في الوقت الذي تشكو بعض الناقلات الأمريكية والأوروبية ضمن مزاعمها غير المدعومة بالحقائق، من منافسة غير عادلة مع الناقلات الخليجية ومن بينها طيران الإمارات حول تلقيها دعماً مالياً من الحكومة، ومواصلتها مهاجمة اتفاقية الأجواء المفتوحة، غضت هذه الشركات الطرف عن أعمالها التجارية المرتبطة بناقلات أخرى في تحالفاتها، والمملوكة بشكل كامل أو جزئي من قبل حكومات، إضافة إلى دعم آخر تتلقاه بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا يعدّ تناقضاً صارخاً بين أفعالها وأنشطتها التجارية و تصريحاتها المنددة بالمنافسة غير العادلة. أوردت مجلة الأجواء المفتوحة التي تصدر عن طيران الإمارات، أن عدداً محدوداً من شركات الطيران في الولايات المتحدة و أوروبا، أخذت على عاتقها مهمة تشويه وإلحاق الأضرار تجارياً بطيران الإمارات وناقلات خليجية أخرى، حيث تستهجن الدعم الحكومي للناقلات، والتي ربطوها بالمنافسة غير العادلة، كما طالبوا حكوماتهم باتخاذ إجراءات حمائية لضمان مستوى المنافسة. وأضافت: بالرغم من ذلك، تظهر أعمال الناقلات في الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي توجهاً مغايراً، وخاصة أنها تشكو من منافستها مع الحكومة في الخليج، في الوقت الذي ترحب بحرارة بالناقلات المملوكة للحكومات في أماكن أخرى، والتي تتضمن استثمارات خاصة في هذه الشركات والترحيب بهم لإقامة مشاريع مشتركة و الانضمام لأندية تحالفاتهم. ومن الأمثلة على ذلك، شركة دلتا التي استحوذت على 3.55% في شركة تشاينا إيسترن أيرلاينز المملوكة والمدعومة من قبل الحكومة، خلال العام الماضي بقيمة 450 مليون دولار، وجاء هذا الاستحواذ عندما كانت دلتا في قمة صراعها مع الناقلات الخليجية المملوكة من قبل الحكومات. وأشارت المجلة إلى أن 75% من شركاء دلتا في تحالف سكاي تيم، تعود ملكيتهم للحكومات، ويمثل هذا الأمر انفصالاً بين دعواتها وأفعالها التي تعكس نمطاً وليس انحرافاً والذي يتمثل في كون شركات الطيران المملوكة للدولة مقبولة إذا كانت من شركائنا، ولكن ليست مقبولة إذا كانت من منافسينا. وقالت المجلة، إن 53% من شركاء أمريكان أيرلاينز في تحالف وان ورلد يمثلون شركات مملوكة من قبل الحكومات كما هو الحال في 50% من شركاء يونايتد أيرلاينز في تحالف ستار، كما هاجمت يونايتد أيرلاينز المطارات في كل من الإمارات وقطر بكونها داعمة للناقلات الخليجية إلا أنها صامتة تجاه تركيا. وخاصة أن الخطوط الجوية التركية، العضو في تحالف ستار، والمملوكة من قبل الحكومة التركية تقوم الآن ببناء أكبر مطار في العالم في إسطنبول. ويظهر هذا التناقض أيضاً في دعوات وأفعال كل من الناقلات الأوروبية المناهضة للناقلات الخليجية، مثل إير فرانس كيه إل أم ولوفتهانزا، حيث تعتبر الحكومة الفرنسية مساهماً طويل الأمد في إير فرانس بنسبة تصل إلى 17.6%. وأشارت المجلة إلى أنه في ظل انتقاد إير فرانس كيه إل أم للناقلات الخليجية، يظهر موقفها المتعارض من خلال مشاركتها بالاستثمار المشترك مع أليطاليا والتي تستحوذ الاتحاد للطيران على 49% فيها. أما لوفتهانزا التي أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عن مشروع مشترك مع الطيران السنغافوري المملوك للدولة، فلم تحرك ساكناً تجاه شركائها في تحالف ستار والمملوكين من قبل الحكومة مثل ساوث أفريكين أيرويز و إير تشاينا وإير إنديا الذين يتلقون مساعدات منتظمة من الحكومات. مليار يورو مزايا ل لوفتهانزا وأوردت المجلة تقريراً صادراً عن محكمة بافاريا لمدققي الحسابات إحدى وكالات الحكومة الألمانية، ذكر أن مطار ميونيخ قدّم مزايا بقيمة مليار يورو لوفتهانزا، وفقاً لما نشرته صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية. حيث انتقد المدققون أن شركة مطار ميونخ قامت بمنح لوفتهانزا مميزات واسعة وحصرية لحقوق استخدام المبنى 2 في المطار، والذي يتضمن مبنى الستالايت الجديد الذي بدأ عملياته في إبريل/نيسان 2016. وأشارت المجلة إلى أن لوفتهانزا يمكن أن تستخدم المبنى 2 والستالايت لنحو 20 عاماً أكثر من المدة المتفق عليها بدون مقابل، وهذا ما يمثل ميزة اقتصادية تصل إلى 880 مليون يورو، وإضافة إلى ذلك، سوف يسمح للشركة المشغلة للمطار باستيفاء رسوم الإيجار من لوفتهانزا بدءاً من عام 2051.ووفقاً للمدققين فإن الفائدة التي ستحصل عليها الناقلة ستصل إلى 180 مليون يورو، كما يمكن أن تخرق هذه الاتفاقية قوانين الاتحاد الأوروبي بالنسبة للدعم المالي. الإمارات تدفع رسوماً كاملة لاستخدام مطار دبي تمتلك طيران الإمارات حقوقاً حصرية لاستخدام المبنى 3 في مطار دبي الدولي، ولكننا لا نستفيد من أي أسعار تفضيلية على رسوم الهبوط أو الإيجارات، وفي الواقع، نحن ندفع نفس رسوم الهبوط الكاملة والإيجارات مِثْل شركات الطيران الأخرى، حتى منذ تم بناء المطار.
مشاركة :