إسطنبول - شرعت السلطات التركية في أولى مراحل تحميل المسؤولية للمتسببين في انهيار آلاف المباني التي لم تقو على الصمود في وجه الزلزال المدمر الذي تجاوزت حصيلة قتلاه 30 ألفا في آخر تحديث، مع تعهد تركيا اليوم الأحد بإجراء تحقيق شامل، بينما شنت حملة اعتقالات شملت 113 من المشتبه بهم. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد انتقادات وجهتها أحزاب المعارضة لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متهمة إياها بعدم تطبيق قواعد البناء وتبديد أموال الضرائب. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ليل السبت الأحد إن السلطات حددت هوية 131 مشتبها بهم حتى الآن باعتبارهم مسؤولين عن انهيار بعض آلاف المباني التي سويت بالأرض في الأقاليم العشرة المتضررة من الزلازل التي وقعت في ساعة مبكرة من يوم الاثنين. وقال للصحفيين بمركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة "صدرت أوامر باعتقال 113 منهم"، مضيفا "سنتابع هذا الأمر بدقة إلى أن تنتهي العملية القضائية اللازمة خاصة بالنسبة إلى المباني التي لحقت بها أضرار جسيمة والمباني التي تسببت في سقوط قتلى وجرحى"، مؤكدا أن وزارة العدل أنشأت مكاتب تحقيق في جرائم الزلزال بالأقاليم المتضررة للتحري بشأن حالات الوفيات والإصابات. وقال وزير البيئة مراد قوروم إن عدد المباني التي انهارت أو تضررت بشدة بسبب الزلزال يبلغ 24921 مبنى وذلك استنادا إلى تقييم أكثر من 170 ألف مبنى. ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين وسط أنقاض الزلزال بعد ستة أيام من الكارثة التي ألحقت الدمار بأجزاء من سوريا وتركيا وتجاوز عدد القتلى 30 ألفا ومن المتوقع أن يرتفع أكثر. واتهمت أحزاب المعارضة حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسوء إنفاق أموال الضرائب التي فُرضت بعد الزلزال المدمر الذي هز البلاد عام 1999 من أجل تعزيز مقاومة المباني للزلازل. وقال أردوغان إن المعارضة لا تنطق سوى بالكذب وتنشر الافتراءات لتشويه سمعة الحكومة وعرقلة الاستثمار بدلا من مواجهة الفساد في الأقاليم التي تديرها المعارضة. وفي السنوات العشر السابقة لعام 2022 تراجعت تركيا 47 مرتبة في مؤشر مدركات الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية لتصل إلى المرتبة 101 بعد أن كانت في المرتبة 54 من بين 174 دولة في عام 2012. وأفادت وكالة الأناضول للأنباء بأن ممثلي الادعاء في أضنة أمروا باحتجاز 62 شخصا في إطار تحقيق متعلق بانهيار مبان فيما سعى ممثلو الادعاء إلى اعتقال 33 شخصا في ديار بكر للسبب نفسه. وأضافت أن ثمانية أشخاص اعتُقلوا في شانلي أورفا وأربعة في عثمانية لما يتعلق بالمباني المنهارة التي يُعتقد أن عيوبا كانت تشوبها مثل إزالة أعمدتها، معلنة أن الشرطة ألقت القبض على مطور عقاري لمجمع سكني انهار في أنطاكية مع استعداده لركوب طائرة بمطار إسطنبول متجها إلى الجبل الأسود مساء يوم الجمعة وجرى احتجازه رسميا يوم السبت. وانتهى بناء المجمع السكني الراقي المكون من 12 طابقا قبل عشر سنوات ولم ترد معلومات عن القتلى في المبنى الذي كان يضم 249 شقة. وأفادت بأن المعتقل أبلغ ممثلي الادعاء بأنه لا يعرف سبب انهيار المجمع السكني وأن رغبته في الذهاب إلى الجبل الأسود لا علاقة لها بذلك، فيما نقلت عنه قوله في بيان "نفذنا جميع الإجراءات المنصوص عليها في اللوائح وحصلنا على جميع التراخيص".
مشاركة :