أصدرت القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع «ماكنزي آند كومباني»، تقريراً استعرض الأهمية المتنامية لاكتساب المهارات وصقلها خلال المراحل الأساسية للتعليم، كما خلال مراحل التعلم مدى الحياة، في عالم تنشط فيه الشركات العاملة في جميع القطاعات والصناعات في استعمال تكنولوجيات جديدة، بما في ذلك الأتمتة والذكاء الاصطناعي. ويبحث التقرير الذي صدر بعنوان «ثورة المهارات ومستقبل التعلم وكسب العيش»؛ سبل تمكين التقنيات والمقاربات الجديدة من مساعدة الطلاب في الاستعداد لمستقبل العمل. ويستند التقرير إلى بحث تجريه «ماكنزي» حول تأثير التكنولوجيا في بيئة الأعمال، وما تفرضه من تحديات على العملية التعليمية، مع التركيز بشكل خاص على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد نوّه التقرير إلى حاجة العاملين في أنحاء العالم إلى تغيير مهنهم، مع تزايد اللجوء إلى الأتمتة. ففي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبلغ نسبة نشاطات العمل الحالية القابلة للأتمتة 45 في المئة، وهي حقيقة تفرض أهمية أن يكتسب كل من يريد الدخول إلى سوق العمل مهارات جديدة مطلوبة في مستقبل تسوده التكنولوجيا. تطور ولفت التقرير إلى أن الأنظمة التعليمية والشركات تعمل حالياً على بناء قوائم دائمة التطور، تضم مهارات المستقبل التي ستكون مطلوبة، من أجل حشد جهود المتعلمين والجهات التعليمية لتوفير هذه المهارات. كما أشار إلى أنه يمكن للخطوات الجريئة والمتكررة للارتقاء بالمهارات، أن تزيد من الفرص المتاحة لكسب العيش، حيث تسهم الخبرة العملية للفرد بما نسبته 40 إلى 60 في المئة من القيمة الإجمالية لرأسماله البشري، وفقاً للتقرير. وقالت صفية تميري، الشريكة المساعدة في «ماكنزي» في منطقة الشرق الأوسط: «ينبغي أن يكون صقل المهارات أولوية لدى قيادات القطاعين الحكومي والخاص في الأعوام المقبلة. والبحث الذي قمنا به يشدد على ضرورة وأهمية امتلاك الأفراد للمهارات المطلوبة، بما يكفل نجاحهم في بيئة أعمال تتطور تقنياً باستمرار، وحتى تتسنى لهم المساهمة بشكل كامل ومثمر في مجتمعاتهم واقتصاداتهم». التقرير تناول أيضاً صقل المهارات عبر مراحل التعليم؛ فالطفولة المبكرة هي فترة أساسية للغاية لتطوير المهارات، حيث يُنتج كل دولار يُستثمر في تعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة عائدات على الاستثمار بين 7 إلى 10 % سنوياً، كما تبيّن إحدى الدراسات، ما يمثل فرصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتوسع في تطوير جودة التعليم ما قبل الابتدائي. ويشهد التعليم حتى الصف الثاني عشر تركيزاً متزايداً على إدراج مهارات المستقبل في المناهج وطرائق التدريس، وإشراك الطلاب بفاعلية في العملية التربوية. وغالباً ما يشمل ذلك التركيز على الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب، جنباً إلى جنب مع مهارات المستقبل، وإيلاء الاهتمام للتطوير المهني للمعلمين وتدريبهم. وتطرق التقرير إلى مرحلة التعليم العالي، التي تشهد تحولاً باتجاه مقاربة تركّز على المهارات أولاً، فقد أصبحت المؤسسات تزيد من إدراج التطبيقات العملية المأخوذة من أرض الواقع ضمن مناهجها، مع التأكيد على بناء المجتمعات والشبكات. وفي خضم هذه العملية، نجد أن هناك إعادة نظر في المؤهلات تحدث حالياً، بما في ذلك ظهور نظام جديد لمنح المؤهلات الجزئية في التعليم العالي، من أجل تحضير الطلاب لعالم العمل بقدر أكبر من المرونة. ويؤكد التقرير أن تطوير المهارات يستمر في مكان العمل بعد مدة طويلة من انتهاء التعليم الرسمي. فلكي يضمن أصحاب العمل امتلاك قوى عاملة تتمتع بالمهارات المناسبة التي تلائم مكان عمل يتصف بالتغير الدائم؛ بمقدورهم أن يزيدوا من تركيزهم خلال عمليات التوظيف على المهارات، وأن يقللوا من تركيزهم على الخبرة والمؤهلات. كما بوسعهم أيضاً تبنّي ذهنية «احتضان المواهب»، التي تدعم الموظفين القادرين على تولّي مناصب أو أدوار مختلفة؛ والعمل وفق منهجية متأنية ومدروسة لمعالجة الفجوات الموجودة في مجال المواهب. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :