باتت سوق النقل الجوي الداخلي في السعودية أكثر استجابة للتغيرات التي أجرتها الهيئة العامة للطيران المدني لتحسين وتطوير صناعة النقل الجوي في البلاد، من خلال فتح المجال أمام ناقلات وطنية جديدة، وزيادة كفاءة الخدمات، بما يوفر كثيرا من الخيارات أمام المسافرين، بما في ذلك المنافسة بين الناقلات على تقديم الأسعار المشجعة للسفر الداخلي والدولي. وبحسب مختصين في قطاع الطيران، فإن فتح المجال أمام الناقلات الوطنية الجديدة سيساهم في تغيير مجريات الخدمة المقدمة للمسافرين، حيث سينتج عن المنافسة بين الشركات تقديم شرائح من الخدمات والأسعار لم تكن متوافرة في السابق، وذلك بفضل عامل المنافسة، لا سيما أن السوق توفر ملايين المقاعد التي ستتسابق عليها الشركات التي ستكون في المرحلة الأولى عبارة عن أربع شركات وهي الخطوط السعودية وطيران ناس، إلى جانب شركة طيران السعودية الخليجية، وطيران المها، اللتين من المتوقع أن يبدآ تشغيل رحلاتهما خلال الأشهر المقبلة. وقال محمد الشبلان، مستشار اقتصادات النقل الجوي لـ«الشرق الأوسط» إن «سوق النقل الجوي في السعودية تستوعب كثيرا من شركات الطيران الوطني، قياسا بحجم الطلب المتوقع على السفر»، مشيرا إلى أن دخول ناقلات جديدة في خدمة النقل الداخلي يعزز المنافسة، ويوفر احتياجات المواطنين للتنقل بين المدن، في ظل عدم توافر وسائل مواصلات أخرى، مما يجعل الطيران الخيار الأول أمام المسافرين، إلى جانب أنه سيكون أكثر فاعلية مع اكتمال منظومة النقل عبر القطارات المرتبطة بالمطارات. وأشار إلى أن التطورات الأخيرة التي يشهدها قطاع الطيران السعودي مثل تطوير المطارات وتشجيع دخول القطاع الخاص شريكا في الفرص التي يوفرها القطاع، بدأت تنعكس على الصناعة، ومنها فتح المجال للمنافسة، ودخول مزيد من الشركات في قطاع الخدمات كافة. من جهتها، بدأت الخطوط السعودية اعتبارًا من الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي تنفيذ خطتها التشغيلية للقطاع الداخلي، وفق جدول الرحلات الجديد للعام الحالي الذي تضمن زيادة في عدد الرحلات والسعة المقعدية، وفق أهداف برنامج التحول ومبادراته التي يجري إنجازها - حاليًا - في شركات المؤسسة ووحداتها الاستراتيجية كافة. وأعلن المهندس صالح الجاسر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عن تشغيل رحلات جديدة ضمن الجدول الجديد، حيث يجري اعتبارًا من الأول من أبريل (نيسان) المقبل، تشغيل رحلات مباشرة بين تبوك «شمال السعودية» وجيزان أقصى جنوبها، بمعدل (ثلاث رحلات) أسبوعيًا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة. وأضاف: «شملت زيادة الرحلات كثيرا من القطاعات الداخلية خاصة الجنوبية، حيث جرى زيادة الرحلات المجدولة بين الرياض وجيزان إلى 41 رحلة أسبوعيًا، و35 رحلة بين جدة جيزان، وتسع رحلات بين الدمام وجيزان، و18 رحلة بين الدمام وأبها، إضافة إلى تشغيل رحلات مباشرة بين شرورة وكل من أبها والطائف، وبين جيزان والطائف، كما تمت زيادة الرحلات والسعة المقعدية بين محطات القطاع الشمالي وكل من الرياض وجدة وتسهيل الربط لرحلات المواصلة للقطاع الجنوبي». وأوضح الجاسر أن الخطة التشغيلية خلال العام الحالي تضمنت زيادة في السعة المقعدية للقطاع الداخلي تصل إلى 9 في المائة عن العام الماضي الذي جرى خلاله توفير 17 مليون مقعد للضيوف المسافرين على الرحلات الداخلية، وسيرتفع العدد إلى 19 مليون مقعد خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن النصف الثاني من العام سيشهد زيادة أكبر مع توالي وصول الطائرات الجديدة وستصل الزيادة إلى ذروتها خلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، حيث ترتفع السعة المقعدية الأسبوعية في الاتجاه الواحد على القطاع الداخلي من 168 ألف مقعد خلال عام 2015 إلى ألفي ألف مقعد خلال العام الحالي، بزيادة أكثر من 31 ألف مقعد، وبنمو تصل نسبته إلى 20 في المائة. وأكد الجاسر أن الخطوط السعودية تضع خدمة القطاع الداخلي على رأس أولوياتها وخصصت له الجزء الأكبر من الـ(50) طائرة جديدة التي جرى الاتفاق مع إيرباص للاستحواذ عليها خلال ثلاثة أعوام لتلبية النمو المتزايد في حركة السفر والنقل الجوي داخل السعودية.
مشاركة :