اختتم معرض الرياض للكتاب 2024 مؤخرا ولله الحمد، كنت قد حظيت بزيارته وكانت زيارة مثمرة جدا، وما يشد في معارض الكتاب بالرياض هو انتماء قراء جدد بشكل سنوي للكتاب.. فالمبيعات في ارتفاع واقبال دور النشر يزداد بشكل ملحوظ. ثقافة القراءة والاستمتاع بها كادت تنحصر على فئات عمرية متقدمة بسبب تسارع وتيرة الحياة والحصول على المعلومة بشكل بسيط ويسير من خلال التطبيقات المختلفة بالجوال، وكذلك الاهتمام والشغف الكبير لدى الكثير بالألعاب واغفال أهمية المتابعة والمداومة على كل حديث من خلال الكتاب. أيضا مع هذه المعطيات نجد ان الكتاب أيضا أصبح مختلفا تماما عن كتاب بداية الألفية والتسعينات حتى الكتب المحببة للكثير مثل الروايات القصصية، فأصبحت القصص السردية مجرد اقحام شخصيات وتسلسل غير منطقي للحشو واستكمال صفحات الكتاب لعدد يطلبه الناشر فقط لا غير. بهذه المعطيات وهذه الصور الانفة الذكر مازال الناشر يراهن على معرض الرياض للكتاب عربيا، كما ان اشراف وزارة الثقافة على تنظيم هذه التظاهرة أعطاه بعدا اخر وزخما مختلفا عن السابق.. رغم افتقادنا في السنوات الأخيرة لمحاربي الكلمة وكارهي الفرحة ولله الحمد. اعود لذي بدء ان ثقافة القراءة بالمجتمع رغم المحاولات الكبيرة لحصرها ورغم ضعف القراءة في مؤشرات عالمية الا ان الأعداد تزداد بشكل سنوي على معرض الرياض للكتاب ولله الحمد، ويضاف عدد اخر ومن اعمار صغيرة، فالقراءة رهان المعرفة وهي اول طريق اكتسابها. والقراءة لها عدة أنواع فهناك القراءة الصامتة وهي جمال القراءة بالنسبة لي، حيث تخلق للقارئ جوا من الإبحار بالكلمة وابداعها وصفاء ذهني وتركيز عميق، بخلاف النوع الاخر من القراءة وهي القراءة الجهرية التي تكون في المواد الدراسية ذات جدوى أكبر. الغريب بالأمر ان هناك توجها من الاباء لحث أبنائهم على القراءة بشكل مستمر، بل ويقومون بشراء الكتب الخاصة بالأطفال والقصص لتشجيعهم وتحفيزهم على القراءة ومكتبة الاباء تكون منعدمة من الكتب، وهذه المعادلة تحتاج الى وقفة تأمل، فلا تنهَ عن أمرٍ وتأتي مثله. وبشكل عام فالأمهات يقرأن لأبنائهم الذين لم يصلوا لسن القراءة أكثر من الاباء، ربما لاقترابها منه وتخصيص وقت أطول من الاباء.. كما ان القراءة بالمساء هي الأوقات الأكثر من الساعات النهارية لسكون الأجواء والتفرغ لذلك أكثر. ولا شك أن هناك نسبة وتناسباً بين الدخل العام للأسرة والقدرة على القراءة من خلال توفير الكتب والاستطاعة لخلق وقت لها، فالحالة المادية تشجع على توفير وقت إضافي وربما تكون القراءة احدى الفعاليات التي تستقطعه. أخيرا الكتاب خير جليس ولكن يبقى التحدي الأهم ما هو موضوع الكتاب، فالكتاب الصالح يعتبر جليسا صالحا، والكتاب الخبيث فهو جليس خبيث، فالرقابة والانتقاء امران مهمان في تصفح أوراق تناثر الحبر عليها.
مشاركة :