أصبحت مسألة الأمن الغذائي مفصليّة، وتتسابق الدول في سرعة الوصول إلى اكتفاء ذاتي من الغذاء؛ لذا كانت دولة الإمارات، بتوجيهات من القيادة الرشيدة، أول مَن تنبّه لهذه المسألة، وكان لها السَّبق في استحداث منصب وزير دولة للأمن الغذائي والمائي، من أجل إجراء الأبحاث ووضع الخطط وتطبيق التقنيات الحديثة في هذا المجال. من هذا المنطلق، تمضي الإمارات في الاضطلاع بدورها الداعم، عبر جمع القائمين على مختلف القطاعات الحيوية، لمناقشة سبل استحداث الحلول والمنتجات والأُطر التنموية المستدامة، عن طريق تنظيم المعارض، مثل معرض «جلف فود دبي»، وهو الحدث الأهم على خريطة صناعة الغذاء العالمية، الذي يهدف إلى تعزيز سُبل التجارة والأعمال بين قطاعات هذا المجال. وبرغم الصراعات والأزمات التي أصابت سلاسل توريد الغذاء في العالم، وارتفعت بسببها تكاليف الإنتاج وأسعار المواد الغذائية، وتوقفت معها حركة الإنتاج للمواد الغذائية الاستراتيجية، فإن الإمارات تصدّرت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المؤشر العالمي للأمن الغذائي 2022، من خلال التعامل مع الأزمة المرتقبة بحكمة واحترافية. وجاء تشكيل «مجلس الإمارات للأمن الغذائي» لتعزيز منظومة حوكمة ملف الأمن الغذائي بين مختلف الجهات في الدولة، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، التي تهدف إلى أن تكون الإمارات الأفضل عالميّاً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، إضافةً إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وتحدّد عناصر سلّة الغذاء الوطنية. وفي هذا الإطار، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن «تسهيل تجارة الغذاء أولوية استراتيجية لدولة الإمارات، توظّف في سبيلها كل الإمكانات الممكنة ضمن أُطُر عمل مرنة وفعّالة.. ولدينا التزام أخلاقي تجاه العالم، لا ندّخر جهداً في الوفاء به، بالمشاركة في إنشاء وتطوير سلاسل إمداد فعّالة وعالية الكفاءة والاعتمادية، واستحداث أطر عمل تتّسم بالمرونة والقدرة على مواكبة المتغيرات، تسهم في تمكين وصول الشعوب بعدالة إلى الموارد الغذائية، وضمان استدامة إنتاج الأغذية وإيصالها إلى جميع أنحاء العالم». وأطلقت الإمارات أيضاً مشروعات عدّة للأمن الغذائي، منها: مزرعة القمح في منطقة مليحة، وكذلك منصة دبي لحالة المخزون الغذائي، و«تحدي تكنولوجيا الغذاء»، وهي مسابقة تهدف إلى ابتكار وتنفيذ حلول مستدامة لإنتاج وإدارة الغذاء في الدولة. مسؤولون دوليون واتحاديون واقتصاديون وبيئيون، أكدوا أن الأمن الغذائي في الإمارات مزدهر ولم يتوقف، وستظلّ منصات إنتاج الأغذية المحلية مضيئةً بكمياتها الوفيرة وأنواعها العديدة، لتوفير غذاء صحّي، وبأسعار مقبولة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :