جدة واس استضاف النادي الأدبي الثقافي في جدة أمس الأول، فعاليات «مهرجان الشباب للأفلام» بحضور أكثر من 400 من ممثلي الوسط الفني والرياضي والإعلامي، الذي تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كأكبر حدث من نوعه تشهده المملكة، ويهدف لتعزيز القيم الإيمانية والوطنية في المجتمع السعودي، وترسيخ الوازع الديني لدى فئة الشباب على وجه الخصوص، وتأكيد مفهوم الانتماء للقيادة وتبنِّي الأفكار التي من شأنها إعلاء مكانة الوطن ورفعته. واستهلت فعاليات المهرجان بعرض فيلم «الرحلة إلى مكة» الذي يحكي بأداء مشوق على مدى 45 دقيقة التجربة الصعبة التي خاضها الرحّالة المسلم «ابن بطوطة»، في السفر من بلده المغرب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج التي استغرقت 18 شهراً واجه خلالها صعاباً جمة كادت تودي بحياته على يدي قطاع طرق. إثر ذلك، ألقى مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد بن محمد نور روزي كلمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب نوه خلالها بدور المهرجان في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية للمجتمع وترسيخ مفاهيم الوطنية والولاء لولاة الأمر، فضلاً عن الارتقاء بالمواهب الشبابية التي يزخر بها المجتمع السعودي وتطويعها إلى ما فيه مصلحة الشباب والوطن على السواء. وقال «ليس أحد أحرص على قيم المجتمع السعودي وخصوصيته أكثر من أبنائه، وفي القلب منهم المبدعون، الذين يعلمون جيداً ما يمكن أن يبني ويرتقي بمجتمعهم، وما يمكن أن يسيء إليه». ثم ألقى مدير المهرجان ممدوح سالم كلمة بهذه المناسبة رفع خلالها شكره للرئاسة العامة لرعاية الشباب لتبنيها المهرجان والإيمان بأهدافه التي تلتقي مع عديد من أهدافها، مشيراً إلى أن كل جهد يصب في صالح الوطن والارتقاء به وبأبنائه فيجب المضي فيه قدماً مهما كانت العقبات والعراقيل. ولفت إلى أن اختيار فيلم «الرحلة إلى مكة» ليكون محور الافتتاح لما يحمله من رمزية على أن طريق الخير محفوف دوماً بالصعاب، ولا بد من تخطيها واحدة تلو الأخرى، مؤكداً على رسالة المهرجان السامية وأهدافه ورؤيته التي تنطلق من خصوصية المجتمع وتعبر عنه بأفلام نابعة من الوطن ذاته وليست وافدة عليه التي كتبها وصورها وأخرجها وجسَّدها سعوديون، لتحاكي وتعكس كل ما يعبر عن انتماء المواطن السعودي وخصوصيته وحبه لوطنه، ورغبته في المساهمة في هذا الوطن وفق طاقاته وإمكاناته، وهذا ما يقطع الطريق أمام الغزو الفكري الذي يطرق الأبواب بلا استئذان.
مشاركة :