الجزائر - أعلن مسؤول جزائري اليوم الخميس أن إنتاج بلاه من الغاز الطبيعي سيرتفع بنحو 10 مليارات متر مكعب اعتبارا من عام 2024، وفق ما نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية، فيما يزداد الطلب الأوروبي على غاز الجزائر التي تحولت إلى وجهة أساسية لعدد من المسؤولين الأوروبيين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وتقلص إمدادات الطاقة وانقطاعها على وقع العقوبات الغربية المسلطة على موسكو. وقال ميلود مجلد مدير الدراسات الاقتصادية والاستشراف بوزارة الطاقة والمناجم إن شركة المحروقات الحكومية "سوناطراك" وقعت في السنة الماضية عقودا مع شركات أجنبية لتطوير عدة مشاريع باستثمارات 6 مليارات دولار. وأشار إلى أن المشاريع سترفع إنتاج الجزائر من الغاز بمقدار عشرة مليارات متر مكعب بداية من العام المقبل، مضيفا "هذه الكميات الإضافية ستسمح بتلبية الطلب وخصوصا العقود الدولية"، أما بخصوص النفط الخام فسيرتفع الإنتاج بنحو 20 مليون طن مكافئ نفط ليصل إلى 210 ملايين طن. وتنتج الجزائر نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، تصدر منها 56 مليار متر مكعب، وتستهلك نحو 50 أخرى في السوق الداخلية والبقية يعاد ضخها في الآبار النفطية والغازية بهدف زيادة نسب الاسترجاع (رفع مردود الآبار). ووفق مجلد تعتزم الجزائر استثمار ما بين 20 و25 مليار دولار حتى 2035 لتطوير واستغلال الهيدروجين الأخضر، بما فيه نقله إلى أوروبا عبر إيطاليا من خلال خط أنابيب جديد. وتسعى السلطات الجزائرية إلى جلب استثمارات أجنبية لتطوير مشاريع نفطية وغازية وزيادة الإنتاج من خلال قانون محروقات جديد تقول إنه تضمن تحفيزات وتسهيلات عديدة. ووقعت "سوناطراك" سابقا عقودا لتوريد كميات إضافية من الغاز إلى إيطاليا تصل إلى 9 مليارات متر مكعب سنويا إضافة إلى تزويد سلوفينيا بالغاز لأول مرة منذ 2012 بكميات سنوية تفوق 300 مليون متر مكعب. وراجعت الشركة أسعار عقود توريد الغاز مع معظم شركائها في أوروبا وجرى رفعها لتتماشى مع واقع السوق الدولية، حسب ما أكده سابقا رئيسها التنفيذي توفيق حكار. وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خطي أنابيب، الأول "ترانسماد - إنريكو ماتاي" يصل إيطاليا عبر المتوسط مرورا بتونس والثاني "ميدغاز" يمر من الساحل الشمالي الغربي للبلاد مباشرة إلى ألميرية جنوب إسبانيا. ووقعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال زيارة أدتها إلى الجزائر في يناير/كانون الثاني مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اتفاقيات تجعل من إيطاليا مركزا لتوزيع الطاقة الجزائرية في أوروبا. وصرحت ميلوني حينها بأنه "في مواجهة أزمة الطاقة الكبيرة التي تشهدها أوروبا يمكن للجزائر أن تصبح رائدة في الإنتاج بشكل أكيد في أفريقيا ولكن ربّما في العالم. إيطاليا هي حتما بوابة الوصول إلى هذه الطاقة والإمدادات نحو أوروبا". كما جرت مفاوضات بين المجموعة الفرنسية "إنجي" ومسؤولين جزائريين من أجل زيادة بنحو 50 في المئة من الكميات المصدّرة، فيما أكدت وزارة الطاقة الفرنسية في بيان سابق أن هذه المحادثات "جزء من إستراتيجية الحكومة لتنويع واردات الغاز منذ عدة أشهر". ولئن تعتمد فرنسا على الطاقة النووية في إنتاج الجزء الأكبر من كهرباء بلادها، فإنها تظل أحد أهم زبائن الجزائر من الغاز المباع عبر السفن والشحنات بالإضافة إلى دول أخرى من بينها تركيا وإسبانيا في السابق وبعض الدول الآسيوية. ووقعت مجموعات" سوناطراك" الجزائرية و"إيني" الإيطالية و"أوكسيدنتال" الأميركية و"توتال" الفرنسية خلال الصيف الماضي عقدا ضخما على مدى 25 عاما بقيمة 4 مليارات دولار ينص على تقاسم إنتاج النفط والغاز في حقل جنوب شرقي الجزائر. الجزائر - عدلت ايطاليا بوصلتها صوب الجزائر بحثا عن بديل لإمدادات الغاز الروسية وسط توقعات بحرب طويلة تشنها موسكو على أوكرانيا وعقوبات غربية على روسيا قد تحدّ من تدفق الغاز الروسي على أوروبا أو قد يلجأ الكرملين لقطعه ردّا على الإجراءات العقابية الغربية. ووصل وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إلى الجزائر الاثنين للتباحث مع نظيره الجزائري في هذه المسألة واستكشاف إمكانية زيادة إمدادات الغاز من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا لتعويض تراجع محتمل من الجانب الروسي. وعلى جدول المحادثات "تعزيز التعاون الثنائي ولا سيما لتلبية حاجات أمن الطاقة الأوروبية في ضوء النزاع في أوكرانيا"، وفق ما غرد دي مايو بعد وقت قصير من وصوله إلى الجزائر العاصمة. وقامت روسيا بغزو أوكرانيا الخميس ما أثار صدمة في العالم وتسبب في فرض الغرب عقوبات اقتصادية على موسكو وارتفاع قياسي في أسعار الغاز التي زادت بنحو 135 بالمئة. وقال دي مايو للصحافيين في الجزائر "هدفنا هو حماية الشركات والعائلات الإيطالية من عواقب هذه الحرب الوحشية"، بدون إعطاء أرقام حول الزيادة المحتملة في شحنات الغاز من الجزائر. وأكد أن "الحكومة الإيطالية ملتزمة بزيادة إمدادات الطاقة وخاصة الغاز من مختلف الشركاء الدوليين" بما في ذلك الجزائر "التي لطالما كانت مزودا موثوقا". والجزائر هي ثاني مزود لإيطاليا بعد روسيا. وقالت شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك الأحد إنها مستعدة لتزويد أوروبا بالمزيد من الغاز لا سيما عبر نقله عبر خط أنابيب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا. وأعلن المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار أن "للمجموعة قدرة غير مستخدمة على خط أنابيب ترانسميد" والتي يمكن استخدامها "لزيادة الإمدادات إلى السوق الأوروبية". وأكد أن أوروبا هي "السوق الطبيعية المفضلة" للجزائر التي تساهم حاليا بنسبة 11 بالمئة من وارداتها من الغاز. ورافق دي مايو وفد يضم على وجه الخصوص كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية العملاقة والناشطة بقوة في الجزائر حيث أنها شريكة سوناطراك. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الجمعة إن إيطاليا تعتزم تنويع مصادر الطاقة لديها "في أسرع وقت" لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، معربا عن أسفه للخيارات السيئة السابقة. وإيطاليا التي تستورد نحو 95 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه، من أكثر الدول الأوروبية اعتمادا على الغاز الروسي. وقال دراغي إن حوالى 45 بالمئة من الغاز الذي تستورده شبه الجزيرة يأتي من روسيا، مضيفا أن بلاده قد تزيد شحناتها من الغاز من الجزائر، ولكن أيضا من أذربيجان وتونس وليبيا.
مشاركة :