إحدى عشر فرسا، كان بهو متحف الفن الإسلامي ميدانا لها، تقف بشموخٍ، شموخ الخيل العربية الأصيلة، تارة تراه متوثبا أو هائجا وأخرى راقصا أو مجنحا.. هي مجموعة الإبداعات الفنية للفنان التونسي صحبي شتيوي التي انتزعت إعجاب عشاق الفن مساء اليوم في افتتاح معرضه الذي ينظمه مصرف قطر المركزي ويستمر إلى 11 ديسمبر الجاري. حضر الافتتاح سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي، وسعادة السيد عبداللطيف الجواهري، والي بنك المغرب والسيد منصور بن إبراهيم آل محمود الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر والمستشار الخاص لسعادة رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر وعدد من الدبلوماسيين والمهتمين. وأكد سعادة السيد عبداللطيف الجواهري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن هذا الحدث/ المعرض فريد من نوعه، ويأتي في إطار التعاون مع البنوك المركزية، وأنه تم توسيع دائرة التعاون هذه لتشمل المجال الثقافي، موضحا أن اختيار الخيل نظرا لرمزيتها التاريخية العربية. ولفت والي بنك المغرب، إلى أن البنوك المركزية لم تعد تهتم بالمجال المالي فقط، بل تعدّته إلى المجال الثقافي. بدوره، لخّص الفنان صحبي شتيوي في تصريح مماثل، أن رمزية المعرض تكمن في أن الخيل عز، والعلم جاه والتواضع قوة، مسترشدا ببيتين شهيرين للشاعر الجاهلي عنترة بن شداد حين قال: (إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا.. ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعا) ..(فلا تخشَ المنية .. واقتحمها ودافع ما استطعتَ لها دفاعا)، مشددا على أن الإنسان العربي محتاج بشدة لهذه العزة والكرامة. وحول دلالة عرض أعماله بمتحف الفن الإسلامي، قال شتيوي: "هو شرفٌ لي أن أعرض في هذا المتحف العالمي، وأنا الآن وضعت لبنة صغيرة في صرح التاريخ ونرجو أن يبني الشباب عليها. لأن متحف الفن الإسلامي ليس اسما بل فعلٌ يذكّر الفرد بمسؤولياته". وجاءت خيول شتيوي حالمة ترنو للمستقبل، معللا صاحبها بأن الحلم هو الذي يحقق الآمال ويجعلها حقيقة ملموسة، كما ترصد أعماله جمالية الفرس وكبرياءه، انسجاما مع حضوره القوي في الذاكرة الحضارية العربية بوجه خاص. ويحضر هذا الفرس بشكلين فنيين: تصويري محض، ثم تعبيري مركب يدمج فن الحروفية في تشكيل القطعة المنحوتة بترويض النحاس الذي انقاد له بسلاسة واستسلام.;
مشاركة :