الرباط - بدأ منتجو المسلسل المغربي "المكتوب" في تصوير جزئه الثاني استعدادا لعرضه ضمن الموسم الرمضاني المقبل على القناة الثانية "دوزيم"، بعد أن تمكن جزؤه الأول من تحقيق نجاح غير مسبوق رغم الجدل الواسع الذي أثاره.  ويروي المسلسل قصة حياة "شيخة" وهو الاسم الذي يُطلق على المغنية والراقصة الشعبية في المغرب ونظرة المجتمع إليها في قالب درامي – كوميدي، مستعرضا تفاصيل العلاقات الاجتماعية المتداخلة بين بطلة الفيلم الشيخة وابنتها وعائلة ميسورة. وتكابد "الشيخة" التي تلعب دورها الممثلة دنيا بوطازوت لتفرض الاحترام لمهنتها، فهي في نظر الرجال مغنية وغاوية لا يريدونها أن تصاحب أو تصادق نساءهم، لكنهم يستمتعون بأدائها الغنائي، في المقابل تراها النساء فنانة فاتنة خاطفة رجال وبائعة هوى. وشاركت الممثلة لبنى شكلاط أو الشيخة جميلة متابعيها عبر خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام الملصق الدعائي للجزء الثاني وكتبت "المكتوب 2" على القناة الثانية المغربية في رمضان. كما شوقت دنيا بوطازوت أو الشيخة حليمة متابعيها عبر حسابها على إنستغرام للجزء الثاني من المسلسل، حيث شاركتهم صورة من كواليس التصوير التي تجري حاليا تظهر فيها في سيارة إلى جانب لبنى شكلاط وكتبت معلقة "تستمر مغامرة المكتوب.. برأيكم ماذا يخفي الجزء الثاني لحليمة وصديقتها جميلة". وكان النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قد أشادوا بأداء دنيا بوطازوت في الجزء الأول وعلقوا قائلين إنها أدت دور الشيخة بشكل جيد وأن صوتها وأداءها للأغاني كان متقنا. ومن أجواء فيديو قصير جمع بين بوطازوت وشكلاط من كواليس التصوير يبدو أن العلاقة بين الشيختين ستتطور ويتوقع أن ينفتح الجزء الثاني من العمل على المزيد من الصراعات والمفاجآت وأن يكلل بالنجاح الذي عرفه جزؤه الأول. وتصدر المسلسل في جزئه الأول الترند المغربي للأعلى مشاهدة على منصة يوتيوب منذ عرض أولى حلقاته في اليوم الأول من رمضان، كما أن القناة الثانية أعلنت في بيان آنذاك أن المسلسل استطاع الوصول إلى أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ المسلسلات التي أنتجتها القناة إلى حدود اليوم، بمعدل يقدر بـ30 في المئة. ورغم هذا النجاح فإن مواقف وتصريحات رجال دين في المغرب أثارت جدلا قويا واستقطابا حول مهنة “الشيخة” التي تناولها المسلسل، منتقدين الإشادة بالشيخة واعتبارها قدوة مجتمعية في وسيلة إعلام عمومية، في المقابل انتقد الكثيرون هذا الموقف معتبرين إياه تشددا لا يليق بهذه المهنة وأصحابها. وانتقد الداعية ياسين العمري العمل بشدة حتى أنه قال عنه في إحدى محاضراته "المسلسل يقدم الشيخة على أنها القدوة في المجتمع وهذا منكر يريدون أن نطبع معه". لكن في المقابل يرى العديد من المغاربة أن “الشيخة” لعبت أدوارا مهمة في تاريخ البلاد، تعدت نطاق الفن والفرجة. واستغل الروائي المغربي محمد بنميلود حينها فرصة الجدل من أجل استحضار الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية التي كانت أحد أبرز “الشيخات” وكتب عبر صفحته على فيسبوك “أفلا يكفي أن تكون هذه الشيخة العارفة بالله قد صدحت ذات يوم بأغنية: أنا عزبة من الركابي والقاع داه العتابي.. حتى تكون قد هزمت كل خفافيش الظلام والغش والنفاق والشقاق". والمسلسل في جزئه الأول من بطولة الممثلة دنيا بوطازوت في دور “الشيخة حليمة” وأمين الناجي في دور رب الأسرة الميسورة الذي يتزوج ابنة الشيخة التي تؤدي دورها الممثلة الصاعدة هند بنجبارة، إضافة إلى لبنى شكلاط ومريم الزعيمي وسكينة درابيل وهو من إخراج علاء أكعبون وسيناريو فاتن يوسفي. وكي أي عمل مكون من أكثر من جزء فمن المرتقب أن تنضم وجوه فنية جديدة لتشارك نجوم الجزء الأول التمثيل في المسلسل وفق مسار أحداث القصة في جزئها الثاني.