أبوظبي - تعهّد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان أحمد الجابر الذي سيقود محادثات مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 28" في الإمارات نهاية العام الحالي بطرح خارطة طريق تقطع مع المألوف وتشمل جميع الأطراف المعنية بمكافحة الاحتباس الحراري. وقال في القمة العالمية للحكومات في دبي اليوم الثلاثاء "الحقيقة المرة هي أنه لا بد أن تنخفض الانبعاثات العالمية 43 في المئة بحلول 2030 ولا يفصلنا عنها سوى سبع سنوات. نحن بحاجة إلى مسار تصحيحي كبير". وتعرّض قرار تعيين الجابر الذي يتولى كذلك منصب الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية "أدنوك" في منصب رئيس مؤتمر "كوب 28" لانتقادات من قبل نشطاء، بينما أبدى مسؤولون في الولايات المتحدة وفرنسا استعدادا للتعاون معه. وأكد "بصفتي رئيس كوب 28 سأضع خارطة طريق للمؤتمر تكون شاملة وموجهة نحو تحقيق النتائج وبعيدة جدًا عن طريقة العمل الاعتيادية"، مضيفا "سنستفيد من خبرتنا وشبكة شركائنا للتواصل مع الحكومات والمجتمع المدني والشباب والمجتمع المالي ومجتمع الصناعة وشركات التكنولوجيا". وقالت مديرة برنامج المناخ والعدالة الاقتصادية والاجتماعية ومساءلة الشركات في منظمة العفو الدولية مارتا شاف الاثنين في بيان إن الجابر "غير مهيأ" لقيادة الحوار بسبب منصبه في "أدنوك"، لافتة "لا يمكن أن يكون سلطان الجابر وسيطًا نزيهًا في محادثات المناخ عندما تخطط الشركة التي يقودها لإحداث المزيد من الأضرار المناخية". ورحب المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري بتعيين الجابر لقيادة مؤتمر المناخ، فيما حث وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الشهر الماضي العالم على الوقوف وراء الجابر والتركيز على "قرارات ملموسة". واختتم مؤتمر الأطراف الأخير الذي عقد في مصر في نوفمبر/تشرين الثاني باتفاق لإنشاء صندوق خسائر وأضرار لتغطية التكاليف التي تواجهها البلدان النامية جراء الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ والآثار البطيئة مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، لكن المراقبين غادروا محبطين بسبب التقدم الضئيل على صعيد الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري. وتقول الإمارات، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، إن الخام لا يزال ضروريا للاقتصاد العالمي ولتمويل عملية تحوّل الطاقة، لكن رغم ذلك تعمل على تطوير عملية احتجاز الكربون أي إزالة ثاني أكسيد الكربون عند حرق الوقود، كما تنفق المليارات لتطوير طاقة متجددة كافية لتغطية نصف احتياجاتها بحلول عام 2050، وتستهدف صافي انبعاثات الكربون المحلية بحلول ذلك العام. وحظي تعيين الجابر بترحيب رئيس شؤون المناخ السابق في الأمم المتحدة ايفو دي بوير الذي أكد أن عمله في النمو الأخضر والطاقة المتجددة يمنحه "الفهم والخبرة والمسؤولية" لإنجاح كوب 28. وشارك في أكثر من عشرة من مؤتمرات سابقة للمناخ وترأس وفد الإمارات إلى مؤتمر الأمم المتحدة الأخير للمناخ الذي استضافته مصر، فيما قاد أكبر وفد إماراتي شارك في محادثات "كوب 27" وواحدا من أكبر الوفود في تاريخ مؤتمرات الأطراف كما عيّنه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في العام 2009 عضوا في اللجنة الاستشارية حول الطاقة وتغير المناخ. وتضطلع الإمارات بدور رائد في العمل المناخي بصفتها شريكا مسؤولا وموثوقا للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ تحتضن ثلاثة من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، كما استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة في 70 دولة في أنحاء العالم وتعتزم إطلاق استثمارات إضافية بقيمة 50 مليار دولار بحلول 2030. وأكدت تكثيف الجهود لتعزيز التعاون والعمل الشامل والتكاملي الذي يسعى إلى توحيد جهود الاقتصادات الناشئة والدول المتطورة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص إضافة إلى مستهلكي الطاقة ومنتجيها بهدف إيجاد الحلول المناسبة وتحقيق التغيير المطلوب.
مشاركة :