مسرح الرِّيف البحريني يعانق تجمع الفنانين العراقيين في بغداد

  • 2/21/2023
  • 17:13
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

واكب ـ علي باقر -; مملكة البحرين يحتاج أي مسرح يريد الابحارفي خضم الفنون بحثاً عن الجودة إلى فن التواصل مع المتنورين لاكتساب خبرات أكاديمية من أجل تطوير عروضه المسرحية وشخوصه الفنية والإدارية لكي يلمَّ بمهارات أساسية لاتقلُّ أهمية عن التفكير في سبل الانتشار بين جماهير مجتمعه في بلاده . ، فالتواصل هو السلوك المناسب و الراقي في أي مناسبة كانت رسمية أو يومية وهذا ما عبر عنه الدكتور المرحوم إبراهيم الفقي في حث إلانسان على جمع المعارف و العلوم من خلال التواصل و الاتصال بقوله : ” الاتصال كالوميض ، مها كان الليل مظلماً فهو يضيء أمامك الطريق دائماً ” فنحن بطيعتنا الإنسانية المدنية نحتاج للمحبة والتواد لنقل المعلومات و الأحاسيس والآراء إلى عدد كبير من المتعطشين لننهل منها من أجل التغيير للأفضل ، فهناك بلاشك قامات شامخة بفكرهم النير، ولهم خبراتهم يستخدمون الطرق المثلى في التعامل مع من حولهم يسعون لبناء علاقات إنسانية راقية أسسها الاحترام. حول ذلك التواصل المحمود الذي هدفه الإثراء وكسب الخبرات متخصصة في المجال الفني المسرحي لمسرح الريف بحثا عن القيمة التي ستنعش أعضاءه وستؤثر إيجابيا في العروض المسرحية كان لقائي الذي جمعني بالفنانين العراقيين خلال زيارتي إلى العاصمة العراقية ” بغداد ” ، ويرجع الفضل لهذه الزيارة الأخوية لقامتين  أكاديميتين من قامات العراق الفنية الشامخة في علوم الفنِّ المسرحي هما الدكتور عبدالكريم خنجر أستاذ المسرح الكوميدي و مسرح الشارع و الدكتورهيثم العامري أستاذ المسرح المدرسي وهما الأستاذان بكلية الفنون الجميلة اللذان قاما بالتنسيق لهذا اللقاء المثمر، وأنا  أشكرهما علي حفاوة الاستقبال و حسن الضيافة. كان موعد اللقاء الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة الموافق 20 يناير 2023 ، فقد تشرفت بلقاء قامتين من قامات العراق أيضاً ، وهما عضوان بارزان في مجلس إدارة تجمع الفنانين العراقيين بمنطقة ” الكرادة ” الدكتور محمد عباس اللامي رئيس مجلس الإدارة و الدكتور وليد فرمان أستاذ الموسيقى وقائد الأوكسترا والملحن والشاعر و المخرج المسرحي. سعدت كثيراً بهذا اللقاء الجميل الذي عرفني بإنجازات تجمع الفنانين العراقيين و اسهاماتهم في المجتمع العراقي في مجالات الفنون المختلفة من المسرح و التصوير الفوتوغرافي و الرسم التشكلي والذي واكب المحن التي مرَّت على العراق بل أثرت على شرايينه النابضة ، فأشار الإستاذ الدكتور محمد اللامي أن تلك الحالات المحزنة لم تفارق خيال الفنان العراقي بل دخلت عدسة الفنان الفوتوغرافي وطافت في جميع المحافظات لتسجل ألم الإنسان العراقي توثيقاً ، وقد أصدر كتاب يوثق بالصور حجم الدَّمار الذي استنزف عمر الإنسان العراقي باني النَّهضة ويرجع الفضل في التوثيق وخروج هذا الكتاب إلى النور لإحدى المؤسسات الخيرية المؤمنة بضرورة تسجيل هذه الفترة المحزنة التي مرت على العراق وهناك إصدارات للتجمع وثقت أعمال الفنانين العراقيين التشكيليين و أخرى في الموسيقى و المسرح ، وأوضح أن هذا اللقاء الأخوي بيننا و بتشريف فنان من مملكة البحرين ينتمي لمسرح الريف في مركز تجمعنا عزز صور التلاحم العربي وبناء جسوراً للمحبة بيننا كشعوب عربية ، وقد سبق أن إلتقينا بفنانين بحرينين في مناسبات فنية في بغداد ، فيسعدنا كثيراً هذا المساء أن نلتقي بالفنان علي باقر عضو اللجنة الإعلامية بمسرح الريف وأن هذه الزيارة الخاطفة تؤطر علاقات فنية مثمرة بين الفنانين العراقيين و الفنانين في مملكة البحرين عامة ومسرح الرِّيف بشكل خاص. وعن انطباعه حول اللقاء الذي جمعني بهم قال : ” هذا بطبع شرف بهي ملؤه السعادة و نحن نحتفي بالفنان علي باقر عضو اللجنة الإعلامية بمسرح الرِّيف ضيفاً عزيزاً ، فهو صاحب الضوء الفني الذي لايحيد عن خط الجمال ، إنه فنان ريفي بحريني دائماً ما يبحر في مكنونات المسرح ويتذوق جمالياته ، تشرفنا هذا المساء بلقائه وتبادلنا معه أطراف الحديث و امكانية تسيير العلاقات الثقافية و الفنية و المعرفية بين المؤسستين الفنيتين خصوصاً أن جمهورية العراق ومملكة البحرين وكل الدول الخليجية تربطنا بهم وشائج كبيرة و تمازج فني الذي هو بطبع يجعل البعيد جغرافياً قريباً ، إننا في حاجة ماسة للعمل الفني الإبداعي و الاشتغال على صعيد المسرح أو على صعيد الفنون التشكيلية أو الرسم الضوئي كالتصوير الفوتوغرافي و إعداد الورش و تنظيم المهرجانات. أما عن حديثي في بداية لقائي بهم نقلت تحيات الأستاذ الفنان عقيل الماجد رئيس مجلس إدارة مسرح الريف و أعضاء إدارته و كافة منتسبيه إلى جميع الفنانين العراقيين الذين ينتسبون لمركز تجمع الفنانين العراقيين هذا الصرح الفني الذي يجمعهم لتقديم أعمال فنية لها قيمة وجمال، كما عبّرتُ عن سعادتي و أنا في رحاب أساتذة العراقيين يدرسون مجمل الفنون الإنسانية و الثقافية ، فهم أكاديميون لهم مكانتهم و خبراتهم في مجال المسرح و الموسيقى و الفن التشكيلي و التصوير الفوتوغرافي ولهم صيتهم الفني أيضاً في بلدان أمتنا العربية. وفي حديث موجز عن مسرح الريف وانجازاته ذكرت لهم أن تأسيسه وإشهاره في بيئة ريفية يوم الثامن عشر من شهر يونيو 2005 ، وكان هذا مدخلا للتمازج الثقافي و الفني بين القرى و المدن وطني الحبيب مملكة البحرين و الحمد لله إننا فنانون في المسارح الخمسة أوال و الصواري و جلجامش و البيادر والريف نحظى بالترابط الفني الذي يشكل طيفاً جميلا متنوعاً في العروض المسرحية ، فكل مسرح له بصمته الخاصة و كلنا جسداً واحداً نتمازج فكريا و إداريا تحت في اتحاد جمعية المسرحيين البحرينين الذي من مهامه ودوره التنسيق و المتابعة و إقامة الورش الفنية و المهرجانات.تحت مظلة هيئة البحرين للثقافة والأثار. المسرح الريف يتجدد دائما في بناء عروضه المسرحية ذات قيمة فنية نهضوية واجتماعية متجددة لاركود فيها ، فمنذ التأسيس في عام 2000 اشتغل نشاطاً عبر مهرجان الريف المسرحي ، ثم تواصل عنفوانه بعد الإشهار في 2005 ، فقد أنتجنا عروضا مسرحية متنوعة ذات قيمة وجمال ، أختارمنها لضيق الوقت : مسرح الطفل ” فلة المسحورة ” ومسرح شعبي اجتماعي منه : غضب الدار ، البيت العود و مسرحية المطحون و المسرحية دبلومات و اللعبة ومسرحيات نوعية منها الكرسي ، المجهول ، الصفقة ، والمهاجر والزوابع ، و النهيج ومسرحية مكان ما  و المسار و احتجاج و الشريط و الطوامير و تجارب مسرحية منها السرير و شرخ في جدار الزمن . ومسرحيات كثيرة وشاركنا ببعض عروضنا المسرحية في مهرجانات عربية منها في المملكة الأردنية و دولة قطر و جمهورية السودان و المملكة العربية السعودية ، أما آخر المشاركات الخارجية كان في الثالث من شهر نوفمبر 2022 بمبادرة من فرقة دره بالمسرحية وادي معاول العمانية شاركنا بتجربة مسرحية مونودرامية بعنوان ” شَرخ في جدار الزَّمن ” عن قصة الدكتورة جميلة الوطني أعدها و أخرجها المخضرم الفنَّان محمد الحجيري قدمت على مسرح الجمعية العمانية للسينما و المسرح بسلطنة عمان وهذه التجربة أشاد بها العمانيون . فعجلة المسرح تدور ولازالت بخير و اليوم نفخر بطاقات الشباب المتوثب بعنفوانه واليوم يتصدى الفنان الجميل جاسم العالي مخرجاً لمسرحية ” التِّيه ” تأخذ لوناً جديداً بحسب ما قيل لي ” مسرح الشارع ” من تأليف الكاتب السعودي الفنان عباس حايك وتمثيل الفنانين الشباب عقيل الماجد و صادق عبد الرضا و علي بدر وعلي حسن قد خصص علي محسن مديراُ للانتاج و الفنان السنوغرافي حسن حمد للديكور. وفي وفقة إعلامية مع الفنان الموسيقار الدكتور وليد فرمان الأستاذ الجامع للثقافة العربية والفنية المتنوعة ، الحاصل على سبع شهادات أكاديمية ، فهو أستاذ المسرح وتأليف الموسيقي و المخرج و الكاتب وعضو الرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية في البلدان العربية و المتحدث الرسمي فيها. فقد أشاد أيضا باللقاء الأخوي وعبَّرعن الأحاديث الفنية التي تعكس الثقافة الفنية للمسرح البحريني و مسرح الريف بأنها نفحات عطرة قَدِمت من مملكة البحرين التي يكن لها العراقيون المحبة وقد جاءت لتضفي الجمال و الفرحة على العراقيين الذين يتعايشون نشوة الفرحة التي تركت أثراً طيبا في نفوسنا بفوزعراقنا الحبيب بالمركز الأول وحصول أبطالنا العراقيين على كأس الخليج في منافسات خليجي الخامس و العشرين في البصرة و الأجمل الذي نعتبره فضلا من الرَّب علينا أن تلتقي بإخواننا العرب الذين هم جذور لنا و نحن جذور لهم ، نأمل من الله أن تكون هذه اللقاءات معطرة ننتشي بها في السنوات القادمة ونجني منها الخير لبلدان أمتنا العربية و أن نحقق استثماراً إنسانياً بيئياً حقيقياً مشتركاً في كل شيء ، وأن هذه الفرحة في نفوسنا جميعاً تعدُّ تباشيراً تعلن بانتهاء الأيام السوداء التي لاتنتج خيراً للبلدان ، لذا فيجب أن نعوّل على ثقافة الإنسان الأصيلة و فنونه وعلى الرياضة  فكلهم مساحات محبة تجمع البشر بمختلف ثقافتهم على موائد مثمرة ، ولنمعن النظر إلى بصرة العراق خلال هذا الشهر فقد بدت نموذجاً كبيراً للتآخي الإنسان العراقي و التقائه بأخوته الأحباب هذا هو تجسيد لمعاني المحبة و الأخاء.

مشاركة :