عبر عدد من المختصين السياسيين العراقيين عن استيائهم من تدخل إيران في الشأن الداخلي العراقي، مؤكدين بأن المليشيات المسلحة والتي تتبع لعدد من القوى السياسية العراقية خطر على العراق، مطالبين أن يكون السلاح تحت مظلة الدولة، فهذه المليشيات لم تجلب للعراق إلا الدمار والخراب بل لا يختلف عدد منها عن تنظيم داعش الإرهابي، داعين الحكومة العراقية لتشكيل قوات عراقية ذات سيادة تتبع للحكومة العراقية بعيداً عن أي تنظيمات، والتي قامت منذ الاحتلال للعراق منذ عام 2003م، ولم تجلب للعراقيين إلا الحروب الطائفية. وقال ل" الرياض" الدكتور قحطان الخفاجي أستاذ الاستراتيجية السياسية في جامعة النهرين في بغداد بأن الأوضاع في العراق منذ عام 2003 م حتى الوقت الحالي ابتليت بنوعين من الأضرار أولها الاحتلال وما تركز عليه هذا الاحتلال، والثاني اذكاء الطائفية والمذهبية في العراق، واعتبر الخفاجي بأن الحالة العراقية للأسف تئن بين تنظيم داعش الإرهابي ومن قبلها القاعدة والمقاتلين الذين يسمون أنفسهم الحشد الشعبي، والذي تكون من تطبيق عملي لفتوى المرجعية، إلا أن تطبيقه جاء لتحقيق أهداف طائفية، وبالتالي اصبح يسبب خرقاً كبيراً بين العراقيين والمناطق، وأضاف بأن الشعب العراقي يئن بين تنظيم داعش الإرهابي من جهة والحشد الشعبي من جهة أخرى في حسه الطائفي واعماله الإرهابية، وأشار بأن العراق حالياً تتواجد فيه أحزاب سياسية ركبت موجة المذهبية، وهي أحزاب معتنقة أجندة اقليمية خارجية لا علاقة لها بالمذهب ولا بالدين، وهذه الأحزاب كونت أسسا سياسية اتخذت الإسلام ظاهرياً لكي يظهروا بصفة إسلامية، ومن أجل استغلال أبناء الشعب العراقي بأنهم على الطريق الصحيح وهم بعيدون عن ذلك في أعمالهم الإرهابية، وداعش عندما اتخذت السلفية أو أي مسمى آخر فهي تسيء للإسلام، وكذلك بعض الأحزاب الدينية التي تقود العملية السياسية في العراق فهي لا تفرق عن داعش ولا عن الحشد الشعبي فهم تأسيس وصناعة الاحتلال، وبين بأن بعض فصائل الحشد العشبي ترتهن في علاقتها مع إيران ارتهانا كبيرا، وكذلك الحال لعدد من متطرفي بعض السُنّة، وقال: بأن إيران تتدخل بشكل كبير في الشأن العراقي وهناك مناطق عراقية محتلة من إيران ولم تحرك الحكومة منذ سنوات ساكنا نحو ذلك، وتنتشر في هذه المناطق صور الخميني وخامنئي وكأن العراق جزء من إيران، وهذا كله خلل لا ننكر وجوده، وإيران لها باع طويل في العراق حتى أصبح القرار العراقي لا يمكن أن يخرج عن الرؤية الإيرانية، وذكر بأن ديالى والمقدادية تعاني كثيراً من سلوكيات وتصرفات الحشد الشعبي ضد المكونات العراقية فيها وخاصة السُنّة والأكراد، وجميع هذه التشكيلات خارج نطاق الدولة وتسيء للدولة العراقية وتنشر المذهبية بين المكونات لتحقيق أجندة إيران التي هي في الأساس مخترقة للحشد الشعبي، مطالباً أن تكون أي قوى عسكرية تحت مظلة الحكومة بعيداً عن أي طائفة دون أخرى. وأوضح المحلل السياسي العراقي د. أحمد الأبيض: بأن الجريمة واحدة أيا كان من يمارسها سواء تنظيم داعش الإرهابي أو مليشيات أخرى من خلال قطع الرؤوس وحرق المنازل وتفجير المساجد، للأسف هذا المشروع الطائفي يتغذى عليه داعش والعصابات والمليشيات الأخرى، وهذه المليشيات السائبة أولاً لا تعبر عن وجهة نظر معظم المكون الشيعي في العراق كما لا تعبر داعش عن المكون السُني، ولذلك الشيعة والسُنّة والأكراد في العراق ابتلوا بإدارات سياسية هي من انتجت هذه الأوضاع في البلاد، وبالتالي مكافحة هذا الموضوع تبدأ من إجراءات حكومية صارمة وبتعاون حقيقي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأضاف إذا استطاعت الحكومة العراقية أن تقيم أواصر مع محيطها بشكل عام بتوازن مع إيران والدول عربية سوف يسهم في التخفيف من حدة التوتر الطائفي، داعياً للتعاون مع العراق ويجب أن يتم اخراج جميع الأصوات التي تؤجج الطائفية، وللأسف إيران دولة إقليمية وجارة للعراق وتسعى لتحقيق نفوذها في العراق، وتدخلها بسبب العراقيين الذين سمحوا لهم بالدخول وخاصة من يقودون المليشيات الموالية لإيران، وأثبتت التجربة بأن تنظيم داعش الإرهابي ضد المكون السني في العراق قبل أي مكون آخر، وعلى الحكومة العراقية محاسبة تلك المليشيات وضم الجوانب الإيجابية ومحاسبة المسؤولين عنها في أسباب انفلات الأمن، وذكر بأن المرجعية في النجف أكدت بأن ما تقوم به المليشيات في ديالى والمقدادية هي أعمال إرهابية ولا بد أن يتم إيقافها ومحاسبتهم. وقال الباحث العراقي في الجماعات المتطرفة د. هشام الهاشمي: بأن معركة الرمادي نموذج عراقي حقق هدفا وطنيا، وهو نموذج سيكون في الآفاق القريبة نموذج قوات نظامية بمعية قوات محلية وأبناء العشائر، وهذه الثلاثية لقاء التحالف الدولي سوف يكون من خلاله تقدم ويحقق انتصارات كبيرة، وخاصة المتعايشين بالإكراه مع تنظيم داعش الإرهابي من أهالي السُنّة كان لهم الدور الأكبر في التعاون متى ما كانت هذه المعادلة، وأشار هم يتخوفون أن يدخل إليهم من يعتقدون أنه سبب في ظهور مثل داعش الاستبداد السياسي، أو حتى يخافون من إعادة بعض النماذج السيئة التي وقعت في المقدادية أخيراً وقبلها ما حدث في شرق تكريت، وأضاف بأن العراقيين يعتقدون أن الرمادي كانت صعبة لكن معادلة التحالف الثلاثي حقق انجازاً كبيراً للعراقيين بواسطة الحشد السٌنّي، وأوضح بأن شمال وشرق ديالى خارج عن سيطرة القانون، والخاسر المكون السُني والشيعة العرب من قبل تنظيم داعش والمليشيات المنفلتة، وأكد بأن موقع ديالى والمناطق التي تقع على الحدود مع إيران تمثل طريقاً بما يعرف طريق العتبات المقدسة، وهذا الطريق منذ بداية عام 2014م حتى الوقت الحالي هناك عمليات من أجله التغيير الديمغرافي ضد قرى المكون السُني والأكراد، وهو معروف وتم تدوينه من قبل دوائر حقوق الإنسان، والأمم المتحدة رصدت الكثير من القرى التي تم تهجير أهلها ثم تجريفها.
مشاركة :