كشف متخصصون في قطاع التعليم عن حاجة الطلبة في مختلف مراحل التعليم في الدولة إلى إتقان 10 مهارات وكفاءات رئيسة تواكب متطلبات وسمات المستقبل الجديد في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها قطاع التعليم في الإمارات، مؤكدين أن المهارات التكنولوجية تـأتي في مقدمة تلك المهارات، وكذلك الإبداعية الابتكارية، والذكاء العاطفي، والتفكير النقدي والإبداعي والتحليلي، إضافة إلى مهارات التعلم النشط، ومهارات التواصل، والقيادة وتقبل التغيير، والمهارات الحيوية بمختلف أنواعها. وأكدوا أن لقاءات الخبراء والمختصين القادرين على صوغ اقتراحات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، تسهم بشكل مباشر في تطوير منظومة التعليم العام والجامعي، مؤكدين أن تلك الاقتراحات قادرة على تلبية متطلبات المرحلة الراهنة. وأوضحوا أن التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي ما زالا يتربعان على عرش الأولويات، تتبعها المهارات الأساسية والتأسيسية، مؤكدين أن التغيرات الاقتصادية العالمية تعد عاملاً مؤثراً في مستقبل التعليم، إذ تؤثر على الميزانيات المتاحة لدعم التعليم. «البيان» حرصت على رصد أبرز ما يحتاجه طلبة التعليم العام والجامعي من مهارات وكفاءات تأهيلية تساعدهم على التأقلم مع التطور المتسارع الذي تشهده مختلف القطاعات ويتأثر بها سوق العمل. تحديد المعايير قالت مهرة المطوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، (وهـو أحـد مراكـز اليونسـكو): في الوقت الحاضر تؤدي الجهات المختصة دوراً حاسماً في تحديد الأولويات وتطوير السياسات التعليمية وتحديد المعايير الوطنية والدولية لجودة التعليم وتزويد المدارس بالموارد اللازمة لرفع كفاءة العملية التعليمية وتوفير التمويل اللازم لتطوير مخرجات النظم التعليمية بما يتوافق مع متطلبات المستقبل المتغير. وأوضحت أن تلك المخرجات ستسهم في تزويد الطلاب بالمهارات المطلوبة، إضافة إلى تحديد الأولويات وتطوير المناهج الدراسية، بهدف تلبية احتياجات العمل وتشجيع التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعية والخدمية للتأكيد على أهمية تزويد الطلاب المهارات الضرورية للعمل في المستقبل وتطبيق هذه المهارات في بيئات العمل. ولفتت إلى أن مستقبل التعليم يتأثر بالعديد من العوامل ومن أهمها التوجهات المعاصرة ويعد التعليم الذكي من أهم هذه التوجهات إذ إن تطورات الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني المتلاحقة أحد أهم العوامل المؤثرة في مستقبل التعليم، مؤكدة أن التعليم المبتكر توجه عصري جديد يهدف لتحسين التعليم وتطوير المهارات المهمة للطلبة لتحديد مستقبلهم المؤثر، إضافة لذلك يعد التعليم التفاعلي الذي يقوم على تشغيل الطلبة وتحسين التعلم عن طريق التفاعل وتطوير المهارات الذاتي عاملاً مؤثراً في مستقبل التعليم. الذكاء العاطفي من جانبه، أكد ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، أن المواهب والمهارات تؤدي الدور الأكبر في تغذية سوق العمل بمختلف احتياجاته، وذلك استناداً إلى 3 عوامل رئيسة ومحورية تسهم في تمكين القدرات وتنمية المهارات لدى الطلبة منذ المراحل الدراسية الأولى. وأفاد بأن تلك العوامل تتمثل في كل من الأسرة والطالب والمدرسة بينما يكون دور الشركات والمؤسسات وأصحاب العمل مكملاً لتعزيز هذه المهارات المتنوعة وتطويرها، وتوفير الفرصة لاكتساب الخبرات التراكمية والارتقاء بها. وأشار الفلاسي إلى أن المهارات التكنولوجية تعد الأكثر انتشاراً اليوم، وأن الجيل الجديد يتمتع بمهارات تكنولوجية بشكل يتفوق به على معلميه وذويه، نظراً لمعايشتهم الواقع التكنولوجي والتطورات الرقمية بشكل آني، وهو ما يتطلب تعزيز الاستثمار في المعلمين بتطوير مهاراتهم في هذا المجال. ودعا أولياء الأمور إلى ضرورة تطوير قدراتهم ومهاراتهم التكنولوجية لتقليل الفجوة التقنية بينهم وبين أبنائهم من الأجيال التي تكتسب خبراتها بشكل آني. طفرات تكنولوجية ودعا الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، رئيس نادي الإمارات العلمي، إلى تأهيل الخريجين في المؤسسات التعليمية وتزويدهم بالمهارات التي تمكنهم من مواكبة التطورات التقنية المتلاحقة، مشيراً إلى ضرورة الاطلاع على الممارسات العالمية وتطويرها عبر الابتكارات. وتابع: دورنا في الجامعات يتمحور في إنجاز البحوث الأساسية والتطبيقية، والتطبيقات التجارية التي تؤدي إلى ابتكار منتج يباع عالمياً. راهناً يقاس تطور الجامعات والكليات في الدولة بمدى قدرتها على متابعة التغيرات والعمل عليها وليس استنساخها فقط، وأن هذا الاتجاه سيقود لا محالة إلى مركز متقدم بين الدول. ولفت البستكي إلى أن ما نشهده من طفرات تكنولوجية وثورة صناعية رابعة وتقنيات «جي بي تي» والذكاء الاصطناعي مهم للغاية لكونه سيسهم في تطوير القطاعات كافة ومن بينها التعليم، قائلاً إذا ما تمكنا من اللحاق بالركب العالمي فسنفشل. تغيرات مفصلية وقالت الدكتورة منى البحر الأستاذة في جامعة الإمارات: لدينا أمل كبير كوننا نشهد تغيرات مفصلية عقب جائحة كورونا، وما تبعها من توظيف للتكنولوجيا بالعملية التعليمية، والخطوات والإنجازات التي حققتها الدولة في هذا القطاع الحيوي، والسعي الحثيث لردم الفجوة التي تسبب بها نظام التعليم من بعد وبقاء الطلبة في منازلهم. وأشارت إلى أن التعليم من بعد كان وسيلتنا للاستمرار في العملية التعليمية، ولكنه في الوقت نفسه لا يغني عن التفاعل والاتصال، وهو ما أدركته الدولة وسعت من أجل ذلك إلى تعزيز مهارات التواصل لدى الطلبة عقب عودتهم إلى التعليم الواقعي. وأكدت أن مهارات الطلبة سواء على الصعيد التعليمي أو الحيوي مهمة وتتخذ موقعاً متقدماً في نهج الدولة نظراً لأهميتها في تكوين شخصية متوازنة قادرة على التعامل مع متطلبات العصر بثقة واقتدار. تفوق مدارسنا من جهتها، أعلنت ناديا براغيثي، مستشارة التعليم في شركة «سمارت تكنولوجيز» المتخصصة في تقديم حلول تكنولوجيا التعليم المبتكرة عن أحدث استباناتها بعنوان «أحدث توجهات تكنولوجيا التعليم: رؤى لتحقيق نتائج ناجحة في الشرق الأوسط»، والتي كشفت تفوق المدارس في الشرق الأوسط على نظيراتها في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في ما يتعلق باستخدام التكنولوجيا. كما أظهرت نتائج الاستبانة أن نسبة كفاءة عملية التعليم باستخدام التقنيات الرقمية للمعلمين في الإمارات بلغت 69 % فيما لا تتعدى 45 % في أسواقنا العالمية ومن ذلك أمريكا الشمالية وبريطانيا. وأوضحت أن نسبة كفاءة التعلّم من وجهة نظر الطلبة في الإمارات تصل إلى 75 % مقابل 45 % عالمياً، وفيما تتقارب نسب تحقيق أهداف التعلّم في الإمارات والعالم بنسبة 50 % في الإمارات و42 % عالمياً، مشيرة إلى أن قدرة طلبة الإمارات الذين يستخدمون تقنيات التعليم الرقمية لتحقيق معايير الأداء الأكاديمي تصل إلى 59 % مقابل 38 % عالمياً. وظائف المستقبل وعن المهارات المطلوب من المدارس التركيز عليها قالت غدير أبو شمط، مديرة مدرسة جيمس الخليج الدولية: يجب على المدارس التركيز على تعليم المهارات الأربع المتمثلة في التفكير النقدي، والتواصل، والتعاون، والابتكار، إلى جانب المهارات الحيوية الأخرى، كإلهام الطلبة وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التغيير، وتعلم أشياء جديدة، والحفاظ على التوازن العقلي في المواقف غير المألوفة، مؤكدة أن تعلم اللغات الآسيوية على رأس قائمة اللغات التي ستطلب في وظائف المستقبل. وأضافت أبو شمط: يدفع التطور التكنولوجي المتسارع الطلب على تخصصات تكنولوجية معينة في السنوات المقبلة مثل علم الروبوتات ومحترفي التسويق الرقمي والوسائط الرقمية ومصممي البرمجة، ومتخصصي علوم الحاسوب. بدوره، قال جيمس ماكدونالد مدير مدرسة ويس غرين الدولية بالشارقة، إن برامج التدريب تؤدي دوراً كبيراً في تمكين الطلبة وصقل مهاراتهم المهنية، وتتيح لهم فهم المسار المهني للتسمية الوظيفية في المستقبل وتطبيق المعرفة التي اكتسبوها عبر التدريب في أماكن عملهم في المستقبل، إضافة إلى المزايا التي تصاحب هذه التجربة من تعرضهم لبيئات عمل واقعية تنمي بدورها المهارات الضرورية للتألق في بيئة العمل ومواكبة تنافسية سوق العمل. وعلق كريم مورسيا مدير مدرسة جيمس البرشاء الوطنية، على أهم الركائز التعليمية والمهارية التي يجب على المدارس التركيز عليها في السنوات القادمة والتي يجب على الطالب مواكبتها هي الأنماط التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي، مؤكداً أن هذه الخطوة تمكن المتعلمين من مهارات متنوعة تتماشى مع التطور التكنولوجي العالمي. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :