تواصلت عمليات إرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا اليوم (الأحد)، لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب محافظات سورية يوم الاثنين الماضي، بالتزامن مع استعداد سوريا بإيصال المساعدات الإنسانية الى مناطق سيطرة المسلحين في الشمال السوري، بحسب الإعلام الرسمي السوري، ووسائل إعلام سورية مقربة من الحكومة. وذكرت وزارة النقل عبر صفحتها ((فيسبوك)) أن طائرة بيلاروسية وصلت إلى مطار اللاذقية، حيث تحمل على متنها مساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال. كما وصلت طائرة هندية إلى مطار دمشق الدولي تحمل مساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال. من جهة أخرى، وصلت قافلة مساعدات لبنانية تضم 4 شاحنات محملة بالمواد الإغاثية لمتضرري الزلزال في حلب. وكان الطيران المدني قد أعلن في وقت سابق، أن عدد الدول التي تقدمت بإذن هبوط في المطارات السورية لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال بلغ 21 دولة، من بينها السعودية والسودان وتمت الموافقة على هذه الطلبات. وأصدرت الخزانة الأمريكية ترخيصا عاما يسمح لمدة 180 يوما بجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال والتي كانت محظورة بموجب لوائح العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك عقب مناشدات من دمشق ومنظمات إنسانية وأممية بضرورة إنهاء الحصار والعقوبات المفروضة على سوريا لإتاحة المجال لإدخال المساعدات للمتضررين. وفي سياق متصل أكد محافظ إدلب ثائر سلهب أن الحكومة السورية مستعدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الزلزال في شمال البلاد. وقال سلهب، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام سورية، إن دمشق مستعدة لايصال المساعدات بمساعدة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، إلى المناطق المتضررة بالشمال، ولكن المسلحين ومن يتعاون معهم يمنعون ذلك. وأضاف أن قافلة المساعدات يمكن أن تغادر في المستقبل القريب، ولكن بعد فتح المعابر على الجانب الآخر، وإعطاء ضمانات بأن المساعدة ستصل للفئة المستهدفة. ووافق مجلس الوزراء السوري يوم الجمعة الماضي على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك عبر الخطوط من داخل الأراضي التي تسيطر عليها الدولة إلى المناطق التي تقع خارج السيطرة. ووصلت قافلتان تحملان مساعدات أممية إلى مناطق شمال غرب سوريا بعد أيام على وقوع الزلزال. وتشير مصادر من المعارضة إلى أن المساعدات التي دخلت إلى مناطق شمال غربي سوريا قليلة جداَ ومتأخرة، بعد أيام على الزلزال، ما أثار غضب منظمات محلية ونشطاء. ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي المجاور أكثر من 4 ملايين شخص، جزء كبير منهم من النازحين. إلى ذلك بحث فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين السوري اليوم مع كيلي تالماس كليمنتس نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التعاون القائم بين المفوضية ومختلف الجهات الوطنية في سوريا، وخصوصاً التعاون لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب المنطقة منذ أيام، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا). وعرض الوزير المقداد تداعيات الزلزال على المحافظات المنكوبة لجهة الضحايا والمصابين والبنى التحتية المدمرة، مشيراً إلى الأثر السلبي للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي منعت السوريين من تأمين معدات ومستلزمات إنقاذ الأرواح في مواجهة الزلزال، والتي منعتهم كذلك من إعادة ترميم إمكانياتهم الوطنية لتكون قادرة على مواجهة مثل هذه الكوارث. وجدد المقداد دعوة سوريا لتضافر كل الجهود العالمية، سواء لدى وكالات الأمم المتحدة أو لدى الدول الأعضاء فيها، لدعم الإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة تداعيات الزلزال، وتقديم المساعدات للشعب السوري والجهات الوطنية الحكومية والأهلية التي تستجيب لهذه التداعيات. وأكد حرص بلاده على رعاية ودعم السوريين المتضررين، وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم على كامل الأراضي السورية. بدورها تقدمت كليمنتس بالتعازي للحكومة والشعب السوري ولأسر ضحايا الزلزال، مؤكدة سعي المفوضية الحثيث لبذل كل الجهود الممكنة، ووضع كل الإمكانيات المتاحة للاستجابة للآثار التي خلفتها هذه الكارثة الطبيعية. وعرضت كليمنتس الجهود المبذولة من قبل المفوضية والخطط والمشاريع التي تسعى لتنفيذها في هذا الإطار، بالتوازي مع المشاريع والخطط الأخرى والتي تأتي ضمن جهود المفوضية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، ودعم مشاريع التعافي المبكر في مختلف المجالات. وكان زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر ضرب فجر الاثنين الماضي منطقة لواء إسكندرون تلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر في منطقة طوروس على الحدود السورية التركية، وعدد من الهزات الارتدادية الأضعف شدة وتأثرت بها محافظات سورية عدة وتضرر عدد من الأبنية إثر ذلك، وفقا لوكالة ((سانا)).■
مشاركة :