يقف المرء مشدوهاً أمام انسياق فئة - وإن كانت قليلة، وقليلة جداً - خلف مزاعم تنظيم داعش الإرهابي الذي يدعي بأنه يعمل من أجل إعلاء القيم الإسلامية، ففي ظل استمرار ومواصلة هذا التنظيم الإرهابي لأعمالة الإجرامية التي تتركز على مهاجمة وتدمير أماكن العبادة، واستهداف الآمنين من المدنيين سواء المصلين الذين يقصدون المساجد وفي أفضل الأيام، أيام الجمع، يكون هذا التنظيم قد قدَّم الدليل الذي لا يقبل التشكيك على عدائه المطلق للإسلام والمسلمين، وقد جسَّدتْ أعمالُه الإجرامية كلَّ ما يوصم هذا التنظيم بالإجرام، وبمعاداته للإسلام والمسلمين، بل وللبشرية جمعاء. فالذي يستهدف المساجد والمصلين، ويقتل الأبرياء ويحرق البشر وهم أحياء، ويهدم ويخرب المدن، ويقضي على الأمن والاستقرار في الدول الإسلامية لا يمكن أن يُعَدَّ منتسباً إلى الإسلام، ولا من المسلمين، وليس فقط نزع صفة الدفاع عنه، إذ هو وبحكم أفعاله المشينة عدو ظاهر وواضح لكل عين بصيرة، فكيف إذن يقتنع من ينضم إلى عصاباته الإجرامية، فهؤلاء وإن كانوا قلة إلا أنهم يحتاجون إلى تقصي حالاتهم النفسية والسلوكية وتوجهاتهم الفكرية وارتباطاتهم التنظيمية، والأهداف التي تجعلهم منفذين وبصفة عمياء لأفكار شريرة إجرامية لا يمكن أن يقتنع بها إنسان سوي ومسلم يؤمن بالعقيدة الإسلامية التي تهذب سلوك وأفعال المسلمين وتنقي عقولهم وأفئدتهم من أمراض الحقد والكراهية التي تدفع معتنقي الأفكار الضالة لتنظيم داعش الإرهابي، والذي ترتكز عقيدته على الكره والإقصاء. ولهذا فإن علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم قد أجمعوا على نبذ هذا التنظيم وكل من ينتمي إليه، بل يجب التنبيه والحذر من أي تعاطف أو ذكر لهؤلاء الإرهابيين حتى وإن استهدف جهات أو جماعات تختلف معهم في الفكر والتوجه. إذ إن هدف هذه الفئة الضالة هي إثارة الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد بهدف إضعافه وإخضاعه لسيطرتها، هكذا فعلوا في العراق وليبيا ويسعون إلى ذلك في مصر وباقي الدول الإسلامية. ولقد اعتبر علماء المسلمين ومفكروهم المثقفون منهم أن تنظيم داعش الإجرامي ليس من المسلمين، وأن الإسلام براء منهم، وأن كل أفعالهم موجهة لإضعاف المسلمين والنيل منهم، ولو كانوا على هدى وحق من أعمالهم لاختاروا أهدافاً داخل معسكرات أعداء الإسلام والمسلمين، فبدلاً من استهداف الكيان الإسرائيلي يحاولون تفجير مسجد في منطقة الأحساء في المملكة العربية الإسلامية، ويقتلون مسلمين في ليبيا ويستهدفون رجال الأمن والجيش في مصر، وهم الذين يؤمِّنون الأمن لبلادهم. مقالات أخرى للكاتب سقوط الفنانين السوريين في فخ الطائفية تمدد التشيع الصفوي نأي لبنان والعراق عن العرب من أين أتى الهياط؟! «اللي يحضِّر العفريت يصرفه»
مشاركة :