اكبحوا جماح الطائفية والمحرضين بقانون صارم: الاعتراف بالمرض أولا

  • 2/1/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أنا في حيرة من أمري، لأنني لا أدري متى سنتعظ مما يحدث في العراق، حيث مزقته الطائفية شر ممزق، فداعش يصفي الشيعة، وحزب الدعوة الحاكم وحشده الشعبي يقتل السنة، وداعش والحشد متفقان أصلا على الهدف، فكل منهما يريد التفرد بالسلطة، وساحة العراق أبرز أنموذج لصراع (الولي الفقيه، ومرشد الإخوان المسلمين) لأن الحشد والحزب من أتباع الولي الفقيه، وداعش من سلالة مرشد الإخوان، والولي والمرشد متفقان على التعاون مرحليا، لكن حين وصل الأمر إلى السلطة، انكشفت نواياهما حيال بعضهما بعضا، حيث التقيا وجها لوجه في العراق، وبالتالي قررا أن يتقاتلا حتى يفوز أحدهما، فوظفا الدين والمذهب، ليكونا مطية لكل منهما، والضحية للطرفين هو شعب العراق وأرضه وثرواته، وأهم من كل الثروة أمنه الذي فقده، فمتى نتأمل ونتعظ، ونصنع قانونا أو نظاما يجرم الطائفية والعنصرية والكراهية والتطرف والتشدد، متى؟! لا أدري لماذا لا نفعل كما فعلت دولة الإمارات، أليست "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها"؟! ثم لماذا لم نتساءل من زمان لماذا الإمارات في مأمن من الخلايا الإرهابية، ولماذا شبابها لا ينخرطون في تنظيم داعش أو غيره؟! لماذا لا نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا؟! قانون مكافحة العنصرية والطائفية وصيانة الحريات الفردية والانفتاح المدروس حمى به الله الإمارات، فلماذا لا نقلد، مساجدنا تتفجر، بينما في الإمارات كنائس ومعبد يهودي والبوذيون يمارسون شعائرهم بحماية القانون، أليس في هذا الوضع ما يلفت الانتباه؟! بعد تفجير مسجد الرضا بالأحساء، رحم الله شهداءه وشفى المصابين، ظهر طائفيون واضحون ومعروفون، وأحدهم بلغ به الحال أن يكتب في تويتر ويقول (لن يكون هذا التفجير الأخير طالما إيران الصفوية أعلنت حربها على الإسلام، وطالما أن داعش وهي صناعة للصفويين ومتحالفة مع الصليبيين والصهاينة لمحاربة الإسلام وأهله، مدعومة ومستمرة!)، تخيلوا!! لن يكون الأخير بسبب إيران وداعش، هذا الطائفي يحتاج استصلاحا بنظام صارم يجرم كل من يوظف الدين مطية لأهداف سياسية، وكل من يضع العداوة للإسلام أو المذهب مبررا للقتل والإجرام، وطالما إيران توظف الطائفية كذبا لتحقيق أغراض سياسية وتوسعية، فلماذا ندعم جهودها بتكريس الطائفية في بلادنا، وتأجيج عواطف الشباب الضال للانتقام منا ومن وطننا، أليس لدينا عقول تعي أن هؤلاء المحرضين أخطر على وطننا من الضالين المجرمين الإرهابيين، لأنهم يهيئون أرضا خصبة لتدفق ينابيع التشدد والتطرف، وبالتالي نشوء الإرهابيين، فما بالنا إذا كان هذا المحرض نفسه يهدد الشيعة في وطننا ويقول لن نسمح لإيران بأن تدعمكم لخيانة وطنكم، تخيلوا أي جهل وأي تحريض يعيشه هذا المسمى في تويتر (أبو صحن القطيفي) بسبب كذبة مسجلة له ورائجة ضمن جهوده في التحريض العلني!! ثم ما ذنب شيعتنا إذا كان الحشد الشعبي الطائفي يصفي السنة في العراق، وداعش يصفي الشيعة، ما ذنبنا وما ذنب وطننا حتى نتخذ جرائم الحشد وداعش لتأجيج الطائفية في وطننا، ونسمح للمحرضين من الطرفين بممارسة جهلهم وسفاهاتهم علنا، ألا نشعر بالخطر فنقطع هذه الألسن بنظام وقانون حاسم صارم؟! خذ طائفيا أشنع وأمر، وهو مع الأسف أستاذ جامعي، ولا يخجل بل يقول في تويتر (الخطوة الأولى لمكافحة التشيع إغلاق جميع الحسينيات أو هدمها ومراقبة مساجد الشيعة وضبطها!!)، وثالث ورابع من الطائفيين بأسمائهم الصريحة يبررون الجريمة ويحرضون على تكرارها، وقد كتبت إحدى المغردات تعليقا جميلا عليهم، قالت (داعش تستغل التطرف والتشدد الذي يحقن به بعض الدعاة شبابنا ومن السهل تحويل العقل البشري إلى قنبلة، كما شاهدنا منفذ جريمة التفجير في مسجد الكويت كان شابا في بداية العمر من القصيم، ومنفذو الجرائم في بلادنا شباب أغرار من أبنائنا، وآخر جرائمهم تفجير الأحساء، المحرضون يسرحون ويمرحون زرافات ووحدانا!! داعش لم تأت إلى بلادنا لتمارس جرائمها بل هي داهية، حيث تستغل مستنقعا من الفكر الطائفي المتطرف وما لم يتم ردعه، فإن داعش ستستمر، وتتوسع في عقول شبابنا بخططها كشباك العنكبوت تضرب الجرعات وتحول العقل البشري إلى أجساد انتحارية! ينبغي للمرة الألف ألا نتعوذ من داعش فقط، بل ينبغي أن نتعوذ ممن يسكن ويعيش بيننا ويحرض ويتطرف وينشر وباء داعش!). نعم نعم، الاعتراف بالمرض أولى خطوات العلاج!! والمشكلة أننا لا نريد الاعتراف بالسرطان الذي ينهش جسد الوطن أمام أعيننا!!

مشاركة :