تباينت رؤى الأدباء والكتاب العرب، حول اعلان الاتحاد العام للادباء والمثقفين العرب، بتخصص يوم 19 من أبريل من كل عام، يوماً عربياً لمواجهة التطرف والإرهاب الذي تحييه جميع الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر والمجالس المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام.وقال الكاتب والروائي المصري ابراهيم عبدالمجيد، «ان تخصيص يوم لمواجهه الارهاب يعد مبادرة جيدة و شيئا ايجابىا وانه يجب عمل فاعليات في كل دولة و ندوات للتوعية ضد الارهاب».واضاف عبدالمجيد لـ «الراي»: «كان هناك في التسعنيات حملات لمواجهة التطرف في مصر وايضا في ذلك الحين طبعت العديد من الكتب المهمة الخاصة بهذا الشأن ولكن في المقابل كانت المساجد و المدارس تبث في عقول الناس عكس هذه الافكار وتحسهم على العنف والتطرف، وأرى ان هذه المبادرة عمل ايجابي جدا وفعال ويجب ان تستمر طوال العام وليس يوما واحدا فقط بالسنة».وفي المقابل، قال الكاتب المصري صبحي موسى «إن هذه المبادرة نوع من انواع العبث ونشر للثقافة الباهتة في المجتمع ونشر ثقافة الاستهلاك، فتخصيص يوم في العام لمواجهة التطرف والارهاب ماذا سيفعل فيه الادباء والمثقفون؟».وتابع لـ «الراي»، «ان الارهاب ليس وقتيا أو لحظيا، فالارهاب هو ثقافة تنامت وتجذرت و ترسخت في المجتمع، ولكي يتم معالجتها. يجب تكاتف جميع الاطراف مثل التعليم و الثقافة و الاقتصاد وغيرها، وانه ليس شعارا يتم اطلاقه فقط».واعتبر الأمين العام لاتحاد الأدباء والمثقفين العرب الشاعر حبيب الصايغ «إن الخطوة تنطوي على رمزيتها الواضحة كل يوم هو لمواجهة التطرف والإرهاب، لكن صوت الكتاب العرب، سواء من خلال الاتحاد العام أو الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر والمجالس القطرية، يحتشد في هذا اليوم احتشاداً، ليقول ويتذكر ويذَكِّر، وليشير، بقوة، إلى الواقع العربي لهذه الجهة، نحو رصد المشهد ومتابعته بكل تجلياته ومستجداته».واضاف: «تحضر الظلمة لتقول أنا هنا وحدي، ولا أثر للضوء في المكان، ويحتشد الكتاب والأدباء العرب بأقلامهم وكتبهم ومشاعل الحب والتنوير، وحين تقول جماعات التطرف والتكفير أنه لا أثر للضوء في المكان وسأذهب بأبصاركم إلى الغياب بل بالعدم سأحجبكم عن الهواء... وسأعزلكم عن البحر، وأبدد أسماءكم في الرياح المقبلة، وأبعثر مصائركم على سلالم البرق إلى آخره، يأتي الكتاب العرب في الصوت الواحد المحتشد، لكن المتعدد»، ليقول: «نعم... حتى لو ماتت الحمامة الزاجلة الوحيدة على الأرض... حتى لو لم تصل الرسالة إلى جهتها البعيدة، فإن قصة الحب لا تموت».وتابع الصايغ «إن الثقافة ضد الفوضى وإن بدت، بسبب من طبيعتها، متمردة أو مشاغبة، فإن الثقافة هي الترتيب، والترتيب غير الرتابة. الثقافة هي وعي الاختلاف، ووعي المسؤولية والحرية».ولفت إلى ان مشكلة التيارات المعادية أنها تتبنى الجهل في مسوح العلم، والتدمير في ادعاءات التعمير، والأنانية في مطلق اللفظ والمعنى. مشكلتها أنها تبنت خطاب العزلة إلى أن طوقتها جدران العزلة حتى خنقتها أو كادت، مشدداً على أنه «يجب على الأدباء والمثقفين العرب العمل ضد داعش وأخواتها، وعدم الدخول، ولو من غير قصد، في لعبة أو لعنة الترويج لها، كما يفعل معظم الإعلام العربي اليوم، حين يذهب إلى كل مبالغة غير مستساغة وثقيلة الدم».
مشاركة :