تعد الإسراء والمعراج أكبر المعجزات الحسيّة التي حدثت مع الرسول محمد (ص)، والإسراء هي الليلة التي أسرى بها الله تعالى بنبيه من مكة المكرمة إلى بيت المقدس بروحه وجسده معًا راكبًا على دابة تسمى البراق، بصحبة جبريل عليه السلام، وهناك صلى إمامًا بالأنبياء. أما المعراج فهو ما جاء عقب رحلة الإسراء من الصعود بالنبي محمد إلى السماء، وظل يصعد فيها حتى وصل إلى السماء السابعة، وهناك رُفع إلى سدرة المنتهى وبعدها إلى البيت المعمور. الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج تمثل قوة الله اللا محدودة، كيف أسرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى القدس، ثم صعدت معه إلى سدرة المنتهى عبر السماوات السبع، ثم أعادوه إلى القدس ليصلي كإمام الأنبياء جميعًا، ثم أعاده إلى بيته بمكة المكرمة ليجد فراشه دافئًا، وهذا يؤكد أن كل زمان ومكان خلقه الله تعالى وأنه قادر على إيقاف الزمن وإغلاق المكان الذي يشاء. التأكيد على ضرورة الإيمان بوحدة رسالة الجنة والأخوة بين الأنبياء والمرسلين وبين جميع الناس، وهذه من القيم الإسلامية التي أكدتها قيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاتهم بالمسجد الأقصى. حادثة الإسراء والمعراج أكدت قداسة مكة المكرمة والقدس، وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي مسجد وضع في الأرض أول قال "المسجد الحرام" قلت ثم أي قال“ المسجد الأقصى“ فقلت كمْ كان بينهما قال“ أربعون سنة "رواه البخاري ومسلم وأحمد. تأكيدا على اهمية الصلاة وولايتها اذ اولاها الله للرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة. نقطة تحول في طريق الدعوة إلى الله. التأكيد على الإيمان بما جاء في القرآن الكريم بما لا يرى في المطلق، بما في ذلك الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، وحتمية الحياة المستقبلية وكونها تحتوي على حساب وثواب، الجنة والنار والتوازن والمسار. إثبات نبوة النبي محمد وصدقها. جزاء صبر رسول الله وثباته على الكفار وأيضا دعم نفسي للنبي بعد وفاة زوجته خديجة، وعمه أبو طالب. تكريم لسيدنا محمد باطلاعه على الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله. إثبات أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء بعدما صلى بهم إماما. كشفت مكانة النبي التي لم يحظَ بها أحد من أهل السماوات والأرض. تقديس ورفع مكانة المسجد الأقصى. صلابة أبو بكر وثقته في قائده، فقد دعمه وصدقه حينما كذب بقصته أهل مكة. كانت اختبارًا لصبر المؤمنين وصدقهم في اتباعهم لدعوة الإسلامية، لأنها فوق مستوى العقل البشري. أثبتت أن كل الأنبياء يعبدون الله عز وجل وهم إخوة ودينهم واحد. أن الابتلاء من السنن التي تصيب الملسم في كل وقت وفي أي مكان، وهي أيضًا وسيلة للتطهير وتذكير للنفس البشرية، ومن هنا يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله في كل المصائب. يثبت التاريخ المكانة العالية للمسجد الأقصى من قبل الله سبحانه وتعالى كونه أرض مباركة. وأبرزت الحادثة النعيم الذي يناله أهل الجنة الكرام، وأبرزت عذاب المشركين والمتعجرفين وأهل الشر من الزناة ورفض الزكاة والمتكلمين بالشر.
مشاركة :