يقيم متحف الفن الحديث في نيويورك الآن معرضاً بعنوان «منحوتات بيكاسو» يضم مائة عمل نحتي وتركيبي من إبداع عبقرية بيكاسو. منها أعمال لم تعرض من قبل في الولايات المتحدة الأميركية. ومن المعروف أن بيكاسو لم يدرس النحت أكاديميا بل درس التصوير التشكيلي. فليس هناك حدود ليس هناك الكثير من التقنية. فقد كان يعمل بسرعة بدفقات إبداعية قصيرة وكانت دائما تدفع بإبداعه خطوات واسعة إلى الأمام. استعمل بيكاسو المواد المهملة في عمله «رأس امرأة» (1929 -1930 ) وفي «رأس ثور» ( 1942 ) استخدم مقود ومقعد دراجة ليحيلهما إلى رأس الثور. وفي «امرأة تقرأ» (1951 – 1953 ) استخدم براغي معدنية ليشكل الذراعين والرجلين وأنبوب ماء شكله كجديلة من شعر المرأة، واستخدم قطعة من الخشب كتنورة، وكل ذلك صبه من البرونز ولونه بيكاسو. وفي «قرد البابون والصغير» (1951 ) أضاف كرتين صغيرتين للعينين. وفي عام 1907 نحت قطعة من الخشب وحولها إلى «شخص». كانت أعمال بيكاسو النحتية والتركيبية فطرية وحدسية يستخدم الأشياء التي يجدها حوله استخداما مشبعا بالخيال المبدع. ويمكن فهم ذلك من مقارنة نحته المباشر نسبيا مع أعماله التركيبية المعقدة لعام 1934 «الحصّاد» وهو عمل يجمع البلاستر مع عدة قطع من الخشب ويدل على عبقرية في المعالجة. وفي «الثور» (1958) يستخدم بيكاسو أشكالا مختلفة من مقصوصات لوح من الخشب المعاكس ثبتت معا عن طريق المسامير لتأخذ أبعادا ثلاثية، وأضاف أغصانا وعالجها بعد تلوينها ليشكل منها الثور. وفي عام 1939، نفذ بيكاسو عملين بعنوان «تمثال نصفي لامرأة» وقد عرضا سابقا لكن بنسختهما البرونز بينما الذي يعرض حاليا الأصل. في هذه المنحوتات، اتبع بيكاسو المادة و ما توحيه له من القص والحني والتشكيل ويتجلى ذلك في عمله «الجيتار» المنفذ من صفائح معدنية ملونة وهو من أفضل ما نفذه بيكاسو عام 1912. و يمكن مشاهدة عملة الفذ «امرأة مع قبعة» ( 1963 ) ومن هذه الأعمال يتبين أن بيكاسو من الصعب جداً أن يكرر نفسه لكنه يعود على نحو متكرر إلى أساليب وتقنيات ومواد سبق واستعملها من قبل ولكنه يوجهها إلى جهة أخرى لم تستعمل بعد. يستمر المعرض حتى السابع من شهر فبراير القادم.
مشاركة :