كل شيء في باريس سان جيرمان لا يسير على نحو يدعو للتفاؤل، قبل اللقاء المرتقب لبطل فرنسا أمام بايرن ميونيخ الألماني، غداً الثلاثاء، في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا. في غياب هدافه كيليان مبابي المبتعد عن الملاعب منذ زهاء 3 أسابيع، ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي لإصابة عضلية، فقد سان جيرمان قوته الهجومية. وبعد خروجه من مسابقة كأس فرنسا بسقوطه أمام غريمه التقليدي مرسيليا 1-2 منتصف الأسبوع، خسر مجدداً أمام مضيفه موناكو 1-3 في الدوري المحلي، في آخر تجربة له قبل المواجهة المرتقبة ضد بايرن ميونيخ. واعترف كريستوف غالتييه، المدير الفني لسان جيرمان بأن ما يحدث يثير القلق على فرص الفريق عندما يواجه بايرن ميونيخ. وكانت الخسارة أمام موناكو هي الثالثة لسان جيرمان في آخر 7 مباريات بالدوري الفرنسي؛ لكن سان جيرمان الذي افتقد أيضاً قطب الدفاع الإسباني سيرجيو راموس (شارك في الشوط الثاني) ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي، بقي في الصدارة برصيد 54 نقطة، بفارق 5 نقاط عن مرسيليا الثاني. وأشار غالتييه الذي أشرك بعض العناصر الشابة، ومنها الظهير الأيسر إلشاداي بيتشيباو ولاعب الوسط الواعد وارن زائير يامري (16 عاماً) وتيموثي بيمبيلي، إلى أن هناك «فيروساً» ضرب معسكر الفريق؛ لكن هناك أملاً في تعافي كثير من الركائز، وأبرزهم ميسي، قبل استضافة بايرن ميونيخ في استاد «بارك دي برانس». وقال غالتييه: «ما يقلقني هو افتقادنا للشراسة في المواجهات الأخيرة. هذا هو الوضع الحالي للفريق. لا يمكنني الاختباء وراء هذا». وأضاف: «هذه هي حالتنا حالياً. ما نمر به أمر غريب؛ لكنه صحيح. أن أقول هذا وأنا مدير فني لسان جيرمان ربما لا يتوافق مع رأي كثير من المراقبين، ولكن هذا هو الواقع الحالي». وأردف: «أنا قلق بشأن مباراة الثلاثاء أمام البايرن. وإذا لم أكن قلقاً بعد الذي رأيته لكان هذا شيئاً خطيراً. سنرى إذا كان بعض اللاعبين الذين لم يتمكنوا من بدء المباراة، لديهم القدرة على اللعب أمام البايرن». وأوضح: «في هذه الفترة أظهرنا أننا فريق يعاني الضعف وعدم التماسك، لذا نحن قلقون. في هذه الفترة يجب أن تحافظ على ذهنك صافياً. أتفهم غضب الجماهير». وتبدو آمال كيليان مبابي للعودة للمشاركة مع الفريق أمام بايرن ميونيخ ضئيلة للغاية، بينما يتعافى ميسي وفيراتي بشكل جيد، وحول ذلك قال المدرب الفرنسي: «لا أعتقد أن مبابي سيلعب. ربما ننتظره في لقاء الإياب. لن نقوم بأي مخاطرة، ونتمنى أن يتعافى بشكل جيد. ننتظر عودة ماركو فيراتي، وميسي، وآخرين كانوا على مقاعد البدلاء أمام موناكو». وبدوره، اعترف قائد سان جيرمان ومدافعه البرازيلي ماركينيوس، بأن الفريق أمضى أسبوعاً سيئاً، وقال: «نمر بفترة صعبة للغاية، وبالتالي يتعين علينا أن نتكلم بعضنا مع بعض، لتحسين الأمور في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «لقد خرجنا من مسابقة الكأس؛ لكننا لا نزال في صدارة الدوري، ونلعب دوري أبطال أوروبا. يتعين علينا أن ننهض من هذه الكبوة بأسرع وقت ممكن، وتقديم عروض أفضل». على الجانب الآخر، يأمل بايرن ميونيخ استغلال حالة الارتباك والتراجع في مستوى سان جيرمان خلال لقاء ذهاب ثمن النهائي، حتى تكون الأمور سهلة في معقله إياباً. وطالب غوليان ناغلسمان مدرب البايرن لاعبيه بالعمل على استغلال الفرص، لحسم المواجهة التي توقع صعوبتها على الرغم من النتائج المتراجعة للمنافس. وعزز بايرن ميونيخ سلسلة عدم خسارته في أي لقاء بـ«البوندسليغا» إلى 13 مباراة، بفوزه السبت بثلاثية نظيفة على بوخوم، بفضل أهداف توماس مولر، وكينغسلي كومان، وسيرج غنابري. ومع ذلك، لم يكن ناغلسمان راضياً عن أداء فريقه، وطالب لاعبيه بالارتقاء بمستواهم قبل الصدام الساخن مع سان جيرمان. وأوضح: «نفوز لكن لا نلعب بانسيابية. أعتقد أننا لو لعبنا بكامل طاقتنا -وهو أمر ممتع- وإذا تحركنا بشكل صحيح، وأضفنا بعض الحماس، فسنكون في القمة. قدمنا أمام بوخوم بداية رائعة، وكنا نستحق التقدم بهدفين نظيفين أو ثلاثة في أول ست دقائق. أتيحت لنا كثير من الفرص. ولكن هذا أشبه بالمباريات الثلاث التي تعادلنا فيها، افتقدنا للمسة الأخيرة. بشكل عام، لم تكن مباراة جيدة من الفريقين». وأكد: «يجب أن نقدم عرضاً مذهلاً في باريس، حتى لو كان كيليان مبابي سيغيب؛ لأن سان جيرمان فريق عالمي، وإذا لعبنا بالشكل نفسه فلن يكون الأمر سهلاً علينا. نريد استغلال كل الفرص لضمان العبور من هذا الدور». وكان توماس مولر الذي سجل في لقاء بوخوم يخوض مباراته رقم 428 مع بايرن ميونيخ، وهو ما جعله يتخطى رقم جيرد مولر، كأكثر لاعب شارك مع النادي في مباريات بالدوري الألماني، ولا يتفوق عليه سوى الحارسين سيب ماير (473) وأوليفر كان (429). وخرج مولر (33 عاماً) بين الشوطين بعدما تم استبدال ألفونسو ديفيز به، ولكن ناغلسمان أكد أن الاستبدال «كان مجرد إجراء احترازي؛ حيث عانى مشكلة في ربلة الساق، ولا نريد المجازفة به، ونحن على موعد مع لقاء قوي بدوري الأبطال نحتاج فيه لكل عناصرنا الرئيسية».
مشاركة :