تتحدث الإدارة الأمريكية طوال الوقت عن حقوق الإنسان وحماية البيئة، إلا أنها تصم آذانها عن الأخطار الخفية والاهتمامات العامة. فقد التزمت الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام المحلية الصمت وحاولت صرف الانتباه عن حادث خروج قطار عن مساره في أوهايو تسبب في تسرب غازات سامة، بالحديث عن "الأجسام الطائرة الغريبة" و"المناطيد". وقال تاكر كارلسون، خلال برنامجه الحواري على قناة فوكس نيوز "لا نعرف ما إذا كان بإمكان سكان مدينة ايست باليستاين الحصول على مياه شرب آمنة الليلة، لكن يمكنني أن أخبركم أن إدارة بايدن لا تهتم بهذا الأمر على ما يبدو". مضيفا أن أنباء ظهور ثلاثة "أجسام طائرة غريبة" على مدى ثلاثة أيام، وإن كانت صحيحة، فقد تكون إدارة بايدن قد استعانت بمقاتلات لإسقاط "مناطيد أمريكية"، "ما نعرفه فقط أن هناك فوضى في المجال الجوي الأمريكي". وأبدت وزارة النقل الأمريكية عدم اكتراث بخروج قطار عن مساره تسبب في تسرب غازات سامة. وبعد عشرة أيام من الحادث، غرد وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج قائلا "دعمت الوزارة تحقيقات المجلس الوطني لسلامة النقل، ونولي اهتماما للنتائج، ومحاسبة الإدارات المخالفة بناء على نتائج التحقيقات، وسنواصل ضمان سلامة منظومة النقل". وكان بوتيجيج قد أشاد في وقت سابق خلال إحدى الفعاليات بمشاريع البنية التحتية التي تروج لها إدارة بايدن، وتطرق إلى "المنطاد الصيني"، لكنه لم يذكر شيئا حول حادث خروج قطار أوهايو وتسرب الغازات السامة. ولم يتقبل مستخدمو الإنترنت تصريح الوزير الذي جاء بعد 10 أيام من الحادث. ويرون أن رد الفعل هذا كاف لإظهار عدم اكتراث المسؤول بالأمر. وتفاعل عدد من مستخدمي الإنترنت مع تغريدة الوزير قائلين "مرت عشرة أيام، ولم تعلق إلا بعد انتشار الخبر"، "نفقت حيوانات ومرض السكان (بسبب التسرب الكيميائي)"، "هذه كارثة، فشل إدارة بايدن، وفشلك"، "يحتاج الأمريكيون إلى معرفة أن مياه الشرب والتربة والهواء آمنة"، "إذا عشت هناك، سأتوقف عن تصديق هرائك". وأشارت شبكة فوكس نيوز إلى تعرض وزارة النقل بقيادة بوتيجيج للانتقادات لفترة طويلة، حيث ألغيت آلاف الرحلات بسبب عاصفة ديسمبر العام الماضي، وتبادل الوزير وشركات الطيران الأمريكية الكبرى اللوم بشأن تعطيل حركة الطيران. وفي وقت مبكر من عام 2021، عندما كانت الولايات المتحدة تواجه أزمة حادة في سلسلة التوريد، استمتع بوتيجيج بإجازة والدية مدفوعة الأجر. وفي سبتمبر الماضي، أضرب عمال السكك الحديدية في الولايات المتحدة، مما تسبب في شلل كبير بنظام السكك الحديدية في البلاد، بينما كان بوتيجيج يتمتع بإجازة أخرى مدفوعة الأجر.