المحكمة العليا الأميركية تبحث حصانة «عمالقة الإنترنت»

  • 2/23/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت المحكمة العليا الأميركية أولى جلستَيها للبحث في تأثير قانون يحمي منذ أكثر من ربع قرن شركات التكنولوجيا من الملاحقات على مضامين ينشرها مستخدموها، وقد يحدث قرارها ثورة في أوساط الإنترنت. وبدأ قضاة المحكمة التسعة، يوم الثلاثاء، البحث في نطاق هذا القانون الذي يقدّم منذ العام 1996 نوعاً من الحصانة للمنصات الإلكترونية. وهذه القضية مرتبطة بهجمات نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015 في باريس؛ إذ إنها نابعة من شكوى رفعها أقارب الشابة الأميركية نويمي غونزاليس التي قتلت مع 129 شخصاً في الاعتداءات، ضد غوغل، الشركة الأم لـ«يوتيوب»، يأخذون فيها عليها دعم بروز تنظيم داعش من خلال اقتراح مقاطع مصورة على بعض المستخدمين. واعتبر المدعون أنه «من خلال اقتراح مقاطع فيديو لتنظيم داعش لمستخدميها، ساعدت غوغل التنظيم في نشر رسائله، وبالتالي زودته دعماً مادياً». وسبق للمحاكم العادية أن رفضت هذه الشكوى مستندة إلى الباب 230 من قانون أقر عندما كان قطاع الإنترنت في طور الإنشاء، وأصبح منذ ذلك الحين أحد أسسه. وينص القرار على أن شركات قطاع التكنولوجيا لا يمكن أن تعتبر «محررة محتوى»، وتتمتع تالياً بحصانة قضائية على المضامين التي تبث عبر منصاتها. لكن في شكوى أقارب غونزاليس إلى المحكمة العليا، اعتبروا أن غوغل ليست «محرر محتوى» يحظى بحماية القانون؛ إذ إنها «أوصت» بمعاينة مقاطع مصورة لتنظيم داعش من خلال خوارزمياتها. وأوضحوا أنه «جرى اختيار المستخدمين الذين اقتُرح عليهم مشاهدة مقاطع فيديو لتنظيم داعش من خلال خوارزميات أنشأتها وأدارتها يوتيوب». ومن خلال موافقتها على النظر في القضية، رغم رفضها معظم القضايا المقدّمة، أشارت المحكمة العليا إلى أنها مستعدة لتغيير الاجتهادات القضائية... إلا أن هذا الاحتمال يثير قلق الأطراف الناشطة في هذا القطاع. وكتبت غوغل للمحكمة قائلة، إن «التوصيات التي تقدمها الخوارزميات تسمح بإيجاد إبر في أكبر كومة قش للبشرية»، طالبة منها «عدم إضعاف جزء مركزي من الإنترنت الحديث». وحذّرت مجموعة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» في وثيقة وجهتها إلى المحكمة، من «تعريض خدمات الإنترنت لملاحقات بسبب توصيات سيجعلها عرضة لشكاوى متواصلة». بالنسبة إليها، تستخدم التوصيات فقط لتنظيم المحتوى المنشور عبر الإنترنت، نافية أن يكون ذلك ناجماً عن عمل تحريري. وعقدت المحكمة العليا الأميركية جلسة ثانية، يوم الأربعاء؛ للنظر في ملف مرتبط، لكنه يطرح سؤالاً قانونياً مختلفاً: إذا لم يكن الباب 230 موجوداً، فهل يمكن إدانة المنصات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، حتى لو لم تقدم دعماً مباشراً لهجوم ما؟ ويفترض أن تصدر المحكمة قراريها قبل 30 يونيو (حزيران). وفي الماضي، أعرب الكثير من قضاة المحكمة العليا الأميركية عن رغبتهم في تعديل قراءة الباب 230 الذي يتزايد الجدل حوله في الساحة السياسية، حتى لو حالت الانقسامات الحزبية دون أي تطور تشريعي. وفي عام 2021، أعرب القاضي المحافظ كلارنس توماس عن أسفه لأن «المحاكم فسرت القانون بشكل فضفاض، ومنحت حصانة واسعة جداً لبعض أكبر الشركات في العالم»... لذلك يبدو من المرجح أن المحكمة العليا ستحرك الأمور بشكل أسرع من الكونغرس. لكن حالياً «لا أحد يعرف بالضبط كيف»، كما قال توم ويلر الخبير في مؤسسة بروكينغز للبحوث، وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «لهذا السبب من المهم أن نرى كيف ستجري الجلسة».

مشاركة :