بغداد -  وقعت الحكومة العراقية عقودا مع شركات إماراتية وصينية تنشط في مجال التنقيب عن النفط والغاز ينتظر أن ترفع معدل الإنتاج اليومي من النفط الخام إلى 250 ألف برميل وإلى أكثر من 800 مليون متر مكعب وفق ما أعلنه وزير النفط العراقي حيان عبدالغني. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء إن التوجه نحو استثمار الغاز المصاحب والغاز الطبيعي في البلاد "نابع من قناعة راسخة لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية التي تشكل محورا أساسيا في البرنامج الحكومي". وأضاف خلال كلمة ألقاها خلال حفل مراسم التوقيع النهائي على ستة عقود لتطوير حقول النفط والغاز الحدودية مع شركات صينية وإماراتية إن "تأخر تنفيذ جولة التراخيص الخامسة كبّد العراق خسائر كبيرة وأضرارا بيئية مؤسفة"، فيما شملت العقود حقولا نفطية وغازية حدودية موزعة على محافظات البصرة وميسان وديالى.  ووقعت شركة نفط الهلال ومقرها الإمارات ثلاثة عقود لتطوير حقول غاز طبيعي في محافظتي ديالى والبصرة بالعراق، حسبما أفاد مصدران حكوميان والشركة اليوم الثلاثاء. وأعلنت الشركة أنها ستطور حقلين في محافظة ديالى لإنتاج 250 مليون قدم مكعب قياسية يوميا من الغاز الطبيعي في غضون 18 شهرا لتزويد محطات الطاقة القريبة، مضيفة أنها تخطط لاستكشاف وتطوير منطقة ثالثة في محافظة البصرة لزيادة إمدادات النفط والغاز. كما تضمنت هذه العقود استكشاف وتطوير وإنتاج الرقعة الاستكشافية نفط خانة في محافظة ديالى وحقل الحويزة النفطي في محافظة ميسان مع شركة "جيو جيد" الصينية" وتطوير وإنتاج حقل السندباد في البصرة مع شركة "يو أي جي" الصينية. وتوقع وزير النفط حيان عبدالغني ارتفاع معدل إنتاج النفط الخام في البلاد إلى 250 ألف برميل بتنفيذ جولة التراخيص الحدودية الخامسة. وأضاف "لقد حرصت الحكومة على تفعيل عقود جولة التراخيص بعد أن تعطلت لمدة 5 سنوات لأسباب غير فنية وغير مهنية مما أدى إلى عدم تطوير الحقول الاستكشافية الحدودية، مؤكدا حرص الوزارة على مختلف أنواع الدعم للشركات الفائزة في هذه الجولة. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد قد صرّح في وقت سابق بأن معدلات الإنتاج اليومية المتوقعة من عقود جولة التراخيص الخامسة قد تصل إلى 1000 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم من الغاز المصاحب تضاف إليها كميات من النفط الخام في حدود 175 ألف برميل يوميا، مما سيسهم في تجهيز محطات توليد الطاقة الكهربائية بما نسبته 25 في المئة من احتياجات وزارة الكهرباء من الغاز يشار إلى أن جولة التراخيص الخامسة قد اصطدمت بعراقيل من طرف جهات سياسية، مما عطل تنفيذها مُخلفة خسائر للقطاع النفطي والغازي والاقتصاد العراقي، وفق ما ذكره مسؤولون بوزارة النفط. وكان وزير النفط العراقي قد شدد على أهمية التوقيع النهائي والتعجيل بتفعيل العقود من أجل مباشرة الشركات الفائزة بأعمال تطوير الحقول والرقع الاستكشافية الحدودية. وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والعراق 53 مليار دولار أميركي خلال عام 2022، فيما أكد السفير الصيني لدى بغداد تسوي وي في تصريح سابق بأن "العراق يعد أكبر دولة للجانب الصيني من حيث العقود وثاني شريك من حيث النفط الخام وحجم التبادل التجاري". وسبق أن دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع الصين، مشيرا إلى أن العراق يتطلع إلى "تعزيز الشراكة مع بكين ضمن مبادرة الحزام والطريق ومجالات الاستثمار والطاقة ومشاريع البنى التحتية". ونجحت الشركات الصينية في تأمين موطىء قدم بالعراق إذ استوردت الصين 27 في المئة من إجمالي النفط العراقي عام 2018 ودفعت 22 مليار دولار من إجمالي 83 مليارا من العائدات، فيما ارتفعت النسبة إلى نحو 44 في المئة العام الماضي محتلة المرتبة الأولى عالميا في طلب النفط العراقي.