدرت سيارة "جيوميتري سي"، التي تصنعها مجموعة ((جيلي)) الصينية للسيارات الكهربائية قائمة السيارات الكهربائية الأكثر مبيعا في إسرائيل في عام 2022. وقال مستوردو سيارات إسرائيليون وخبراء إن الأسباب الرئيسية للإقبال على السيارات الكهربائية الصينية في إسرائيل هي "التقنيات المتقدمة، والأسعار المقبولة". وقال المدير العام لشركة ((جيلي إسرائيل)) رونين يابلون، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تتقدم الصين بفارق كبير عن أوروبا والولايات المتحدة في التقنيات الأساسية الرئيسية مثل منصات السيارات الكهربائية النقية ومركبات خلايا الوقود وبطاريات الطاقة وأشباه الموصلات من الجيل الثالث". من جانبه، قال مايرون ليفي، نائب المدير العام في مجموعة ((ليفي إتسحاك)) الشركة الإسرائيلية المختصة في مجال تقييم المركبات إن "المستهلكين الإسرائيليين أدركوا أن جودة المركبات والمواد الصينية تتماشى مع الشركات المصنعة في أوروبا وكوريا الجنوبية". ويعد حجم السيارات الصينية الكهربائية من أبرز مزاياها، إذ أن "معظم السيارات الصينية أكثر اتساعا بكثير من السيارات الكورية أو سيارات تسلا"، بحسب المتخصص في العلاقات العامة في مجال السيارات شارون بايدر. وقال بايدر لـ((شينخوا)) إن معظم الموديلات الكهربائية الصينية يتم توريدها إلى إسرائيل بشكل فوري تقريبا، مقارنة بالمركبات الكهربائية الأخرى والتي تتطلب وقت انتظار لعدة أشهر على الأقل. من ناحية أخرى فإن عيوب السيارات الكهربائية الصينية هي أن العلامة التجارية ومكانتها أقل شهرة مقارنة بالعلامات التجارية الكورية الجنوبية واليابانية التي دخلت السوق العالمية قبل ذلك بكثير، وفقا للخبراء. وأشاروا أيضا إلى عدم الوضوح فيما يتعلق بالأداء طويل المدى لشركات صناعة السيارات الصينية الجديدة. وقال المدير العام لشركة ((جيلي إسرائيل)) إن معايير البطاريات غير الموحدة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل التوافق بين العلامات التجارية المختلفة للمركبات الكهربائية والبنية التحتية للشحن، مما قد يعيق نمو سوق المركبات الكهربائية. وتابع "قد يشعر المستهلكون أيضا بالإحباط بسبب عدم اليقين بشأن التوافق، مما قد يؤثر سلبا على المبيعات"، مضيفا أن الافتقار إلى المعايير يمكن أن يؤدي إلى عدم كفاءة سلسلة التوريد، حيث يتعين على المصنعين والموردين تطوير مكونات منفصلة لكل علامة تجارية من السيارات الكهربائية، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف والتعقيد. وفيما يتعلق بتطوير صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين، يعتقد المتخصص في العلاقات العامة في مجال السيارات شارون بايدر، أن الصين تلحق بركب صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم، مع إضافة ميزات بارزة نموذجية للسيارات المصنوعة في الصين. بدوره، قال يابلون إن "صناعة السيارات ذات الطاقة الجديدة في الصين هي الآن في طليعة العالم من حيث معدل النمو وملكية السيارات ونظام الدعم الاصطناعي". ووفقا ليابلون فأنه على الرغم من تطور صناعة سيارات الطاقة الجديدة ونموها إلا أن صناعة السيارات في الصين ستواجه المزيد من التحديات مثل ارتفاع تكاليف البطاريات وأسعار الكهرباء، فضلا عن المنافسة الشرسة بين العلامات التجارية السائدة الأمر الذي يتطلب استجابة أكثر ذكاء من الصين. ويتوقع يابلون أنه في غضون سنوات قليلة ستكون جميع السيارات المنتجة خالية من الانبعاثات. وقال "في تلك الحقبة، ستكون العوامل الكبرى هي زيادة نطاق المركبات الكهربائية، وتعزيز البنية التحتية للشحن، وإنتاج المزيد من الطاقة الخضراء، بحيث تعمل السيارات عديمة الانبعاثات على كهرباء عديمة الانبعاثات". وفيما يتعلق بالمستقبل البعيد "ستكون مركبات الطاقة الجديدة هي الرائدة حيث ستكون الطاقة مستمدة من الهيدروجين الذي سيحل محل البطاريات"، وفقا لرئيس برنامج تخصص هندسة السيارات في كلية ((أفيكا)) الأكاديمية للهندسة دان هيرمان. وقال هيرمان لـ((شينخوا)) "البطاريات ذات سعة محدودة وكلفة عالية ووزن ثقيل، وسيصبح مدى المركبات في نهاية المطاف محدودا خاصة عند النظر إلى المركبات الثقيلة التي تحتاج إلى قطع مسافات طويلة مثل الشاحنات". وخلص يابلون إلى أنه "في المستقبل ستلعب العلامات التجارية الصينية للسيارات دورًا أكثر أهمية على مسرح السيارات العالمي وستقود التطور الجديد لعالم السيارات".
مشاركة :