عادة ينظر إلى فاهكة الليتشي من قبل المستهلكين كنوع من الترف، إلا أن الوضع مختلف جداً في مدغشقر، إذ تلعب هذه الفاكهة دوراً كبيراً في اقتصاد البلاد، وتعد شريان الحياة بالنسبة إلى المجتمع الزراعي الفقير فيها، بحسب ما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية. وتعد مدغشقر واحدة من أفقر الدول في العالم، وتسهم البنى التحتية غير المتطورة للبلاد وغياب اللوجستية، في عدم الاستفادة القصوى من قطاعها الزراعي. وبالإضافة إلى الفانيليا والقرنفل والفلفل، تمثل فاكهة الليتشي واحدة من الصادرات القليلة ذات القيمة للبلاد. ويوفر قطاع الزراعة وخصوصاً فاكهة الليتشي، عائداً حيوياً لحوالى 30 ألف عائلة، وهو رقم يرتفع في موسم الحصاد. وعلى طول الساحل الغربي للبلاد، تشكل مزارع العوائل الصغيرة 95 في المئة من إنتاج الليتشي، بحسب تقديرات الرابطة الفرنسية للتجارة "كيراد"، ويلعب السماسرة دوراً في تجميع الفاكهة من المناطق النائية وإيصالها إلى مراكز التعبئة. وذكر مدير الاتصالات في "مركز مدغشقر للبستنة" أن "قطاع الليتشي مهم لسكان الساحل الشرقي للبلاد، وبالأخص لأولئك الذين يعيشون في منطقة تاماتاف"، مضيفاً أن "الليتشي يمثل الدخل المالي الوحيد لبعض العائلات". وأوضحت صحيفة "غارديان" أن "حجم سوق الليتشي الأوروبية يبلغ حوالى 25 ألف طن سنوياً، وتقوم مدغشقر بتوفير ما يقرب من 80 في المئة من حجمه"، بحسب البنك التجاري الدولي، والذي يعزز الواردات من من الدول الأقل نمواً. وعلى رغم أن القطاع ظل يهيمن عليه صغار المنتجين، إلا أن استثمارات كبيرة وتغييرات طرأت منذ العام 2009، إذ دفعت مشاكل مخلفات الكبريت حينها الحكومة إلى إعادة هيكلة للقطاع. وقال نيكولاس مورينيار مدير عمليات "يونيفيغ" الفرنسية إنه "منذ العام 2009، حدثت تغييرات هائلة في عمليات التدريب والتغليف والتعبئة، وهو ما ظهر في جودة الفاكهة. لم تعد هناك مشاكل في الكبريت أو المخلفات". وسمحت الهيكلة الجديدة للمصدرين بالتفاوض على سعر ثابت، والذي قال الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إنه "ساعد المزارعين على زيادة دخلهم".
مشاركة :