قالت ملاله يوسفزي الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام أمس (الأحد)، إنها ستسعى للتأثير في قادة العالم في مؤتمر سيعقد في لندن الخميس المقبل، ليتعهدوا بتقديم 1.4 بليون دولار، لتوفير التعليم للأطفال السوريين هذا العام. ويجتمع رؤساء دول وحكومات ووزراء من جميع أنحاء العالم في لندن بمؤتمر «دعم سورية والمنطقة» الذي يهدف إلى جمع أموال، لمواجهة الأزمات الانسانية التي تسببت بها الحرب السورية. وجاء في تقرير عن صندوق ملاله الذي ينظم حملات ويجمع التمويل لقضايا تعليمية، أن نحو 700 الف طفل سوري في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وغيرها من دول الشرق الأوسط هم خارج المدارس. وقالت ملاله في مقابلة هاتفية «التقيت الكثير من الأطفال السوريين اللاجئين، وما زالوا في مخيلتي...لا يمكنني أن أنساهم، فكرة أنهم لن يتمكنوا من دخول المدرسة طوال حياتهم هو أمر صادم تماماً ولا يمكنني أن أقبله». وأضافت أنه «ما يزال بإمكاننا مساعدتهم وحمايتهم، لم يضيعوا بعد، إنهم يحتاجون مدارساً وكتباً ومعلمين...هذه هي الطريقة التي يمكننا عبرها حماية مستقبل سورية». وبرز اسم ملاله، بعدما أطلق مسلحو حركة «طالبان» المتشددة النار على رأسها في حافلتها المدرسية في باكستان عام 2012. واستمرت ملاله بتنظيم حملات لتيسير التعليم على مستوى العالم، وباتت في العام 2014 أصغر شخص ينال جائزة «نوبل» للسلام. وتعيش ملاله (18 عاماً) في بريطانيا حالياً، لكنها تخصص الكثير من وقتها وطاقتها لقضية تأمين التعليم للأطفال السوريين اللاجئين. وتأمل ملاله وهي خطيبة بارعة دفعت جمهوراً من المستمعين لخطابها الشهير في الأمم المتحدة في العام 2013، للوقوف تحية لها في أن تؤثر بشدة بالحضور في مؤتمر لندن. وستحضر ملاله مؤتمر لندن إلى جانب التلميذة السورية مزون المليحان (17 عاماً) التي ستكون اللاجئة السورية الأولى والوحيدة التي تلقي كلمة أمام زعماء العالم في المؤتمر. وأشارت المليحان إلى أنها تعمل بجهد لتحسين لغتها الانكليزية، لاتمام دراستها في بريطانيا والذهاب بعدها إلى الجامعة، لكنها تريد أيضا أن تكرس جهودها مع «شقيقتها» ملاله لقضية توفير التعليم للاجئين السوريين أمثالها. والتقت الفتاتان للمرة الأولى في العام 2014 في مخيم الزعتري المكتظ باللاجئين في الأردن، واجتمعتا من جديد في كانون الأول (يناير) 2015، بعدما انتقلت المليحان وعائلتها إلى شمال انكلترا. وقالت ملاله «إنها الشخص الذي أريد أن يصغوا إليه، إن قصتها مؤثرة للغاية وملهمة جداً. ستقول لزعماء العالم إن هؤلاء الأطفال لديهم الحق في التعليم ويجب ألا يهملوه». وترعى الأمم المتحدة المؤتمر إلى جانب بريطانيا وألمانيا والنرويج والكويت، وهو ليس متخصصاً فقط بقضية التعليم، لكنه يهدف إلى جمع التعهدات من قادة العالم لتوفير احتياجات انسانية متنوعة للسوريين. وتأمل وكالات الأمم المتحدة جمع ما يصل إلى 7.73 بليون دولار، لتوفير احتياجات السوريين هذا العام، إذ تحتاج الحكومات الإقليمية 1.2 بليون دولار إضافية، لتمويل مشاريعها الخاصة لمعالجة تداعيات النزاع السوري. ولكن السنوات الأخيرة لم يرق التمويل الدولي إلى مستوى مطالب الأمم المتحدة.
مشاركة :