أكد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي أن الثقافة العربية تقف بالمرصاد لمواجهة التطرف والإرهاب الدخيل على مجتمعاتنا العربية، مضيفاً أن تضافر الجهود العربية بما تحتويه من إمكانات مدنية وبشرية هائلة متمثلة في قادتنا ومبدعينا وسياسينا ومفكرينا يمكنها دحر كافة المخططات الرامية إلى ضرب استقرار مجتمعاتنا العربية. أوضح الجروان أن الملتقيات العربية تبرز القواسم المشتركة الكبيرة بين كافة الأقطار العربية التي تواجه تحديات ضخمة تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها ورخائها من خلال التنظيمات ذات الأفكار الهدامة والتي لا تخدم إلا مخططات أعداء الأمة العربية. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها الجروان لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين والذي تشرف عليه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بمشاركة تسع مؤسسات ثقافية إماراتية، حيث استمع إلى شرح كامل حول محتويات الجناح، وأثنى على تميز الجناح وتفرده بما يحتويه من كتب ومراجع تتناول تاريخ وتراث وثقافة الإمارات وسيرة قادتها. وأشاد الجروان بالدور الذي تقوم به وزارة الثقافة من أجل نهضة الثقافة الإماراتية والعربية بشكل عام، منوهاً بالجهود المخلصة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دعم كافة المبادرات الرامية إلى إحداث طفرة نوعية في المجالات الثقافية المحلية والعربية. وعن مكانة الثقافة في أروقة البرلمان العربي أكد الجروان أنها تحتل مكانة بارزة في الوجدان العربي بشكل عام، وليس فقط داخل البرلمان العربي الذي يدعم كافة الجهود الحكومية المخلصة الرامية إلى دعم الثقافة العربية، نظراً لدورها المحوري وقدرتها على توحيد الوجدان العربي ودعم الرؤية الطامحة إلى مستقبل أفضل، مؤكداً أن الجميع يدرك حجم المخاطر والتحديات التي تواجه عالمنا العربي، وهنا يأتي دور الثقافة كأحد أهم أسلحة العرب لحماية وحدة أقطارهم وبلورة مستقبلهم، داعياً إلى دعم المبدعين وجهودهم الرامية إلى إعلاء قيم الانتماء العربي، برصدهم للقضايا والأحداث والقيم العربية وتقديمها بالصورة التي تليق بها للأجيال الجديدة. وفيما يتعلق بالتشريعات العربية اللازمة لكي تلعب الثقافة والمثقفون العرب دوراً أكبر في رسم ملامح المستقبل وحمايته والتغلب على تحديات الحاضر، أوضح الجروان أن البرلمان العربي يدعو دائماً إلى تطوير القوانين والتشريعات العربية التي تضمن تناغم وتكامل الثقافات العربية فيما بينها، وتكامل الجهود لوصول الإبداع العربي إلى كافة فئات الجمهور في مختلف الدول العربية بما لا يتقاطع مع سيادة كل دولة وسياستها المتبعة في هذا المجال. وأضاف الجروان أن الثقافة العربية تقف الآن في مواجهة تداعيات العولمة الرامية إلى إذابة الثقافات المحلية والإقليمية، من خلال التكنولوجيا المتقدمة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات التي أصبحت متوفرة لدى كافة فئات المجتمع، مطالباً بأهمية استفادة الثقافة العربية من التقنية الحديثة لكي تكون وسيلة لنقل موضوعاتها وأفكارها، وليست خصماً لتعزز دورها الحيوي في رفع درجات الوعي الثقافي والمجتمعي لدى الأجيال الصاعدة. ووجه رئيس البرلمان العربي التحية إلى القائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب والحكومة المصرية، حيث رسمت أجنحة كافة الدول العربية المشاركة فيه صورة من صور التكامل الثقافي والمعرفي الرائع، ليبعث برسالة للعالم مضمونها بأننا متحدون برغم كافة الصعوبات.
مشاركة :