دورتموند ولايبزيغ ومونشنغلادباخ تأمل استغلال الفرصة لإزاحة البايرن عن الصدارة

  • 5/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ستجد كرة القدم الألمانية نفسها بدءاً من عطلة نهاية الأسبوع، محط اهتمام عالمي واسع النطاق من مختلف عشاق اللعبة، في ظل توقف منافسات البطولات الكبرى الأخرى بسبب فيروس «كورونا المستجد». وستصبح البوندسليغا السبت، أول بطولة كرة قدم كبرى في أوروبا والعالم تستأنف نشاطها في ظل جائحة «كوفيد - 19» التي أدت إلى تعليق شبه كامل لمختلف الأحداث الرياضية منذ مارس (آذار) الماضي. وفي ظل مواصلة بحث بطولات كبرى في أوروبا عن صيغ وسبل لاستكمال مبارياتها، ستعود ملاعب كرة القدم الألمانية لاستضافة اللقاءات بدءاً من هذا السبت، رغم أنها ستكون خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين. ويتوقع كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ، متابعة «مليارات» من عشاق الساحرة المستديرة لمباريات الدوري الألماني مع استئنافها السبت. وقال رومينيغه: «أصبح البوندسليغا الآن أول دوري كبير في العالم يُستأنف، والدوري الوحيد الذي سيذاع عبر التلفزيون، سنحظى بمليارات من المتابعين حول العالم، وهو ما قد يسلط الضوء على البلاد كلها وسط أزمة وباء فيروس كورونا». وأضاف: «لن يكون هذا إعلاناً عن كرة القدم الخاصة بنا، للبوندسليغا، فقط ولكن للبلاد ككل خصوصاً للسياسيين الألمان، والذين جعلوا الأمر ممكناً بنهجهم الجيد». وتابع: «عندما كنت شاباً صغيراً، كان شعار (صُنع في ألمانيا) يمثل علامة تجارية. فقدنا هذا بشكل ما في السنوات الأخيرة. استئناف البوندسليغا أيضاً يُظهر (صنع في ألمانيا) سيكون الختم المطلق لقبول الأشياء بشكل مُرضٍ». ففي البرازيل، الخصم التقليدي لألمانيا على صعيد المنتخبات الوطنية، بدأت وسائل الإعلام تخصص تغطية واسعة للبوندسليغا على حساب الأخبار الرياضية المحلية. وستقوم شبكة «فوكس» مالكة حقوق بث البوندسليغا في البرازيل، بعرض مباراة «ديربي الرور» بين شالكه وبروسيا دورتموند، أبرز مباريات المرحلة السادسة والعشرين، مباشرةً عند التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي. كما أجرت شبكة «غلوبو»، وهي كبرى المجموعات الإعلامية في البلاد، حوارات مع أربعة لاعبين برازيليين يدافعون عن ألوان أندية ألمانيا، منهم ويليام، لاعب فولفسبورغ، والذي أقرّ بأن بعض اللاعبين «خائفون بعض الشيء» من تبعات العودة على وضعهم الصحي. وفي الهند، يترقب مشجعون عودة البوندسليغا، الدوري الذي كان الاهتمام به ثانوياً في الظروف العادية، في مقابل إقبال على متابعة الدوري الإنجليزي وتشجيع أندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي. وفي اليابان، أعلنت شبكة «سكاي بيرفيكت» المالكة لحقوق البث، أنها ستعرض مباراتين مجاناً هذا الأسبوع. حتى في أوروبا، تحظى عودة البوندسليغا باهتمام كبير ويقول أدولفو باربيرو، الذي يعلق على منافسات الدوري الألماني لصالح قناة «موفيستار+» الإسبانية: «يمكنني أن أوكد أنني لم أرَ هذا الاهتمام بالبوندسليغا منذ 20 عاماً». وأشار إلى أن الناس «عادةً ما يشجعون بايرن ميونيخ، دورتموند أو حتى باير ليفركوزن، ليس أكثر»، لكنهم «يتطلعون الآن لمشاهدة مباريات لفورتونا دوسلدورف وبادربورن. هذا أمر جنوني». ومنحت السلطات الألمانية الأسبوع الماضي الإذن للبوندسليغا ودوري الدرجة الثانية بأن يستأنفا النشاط ولكن تحت قواعد صارمة للسلامة والصحة العامة. وتتبقى تسع جولات على نهاية المسابقة يأمل رئيس رابطة الدوري كريستيان سيفيرت أن تنتهي بسلام، وتأكيده أن هناك توافقاً على قبول السيناريو الأسوأ، وهو تتويج بطل وهبوط فريقين إذا لم يكتمل الموسم. وقال سيفيرت: «هذا السيناريو غير مرجح حدوثه، ولكن يجب تنظيمه أيضاً. مقتنع بأن كل الأندية ستوافق على هذا المقترح (في اجتماع اليوم)». ويبدو بايرن ميونيخ مرشحاً قوياً لحصد لقبه الثامن توالياً، لكن بروسيا دورتموند ومهاجمه اليافع النرويجي إرلينغ هالاند يتقدم مجموعة أندية تسعى لإنزال الفريق البافاري عن عرشه. ويتصدر بايرن الترتيب مع 55 نقطة من 25 مباراة، بفارق 4 عن دورتموند، و5 عن لايبزيغ، و6 عن بروسيا مونشنغلادباخ. وتبدو المنافسة نارية بين الأندية الأربعة، وحتى باير ليفركوزن الخامس (47 نقطة) يحتفظ بآماله لاقتناص لقب نادر. وكانت بداية هذا الموسم عاصفة بالنسبة للبايرن، فأُقيل مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش، لكن قدوم هانزي فليك قلب الطاولة، ففاز عشر مرات وتعادل مرّة في مبارياته الـ11 الأخيرة ليقفز للصدارة على حساب دورتموند، وهو الأمر الذي جعل الإدارة تجدد عقد فليك حتى 2023، كما نشطت الإدارة لتجدد عقود المهاجم توماس مولر والظهير الكندي الصاعد بقوة ألفونسو ديفيس، فيما انضم أفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه إلى جهازه الفني ليشغل منصب المدرب المساعد. كان بايرن الأفضل قبل بداية حقبة «كورونا»، وأسهم في نقاطه الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي صاحب 25 هدفاً في 23 مباراة، والذي استفاد من فترة التوقف للتعافي من إصابة قاسية تعرض لها أواخر فبراير (شباط)، وكان من المتوقع أن تبعده أربعة أسابيع عن الملاعب. ووفقاً لتاريخ الأندية وقوة صفوفها يبدو دورتموند الأكثر جاهزية لإزاحة بايرن عن الصدارة. وخرج دورتموند بقيادة المدرب السويسري لوسيان فافر، من دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، وبمباراة أقيمت دون مشجعين في ثمن النهائي، لكنهم قدموا قبل ذلك مستويات رائعة مع الشابين هالاند والإنجليزي جايدون سانشو. بعد قدوم هالاند ابن التاسعة عشرة من ريد بول سالزبورغ النمساوي، فاز الفريق سبع مرات في ثماني مباريات في الدوري. وفي تلك السلسلة، سجل المهاجم الفارع الطول تسعة أهداف. لكن دورتموند لن يحصل على دعم جماهيره الشغوفة والبالغ عددها 81 ألفاً في ملعبه «سيغنال إيدونا بارك» عندما يستقبل، السبت، شالكه، غريمه في إقليم الرور، ثم بايرن، ما سيُفقده عنصراً أساسياً في صراعه على اللقب. ويفتقر دورتموند في مواجهة شالكه للاعبي وسطه إيمري تشان والبلجيكي أكسيل فيتسل بسبب الإصابة. كذلك تحوم الشكوك حول مشاركة قائد دورتموند ماركو ريوس، الذي عاني من تمزق عضلي منذ أوائل فبراير، رغم أنه عاد للتدرب بشكل فردي. ويضاف أيضاً إلى هذه اللائحة. وأقر هانز يواكيم فاتسكه رئيس دورتموند، بأن «اللعب دون جماهير يشكل تحدياً كبيراً، خصوصاً لنادٍ مثل بروسيا دورتموند الذي يستمد قوة كبيرة من شغف مشجعيه». وسيزور دورتموند، لايبزيغ القوي أيضاً والذي بلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه الحديث. لكنّ مشوار لايبزيغ بعد العطلة الشتوية كان مضطرباً، فخسر الكثير من النقاط (11 في آخر سبع مباريات). وكما يشكل ليفاندوفسكي القوة الهجومية الضاربة لبايرن، يعوّل لايبزيغ على رأس الحربة الدولي تيمو فيرنر، الذي يبتعد بفارق أربعة أهداف عن البولندي في صدارة ترتيب الهدافين. وبعمر الثانية والثلاثين فقط، يحاول مدرب لايبزيغ يوليان ناغلسمان، إيصاله إلى القمة بعد ثلاثة مواسم أمضاها على رأس الإدارة الفنية لهوفنهايم. كان بروسيا مونشنغلادباخ آخر فريق يهزم بايرن ميونيخ في الدوري، لكنه سيكون طامحاً الآن للحفاظ على الأقل على مركزه الرابع لضمان تأهله لدوري أبطال أوروبا، إذ يتقدم بفارق نقطتين باير ليفركوزن الخامس، وهما يلتقيان الأسبوع المقبل على أرض مونشنغلادباخ. ووراء الخمسة الأوائل، يدور صراع التأهل إلى المسابقة الأوروبية الثانية «يوروبا ليغ» بين أندية شالكه، وفولفسبورغ، وفرايبورغ وهوفنهايم، حيث يبلغ الفارق بينها نقطتين فقط، فيما سرق كولن العاشر الأنظار بعد بداية كارثية، ففاز ثماني مرات في آخر 11 مباراة. وفي معركة القاع، يبدو بادربورن الأخير (16 نقطة) قريباً من الهبوط، على غرار فيردر بريمن العريق الذي يحتل وصافة القاع (18 نقطة). ويبتعد فيردر بريمن الفائز باللقب أربع مرات بفارق أربع نقاط عن فورتونا دوسلدورف السادس عشر والذي يخوّله مركزه الحالي خوض مواجهات فاصلة «بلاي أوف» للبقاء، وثماني نقاط عن ماينز الخامس عشر. يملك بريمن مباراة مؤجلة، لكنه يواجه خطر السير على خطى العريقين هامبورغ وشتوتغارت الهابطين إلى الدرجة الثانية في المواسم الأخيرة. ويبدو هيرتا برلين الثالث عشر بعيداً عن الهبوط بعد موسم مضطرب لفريق العاصمة. وأصبح برونو لاباديا مدربه الرابع هذا الموسم بعد الفترة القصيرة والعاصفة للهداف الدولي السابق يورغن كلينزمان المستقيل من منصبه في فبراير بعد مشوار قصير عقب تسلم المهمة أيضاً من الكرواتي أنتي كوفيتش وألكسندر نوري.

مشاركة :