أوضح استشاري أمراض الجهاز التنفسي وأمراض واضطرابات النوم، نائب مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور فارس فلاح الحجيلي : أن أهم اضطرابات النوم هي انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، والأرق، ومتلازمة تململ الساقين، والنوم القهري، وغيرها من الأمراض ، مبينًا إن أول عيادة في العالم بدأت بالاهتمام بهذه الاضطرابات كانت في الولايات المتحدة الأميركية، في عام 1970، مما يجعل هذا العلم حديثاً، وعدد الأطباء الذين يهتمون بهذا المجال يُعدّ قليلاً جداً، ولكن هذا الرقم في ازدياد ، إذ بدأ الاهتمام بأمراض اضطرابات النوم لأهميتها على الصحة ولاكتشاف كثير من الأمراض التي لها آثار سلبية ومهمة على بقية أعضاء الجسم. وأشار:إن انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هي حالة منتشرة جداً، يعاني منها ما يقارب 9 في المائة من النساء، و17 في المائة من الرجال ، ويعاني المصابون بهذه الحالة من الشخير المزمن، وانقطاع التنفس أثناء النوم نتيجة ارتخاء عضلات الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ، ويمكن أن تتفاوت مدة توقف التنفس من عدة ثوانٍ إلى ما قد يزيد على دقائقَ متواصلة، ولا يحصل الجسم في هذه الفترة على القدر الكافي من الأكسجين، وتتكرر هذه المشكلة مرات كثيرة أثناء النوم، مما ينتج عنه تأثيرات كثيرة في الجسم، ونتائج سلبية على القلب والدماغ، وارتفاع ضغط الدم. وأضاف ” الحجيلي” : أما الأرق فيُعدّ من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً، ومن الصعوبة أن نجد إنساناً لم يمرّ بتجربة الأرق في يوم من الأيام خلال فترة حياته ، وتتعدد أنواع وأسباب الأرق، ويجب على المريض استشارة طبيبه للوصول إلى السبب الرئيسي للأرق، وكيفية الوقاية والعلاج منه، ويشمل الأرق أي مشكلة تتعلق بالشروع في النوم أو القدرة على الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ مبكراً أكثر مما ينبغي في الصباح ، وقد يسبب الأرق كثيراً من المشكلات، إذا كان من النوع المزمِن. وحول متلازمة تململ الساقين مضى د.الحجيلي قائلاً: متلازمة تململ الساقين عبارة عن الشعور بعدم الراحة في الساقين، وغالباً ما يحدث ذلك ليلاً. وقد يكون سبب عدم الشعور بالراحة الإحساس بالتنميل، ولا يتحسن عادة إلا بتحريك الساقين ، وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى الأرق والشعور بالنعاس أثناء النهار. أسبابها متعددة، وكذلك طرق العلاج. ويحتاج المريض الذي يعاني من هذه المشكلة إلى استشارة طبيبه للتشخيص ومعرفة الأسباب وطرق العلاج. وعن النوم القهري أضاف : النوم القهري يُسمَّى أيضاً بـ”الخدر المفاجىء” ، ويعاني المصابون بهذا المرض من النعاس المفرط خلال ساعات النهار، والشعور المفاجئ بالنوم، حيث يعاني المصابون من صعوبة في الاستيقاظ لفترات طويلة، مما يسبِّب اضطرابات في الروتين اليومي ، ومن الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب ضعف مفاجئ في العضلات مصحوباً بالوعي الكامل ، ويتمحور هذا المرض حول عدم قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، والانتقال بينها بشكل طبيعي، وأحد أهم أسبابه وجود نقص في انبثاقات الأعصاب المفرِزة لمادة الأوريكسين (وتُعدّ مادة الأوريكسين أحد النواقل العصبية المهمة التي تُفرَز من مركز في المخ يُعرف بـ” المركز تحت المهادي”) مقارنة بالأصحاء الذين لا يُعانون من المرض ، وهذا المرض يحتاج إلى تشخيص دقيق ومجموعة فحوصات واختبارات للنوم في المراكز المتخصصة. ودعا د.الحجيلي الأشخاص الذين يعانون من أي مشاكل في النوم تحرم الفرد من النوم الصحي وجودته بضرورة مراجعة الأطباء المتخصصين ، إذ إن استمرار المشكلة دون علاج ينعكس سلبا على الفرد من حيث إنتاجيته ، عدم تمتعه بجودة الحياه ، تعرضه لأمراض أخرى بكل سهولة ، بجانب ضعف المناعة الجسدية.
مشاركة :