القبلية والطائفية المقيتة

  • 2/2/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالعزيز محمد الروضان نحن اليوم ننعم في هذه البلاد المباركة بلحمة وطنية باركها وأثنى عليها ولاة الأمر في بلادنا ولا غرو في ذلك.. فالانتماء إلى هذا الوطن هو أمنية يتمناها كل من يدب على ثرى هذا الوطن، ولا تميز لأحد على أحد إلا بشيء واحد ألا وهو امتثال أمر الله والتقوى، وما سوى ذلك يجب ألا ينظر إليه بأي حال من الأحوال.. وقد عاشت هذه البلاد المباركة ردحاً من الزمن وهم يتفيأون ظل راية واحدة وسعت الجميع وما زال مجتمعنا على هذه الحال إلى اليوم، إلا أنه مع الأسف الشديد نسمع أحياناً أصواتاً تنبع منها رائحة نتنة، ونشازاً اجتماعياً مقيتاً يمقته الدين والأعراف.. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عنجهية من يحمل لواء مثل هذه التصرفات المقيتة. إنه لا فضل لأحد على أحد إلا بصالح الأعمال الدينية والدنيوية وما سوى ذلك سراب ليس بشيء. إن التميز ليس بحسن الأصل والنسب، بل إن المعيار الوحيد في التميز هو ذاك المعيار الذي نصبه الله لنا وهو معيار (التقوى) ويتوارى ما سواه.. فيقول الله تعالى في وحيه الطاهر «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وهذا رسول البشرية جميعاً صلوات الله وسلامه عليه قد عد التميز بالأنساب مثلباً جاهلياً ينخر في سفينة المجتمع البشري، وفي ذات السياق إن وضع أي اعتبار لأي أصل أو عرق هو من مقوضات المجتمعات البشرية. إن البشر جميعاً قد انحدروا من أب واحد وأم واحدة فكيف يسمو هذا على ذاك والحالة هذه؟! إن التفاخر بالأحساب والأنساب ظاهرة طارئة على المجتمع البشري لا سيما مجتمعاتنا العربية! إنه مع الأسف الشديد توجد في أسفار تراثنا العربي ممارسات مقيتة يجب علينا أن ننبذها وراء ظهورنا ونجعل ذاكرتنا تنساها فهي ممارسات تقوض سبل العيش بسلام بين البشر، ناهيكم عن كونها ممارسات يحاربها صميم الدين، فكم من دم سُفك من أجل نعرة قبلية! فإذا كنا نحارب الممارسات القبلية العقيمة فإنه كذلك يجدر بنا أن نحارب المذهبية والطائفية، ألسنا جميعاً نتوجه إلى قبلة واحدة ونمسك بكتاب واحد ونصلي ونسلم على رسول واحد؟؟ فلماذا يسود بيننا شعار الطائفية؟!! إني والله لآسف أن يكون هذا الدين يظهر اسمه عندنا ومضامينه ومبادئه تسود في العالم الغربي! أليس خليقاً بنا أن نكون منهم حالاً ونحن نملك كتاباً حمتنا تعاليمه من كل نشاز فكري؟ وبالمناسبة وأنا أكتب أفكار هذا الموضوع فإنه قفز إلى ذهني شيء مهم وهو أن الله تعالى لم يتنقص أحداً من البشر لكونه كذا أو كذا، بل إن الله تعالى ذهب يتنقص من لم يتأدب بآداب الدين وتنصل من حلية الأخلاق والمبادئ.. فإن كل إنسان خلا من مثل هذه الأشياء فإن الله لا يرضى بذلك، وذهب الله تعالى يمجد كل إنسان التزم بمبادئ هذا الدين مهما كان جنسه أو عرقه

مشاركة :