نقاد: «الغيطاني» تاريخ أدبي متفرد

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أقيمت يوم الأول ندوة «مشروع جمال الغيطاني الروائي»، شارك فيها القاص سعيد الكفراوي والناقد د.حسين حمودة والكاتب محمد بدوي فيما أدارها د.نبيل عبدالفتاح»، حيث اتفق الجميع أن مشوار»الغيطانى الأدبي» كان مشروعا متنوعا وممتدا ومتفردًا، مؤكدين أن شخصية الزيني بركات جادة جدا في السرد، لكنها تحولت لدى الغيطاني لشخصية تستطيع أن تلقي بأضوائها على واقع معيشي ثقيل. قال الكاتب محمد بدوى: إن رواية «الزيني بركات» أحدثت نقلة نوعية في كتابات الغيطانى، وكانت أساسا للمفاهيم التي سيعمل عليها بعد ذلك، مؤكدًا أنها استطاعت أن تجمع بين مجموعة عناصر جعلت «الغيطاني»، متميزا عن أقرانه من كتاب الستينيات، وفي الوقت نفسه متميزا في الكتابة السردية المصرية عن آبائه يحيى حقي ويوسف إدريس، مشيرًا إلى أن هذه العناصر تتمثل في مجموعة من الإنجازات الفنية، مضيفا أن شخصية الزيني بركات جادة جدا في السرد، لكنها تحولت إلى شخصية تستطيع أن تلقي بأضوائها على واقع معيشي ثقيل، وقد حقق الغيطاني، هذا بالتحديد بأن استطاع أن يقيم عددا من الأشكال المعقدة جدا مع كتابات السرد القديم ومع الحديث كان موجودا في شخصية سعيد الجهيمي التي رغم أنها تعيش في العصر المملوكي إلا أنها شخصية مصري مثقف معاصر، مؤكدا أن الرواية لم تكن تمثل تفتت الواقع ولا تمزقه كما حدث في روايات أخرى لزملائه. د. حمودة أكد أن أسلوب «الغيطاني» كان ينمو ويتنامى ويمتد بمستوياته المختلفة، وفي لغته العديد من المعاني، تستمتع بلغة مشبعة بالمعرفة في كتابات تراوحت بين أزمنة وأماكن شتى، أهله لذلك صلته العميقة بالمناطق التي قادته إلى مستويات افتراضية مستدعاة ومشبعة، ومن هذه المعالم نبرة الشجن الخفية التي تخللت نصوصه. وقال»حمودة»: إن صلة الغيطاني العميقة بالمكان ميزته، واهتمامه بالأزمنة والأماكن، مثل منطقة الجمالية التي ستظل منبره للتعبير ونقطة البدء والوصول، منها ينطلق عالم جمال الغيطاني». أضاف «الكفراوي» حين تتأمل إنتاج جمال الغيطاني الفكري والثقافي تجد واحدًا من أصحاب الإرادات، ممن يمتلكون القدرة علي الفعل والعمل وعلى أن يبعد نفسه عن المقاهي التي يجلس عليها المثقفون، وقال: قرأت أعماله التي تتجاوز الـ60 عملا، ورافقته عبر سنوات واقتربت قليلا من تجربته الروائية التي أبدعها في 17 رواية و12 مجموعة قصصية وغيرها من الكتب الفكرية، وكنا نأتي إلى القاهرة لنرى المسرح وقابلته في 69 في العتبة وكان نشر مجموعة الأولي له والتي تحمل اسم «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، مشيرا إلى أنني سألته أين يجلس الكتاب الشباب أجاب في مقهى ريش مع نجيب محفوظ، وهو المقهى الذي رأيت فيه إبراهيم الأسواني، أمل دنقل، كل هذا الجيل الذي كان يحيط بمحفوظ في تلك الفترة، ومنذ ذلك لم تنقطع علاقتي به، وتعرفت على عالمه الروائي الذي يتلخص في ظواهر كونت وعي الكاتب وقارئه وكانت تجربته وعلاقته بالكتابة ثرية إلى حد يثير الدهشة، فهو أول أبناء جيله الذي انتبه لما في التراث من غنى وآمن أنه ما دام لدينا هذا التراث فعلينا، ألا نعتمد على تراثات أخرى، وأمضى حياته يتخذ من تراثه العربي الإسلامي منهجًا ورؤية.

مشاركة :