كشف الدكتور سعيد بن علي السريعي، استشاري جراحة السمنة المفرطة والمناظير المتقدمة، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العلمي السادس للجمعية السعودية لطب وجراحات السمنة، عن معاناته بسبب السمنة المفرطة سابقًا، مُفصحًا عن ندمه لتأخره في اتخاذ قرار العملية، بعد أن عاش الفارق الإيجابي وحياة سعيدة بوزن مثالي. وروى الاستشاري السريعي لـ"سبق" تجربته الشخصية مع عملية "تكميم المعدة" للتخلص من الوزن الزائد، قائلاً: "كنت بدينًا في السابق حيث كان مؤشر كتلة الجسم يتجاوز الأربعين، والحمد لله أجريت العملية والآن أتمتع بالوزن المثالي والصحي". وأضاف: "لا أخفيك أني ندمت ندمًا شديدًا لأني تأخرت في اتخاذ القرار، حيث كان يجب عليّ أن يكون قرار العملية مبكرًا عن الوقت الذي اتخذه، لأني وجدت معنى آخر للحياة والفرق يعد كبيرًا جدًا في كل مناحي ومجالات الحياة وظيفيًا وجسميًا ونفسيًا واجتماعيًا". وأردف: "أؤكد أن عملية التكميم أو استخدام الأدوية لإنقاص الوزن إنما هي عامل مساعد، يجب ألا يكون هو الحل الوحيد والبديل، وإنما نعده جزءًا مساعدًا في إكمال طريقه نحو الوزن المثالي، وليكن هدفنا "الحياة بصحة جيدة وليس فقط الوصول إلى الرشاقة". وعن المخاوف والمحاذير من عمليات وجراحات السمنة أكد: "ثبت علميًا، وهذه من المستجدات التي ذكرت في هذا المؤتمر، أن عمليات البدانة بشكل عام آمنة، ولا يوجد خوف منها ، فقط يجب اختيار الظروف المناسبة والمكان والجراح المناسب" مضيفًا أن "تقارير علمية تُثبت أن عمليات السمنة أكثر أمانًا من بعض الإجراءات الجراحية التي نجريها بشكلٍ يومي مثل عمليات استئصال المرارة والزائدة وغيرها"! وأوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العلمي السادس للجمعية السعودية لطب وجراحات السمنة الدكتور سعيد بن علي السريعي، استشاري جراحة السمنة المفرطة، أن الموتمر الذي اختتم اليوم الخميس بالرياض سلط الضوء على كثير من المستجدات الطبية والتقنية والعلاجية لمكافحة وباء السمنة، مضيفًا: "يجب علينا كمتخصصين ومجتمع الاهتمام والعناية بمكافحة هذا الوباء". وأردف: "أبعث من خلالكم رسالة إلى أفراد المجتمع أن السمنة وباء يجب مكافحته ومحاربته في منازلنا ومدارسنا وأنديتنا وفي كل مكان". وتابع : "صاحب المؤتمر عدد من ورش العمل وتم استقطاب عدد من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها في أكثر من 100 محاضرة و13 جلسة علمية و3 ورش عمل، وذلك على مدى 3 أيام". وعن وصفه السمنة بالوباء قال الدكتور السريعي: "نحن بالفعل نواجه وباء، في عام 2016 كان ثُلثا سكان المملكة يعانون بسبب زيادة الوزن، وقد صنفت السعودية من ضمن أعلى دول العالم بدانة! وبالتالي فنحن أمام كارثة ومشكلة صحية يجب علينا أن نتكاتف ونتضافر لمواجهتها!". وأضاف: "للأسف الآن السمنة مرتبطة بكثير من الأمراض المزمنة، والآن بحسب الجمعية الأمريكية للأورام أثبتت علاقة 7 أورام من أورام الجسم لها علاقة مباشرة بالسمنة! وبالتالي فهي تعد خطرًا يُهدد حياة الناس تتطلب منا وقفة جادة وصادقة لمكافحتها". ونصح الدكتور السريعي بأن "تترسخ لدينا القناعة والثقافة بمحاربة ومكافحة هذا الوباء ثم نتدرج في خطوات معالجة السمنة". وأشار إلى أن قناعة المريض بالعلاج هي حجر الزاوية فهي التي تصنع الفرق، مشيرًا إلى أن الرحلة نحو الرشاقة متعبة تحتاج إلى عزيمة وإرادة وتغيير نمط السلوك وتعديل طريقة الأكل والنوم. ولمواجهة خطر السمنة نصح الآباء والأمهات في المنازل بمكافحتها لدى أبنائهم وقال : "يزورني في العيادة أطفال يعانون بسبب السمنة وزيادة كبيرة في الوزن، وهذا نذير كارثة لدى جيل الأطفال في مجتمعنا فيجب الحذر"، مشددًا على أهمية الغذاء الصحي والتحكم فيه كونه أساس إستراتيجيات الوصول للوزن المثالي. وحذر الدكتور السريعي، من الإفراط في تناول السكر الذي يعد أكبر مغذٍ للسمنة، وللأسف يُضاف ويوضع على كثير من الأطعمة! حتى إن بعض الأطعمة الطبيعية يوجد بها كميات كبيرة وعالية من السكر فيجب الانتباه إلى ذلك. وأهاب بوسائل الإعلام توجيه النصح ورفع مستوى الوعي لدى الأسر والآباء ورسالة للمجتمع بالاهتمام ومكافحة السمنة عند جيل الأطفال! واختتم الدكتور سعيد السريعي، حديثه لـ"سبق" قائلاً: "نحن أمام رؤية المملكة 2030 وهي طموحة، وأحد مستهدفاتها ان نكون مجتمعًا صحيًا، ولكن لن يكون هناك مجتمع صحي يوجد به سمنة! يجب علينا أن نصل إلى تحقيق مستهدفات رؤيتنا الطموحة بوزن مثالي وحياة صحية بإذن الله".