كونا - أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين عن اتفاق مع المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية على تشكيل مجموعة ثلاثية من أجل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد جوزيب بوريل في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط "اتفقنا على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لوضع مقترحات من أجل مقاربة اقليمية شاملة تستهدف تحديد المساهمات التي يمكن للحكومات والمنظمات الدولية تقديمها حول السلام الشامل". واضاف ان هذه المقترحات تتوخى أيضا تحديد متى يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين موضحا ان "هذه المناورة التي نسعى لإثباتها هي اننا بحاجة الى سلام في منطقة الشرق الاوسط". ووصف بوريل اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي والامين العام للجامعة بأنه "بناء وجيد جدا" لافتا الى ان المباحثات تركزت على تعثر عملية السلام. وذكر "أننا ناقشنا كيفية العمل معا لإحياء جهود السلام" موضحا ان تشكيل مجموعة ثلاثية تم الاتفاق عليها مبدئيا بين الاطراف الثلاثة في لقاء جرى على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر الماضي. واعرب بوريل عن قلقه الشديد إزاء "التطورات الاخيرة في إسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة والتدهور المستمر للاوضاع هناك" بسبب أعمال العنف المستمرة في المنطقة والتوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين. واعرب عن إدانته لإعلان حكومة اسرائيل امس عن تشريع تسع بؤر استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية. من جهته قال الامير فيصل بن فرحان في المؤتمر الصحفي إن "مبادرتنا هنا تعكس محاولتنا في إحياء جهود عملية السلام والسعي لتحقيق أهداف مقترح السلام العربي باعتباره مهما لمنح الفلسطينيين أملا". واضاف ان اجتماع المجموعة الثلاثية يأتي في "لحظة مهمة في ظل التطورات التي نشهدها حاليا في فلسطين خاصة بعد اعلان حكومة إسرائيل عن تشريع تسع بؤر استيطانية بالضفة الغربية" مبينا ان ذلك يعتبر عملا غير قانوني صارخا يزيد من تأجيج التوترات. واكد الوزير السعودي أهمية الاستمرار بالسعي لإيجاد طريق للسلام معربا عن تقديره للاتحاد الاوروبي لالتزامه القوي تجاه عملية السلام بالشرق الاوسط. بدوره قال أحمد ابو الغيط في المؤتمر إن جهود إحياء عملية السلام تركز على كيفية الحفاظ وإحياء مبادرة الدول العربية للسلام على أساس حل الدولتين مبينا أن تعثر عملية السلام من شأنه يزيد من تدهور الاوضاع في الشرق الاوسط.