هاجم أحد عناصر الشرطة الفلسطينية بالرصاص جنودا إسرائيليين عند حاجز للجيش الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية يستخدم للشخصيات المهمة. وقال جيش الاحتلال إن منفذ الهجوم وصل إلى الحاجز المعروف بحاجز «بيت إيل» أو «دي سي أو» في مركبة وخرج منها قبل أن يفتح النار ويصيب 3 جنود، مشيرا إلى أن اثنين منهم في حالة خطيرة مع إصابات في العنق والفخذ، في حين وُصفت الإصابة الثالثة بالمتوسطة. وتبين لاحقا أن منفذ الهجوم الذي قتل فورا هو أمجد سكري، 29 عاما، ضمن مرتبات الشرطة الفلسطينية. وقال جيش الاحتلال: «القوات في المكان ردت على الهجوم وأطلقت النار على منفذ الهجوم، ما أدى إلى وفاته». وأثارت العملية قلقا كبيرا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية كون منفذ الهجوم عنصرا في الأمن الفلسطيني. ورغم من أن ذلك يعد نادرا إلى حد كبير فإنه تكرر في الشهور القليلة الماضية، ما أثار حفيظة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تخشى من تكرار هذه العمليات، خصوصا أن العناصر الأمنية الفلسطينية مدربة. وتنفذ هذه العمليات بطريقة فردية، إذ ترفض السلطة الزج بعناصرها في أتون مواجهة مع إسرائيل. وكان سكري قد خطط مسبقا للعملية وكتب على «فيسبوك»: «في كل يوم نسمع أخبار الموت.. سامحوني، قد أكون أنا المقبل». وكتب سكري قبل تنفيذه العملية بقليل: «صباحكم نصر بإذن الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله». وجاء هجوم أمس بعد يوم واحد من إصابة مستوطن إسرائيلي - أميركي بجروح في عملية طعن في القدس، وبعد 4 أيام من إصابة مستوطن بجروح خطيرة في عملية طعن وقعت في مستوطنة بالضفة الغربية. وتؤكد هذه الهجمات على استمرار خيار العمليات الفردية بعد الهدوء العام الذي تشهده الانتفاضة الشعبية. ويستعمل حاجز بيت إيل الذي شهد الهجوم كمعبر للشخصيات المهمة ويستعمله مسؤولو السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة في تنقلاتهم من وإلى رام الله متجاوزين حاجز قلنديا الذي يستخدمه باقي المسافرين ويشهد أزمة خانقة دائمة. وفورا أغلقت قوات الاحتلال محافظة رام الله التي تعد عاصمة الضفة الغربية سياسيا واقتصاديا، ومنعت آلاف الفلسطينيين من الدخول إلى رام الله أو مغادرتها. وفرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على محافظة رام الله والبيرة وعزلتها عن محيطها الخارجي، وعززت من قواتها بعد محاولة دهس قريبة أصيب فيها مستوطنين. ونشرت قوات الاحتلال كثيرا من الحواجز العسكرية على المداخل المؤدية إلى مدينتي رام الله والبيرة، واحتجزت مئات المركبات على الحواجز، ما عطل حركة المواطنين والطلاب والتجار. واشتكى فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أنهم حوصروا في رام الله ولا يعرفون كيف يغادرون المدينة إلى منازلهم في المدن الأخرى. وسلك آخرون طرقا فرعية ترابية ولم يستطيعوا تجاوز المدينة بسبب الأزمة الخانقة. وبعد مقتل سكري أصابت القوات الإسرائيلية فلسطينيا ثانيا قرب قرية بيت عور الفوقا جنوب غربي رام الله بدعوى محاولته دهس أحد المستوطنين، حيث لا يزال مصيره مجهولا. وفي وقت لاحق سلمت القوات الإسرائيلية جثمان سكري. وتسلم ضباط الارتباط في الشؤون المدنية الفلسطينية الجثمان عند حاجز المحكمة قرب مستوطنة بيت إيل شمال رام الله ومن ثم نقل إلى مستشفى رام الله الحكومي. والتزمت السلطة الفلسطينية الصمت تجاه العملية، فلم تؤيدها ولم تدِنها، لكن رفاق سكري في حركة فتح والأجهزة الأمنية نعوه كبطل وفاخروا بأن أحد أبناء الأجهزة الأمنية نفذ عملية ضد إسرائيل. كما نعته الفصائل الفلسطينية الأخرى. وباركت حركة حماس عملية «بيت إيل» واعتبرتها «ردًا طبيعيًا على جرائم الإعدامات الميدانية»، كما نعت منفذها «الشهيد البطل أمجد سكري أبو عمر». وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في بيان: «إن عملية بيت إيل تمثل مؤشرًا واضحًا على وجود عناصر وطنية داخل الأجهزة الأمنية ترفض سياسة التعاون الأمني مع الاحتلال».
مشاركة :