دبي في 23 فبراير/ وام / كشفت القيادة العامة لشرطة دبي عن أجندة جلسات ومحاور القمة الشرطية العالمية 2023 في نسختها الثانية، التي تنظمها برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في مركز دبي التجاري العالمي، خلال الفترة من 7 حتى 9 مارس المقبل، بهدف تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين نخبة من قادة الشرطة والأمن، ووكالات إنفاذ القانون العالمية وخبرائها، ومناقشة أبرز التحديات العالمية في مكافحة الجريمة، وسبل تعزيز الأمان في المجتمعات. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته شرطة دبي اليوم في مختبر الابتكار بمقر القيادة العامة، بحضور سعادة اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة، وسعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام”، والعميد الشيخ محمد عبد الله المعلا، مدير الإدارة العامة للتميز والريادة، والعقيد دكتور عبد الرحمن المعمري، نائب مدير مركز حماية الدولي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وعدد من مديري الإدارات الفرعية والضباط والأفراد والإعلاميين. وفي مستهل حديثه، أكد سعادة اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، أن الجرائم المنظمة والعابرة للحدود، أصبحت تتخذ أشكالاً متعددة ومُستجدة، خاصة تلك التي تقترن بالتكنولوجيا، ويستغلها المجرمون للتخفي خلفها وتنفيذ جرائمهم وهم على بعد آلاف الأميال من الضحية، الأمر الذي يتطلب تدابير تصدٍّ فعالة ترتكز إلى تعزيز التعاون الدولي بين الأجهزة الشرطية والأمنية وأجهزة إنفاذ القانون، واستحداث قنوات تواصل سريعة ودقيقة للتعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وأشار اللواء العبيدلي إلى أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات اليوم باتت مصدر استغلال كبير للمجرمين، يستهدفون من خلالها، رفع قدرتهم الجنائية بعيداً عن الأساليب التقليدية، وإلحاق أكبر ضرر على الضحايا. وعليه، فإن التعاون الأمني العالمي أصبح مفهوماً مُلزماً وحتمياً لتتمكن الأجهزة الأمنية في مختلف دول العالم، من توحيد جهودها لمكافحة هذه المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، وتضييق الخناق عليهم بالتعاون الدولي وتبادل المعلومات. وقال " تحت مظلة وزارة الداخلية، نحرص على تعزيز جهودنا والتعاون والتنسيق مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية - الانتربول -، والتي تحتفل بعامها المائة هذا العام، على دعم جهودها الرامية لمكافحة الجرائم المنظمة والحد منها، والمساهمة بشكل أكبر في عمليات التنسيق والتواصل بين الأجهزة الشرطية الفاعلة في العالم". وأكد اللواء العبيدلي أن الخبراء والمختصين وقادة الشرطة سيبحثون خلال القمة الشرطية العالمية، أكثر الأساليب مرونة وابتكاراً في العمل الشرطي، سعياً خلف تطبيق أفضل الممارسات في مكافحة الجريمة، وذلك في إشارة إلى ضرورة المواكبة المستمرة لأساليب المجرمين الأكثر تطوراً، لاسيما مع استغلالهم لكل تقنية حديثة لتنفيذ جرائمهم، منتهكين قوانين الرقابة على الحدود بين الدول. وأوضح أن مؤتمر الابتكار والمرونة في العمل الشرطي، يتناول مواضيع شتى، منها أمن وسلامة الطرق، والابتكار والتكنولوجيا والعوامل المؤثرة في تبنيها عبر الأجهزة الشرطية العالمية، والمرونة التنظيمية، والتوازن بين الجنسين، وإدارة الجودة عبر تحسين قياس الأداء وتقييمه بما يضمن تتبع وتحليل القدرة التنافسية الشرطية بصورة فعالة. من جانبه، أكد العميد الشيخ محمد عبد الله المعلا، أن القمة الشرطية العالمية في نسختها الثانية، تأتي استكمالاً للنجاحات السابقة والمثمرة التي حققتها القمة في نسختها الأولى، ولتُضيف مُخرجات وشراكات أمنية جديدة وفعالة، تعزز استدامة تحقيق الأهداف المرجوة من تنظيم القمة الشرطية العالمية، ولتؤكد على الدور الريادي الذي تؤديه القيادة العامة لشرطة دبي تحت مظلة وزارة الداخلية في تعزيز الأمن محلياً وإقليمياً ودولياً. وفي ذات السياق، أوضح العميد المعلا أن أحد أوجه توظيف التكنولوجيا العصرية، الطائرات بدون طيار، والتي أصبحت بقدراتها المتقدمة اليوم أداة حاسمة في دعم جهود إنفاذ القانون بدءاً من عمليات الخطوط الأمامية وصولاً إلى المراقبة، ومساهمتها في عمليات المداهمة للفرق التخصصية، وفي المسوحات الأمنية، وتأمين الفعاليات، والاستجابة للبلاغات وغيرها من المهام الأمنية، مشيراً إلى عدد من التحديات التي ستتباحثها القمة، ومن ذلك أحدث التطورات في الأنظمة الجوية غير المأهولة، وتأثيرها على مهام الشرطة المختلفة، بما في ذلك الاستجابة للطوارئ والتحقيق في مسرح الجريمة. ولفت إلى دور الكلاب البوليسية في تعزيز عمل الشرطة الأمني، بوصفها أحد الأعمدة الرئيسية لدى نظام العمل الشرطي موضحاً أن المؤتمر في القمة سيستضيف كبار خبراء تدريب الكلاب من جميع أنحاء العالم، لمشاركة وعرض استراتيجيات التدريب وكيفية تنفيذها، بالإضافة إلى اكتساب رؤى جديدة حول أحدث التقنيات والابتكارات التي يمكن أن تحسن برامج تدريب الكلاب البوليسية، وتعزز حواسهم، وتدعم التربية السليمة للكلاب البوليسية. وأوضح أن القمة تضم ستة مؤتمرات، تتمثل في مؤتمر الابتكار والمرونة في العمل الشرطي، ومؤتمر علوم الأدلة الجنائية، ومؤتمر الحد من الجريمة، ومؤتمر مكافحة المخدرات، ومؤتمر الطائرات بدون طيار، ومؤتمر الكلاب البوليسية الدولي. كما ستضم القمة معرضاً دوليا يستعرض التقنيات الرائدة والتكنولوجيا المعززة للعمل الشرطي والأمني. من جانبه، أوضح العقيد عبد الرحمن شرف المعمري، أن مؤتمر مكافحة المخدرات، يؤكد ضرورة تعزيز جهود التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون وقوات الشرطة والحكومات ومنظمات الصحة العامة، لزيادة الوعي والحماية من الوقوع في فخ الإدمان كما يستضيف المؤتمر، أصحاب العلاقة من الخبراء والمختصين للتحاور والتباحث من خلال مناقشات رفيعة المستوى، حول تعقيدات تجارة المخدرات عبر مختلف الاقتصادات، واستكشاف برامج مبتكرة تهدف إلى زيادة وعي المجتمع بمخاطر المؤثرات العقلية، ومعالجة الإدمان، ودعم برامج إعادة التأهيل. وكشف، المقدم مهندس عبد الله ثاني الفلاسي، مدير إدارة حوادث السير في الإدارة العامة للمرور، أن المنظمة الأوروبية لشرطة الطرق “الرودبول”، تعقد اجتماعاتها ولأول مرة خارج أوروبا، وهنا في دبي، وبالتزامن مع القمة الشرطية العالمية، وذلك في الفترة من 4 حتى 6 مارس المقبل، وسيضم الاجتماع مجلس المنظمة الأوروبية لشرطة الطرق وأعضائه من ضباط شرطة المرور من مختلف الدول الأوروبية، وفرق العمل المختصة بعمليات وتقنيات سلامة وأمن الطرق، لمناقشة سبل خفض الوفيات والإصابات الخطيرة على الطرق في أوروبا. وأكد أن الهدف من استضافة اجتماعات المنظمة الأوروبية لشرطة الطرق، يتمثل في الاستفادة من خبراتهم المرورية، والخطط الاستراتيجية الشاملة التي يطلقونها على مستوى أوروبا في مجالات ضبط أمن الطرق والتوعية، والتقنيات المرورية والمشاريع المشتركة بين الدول التي تعد نموذجاً رائداً يمكن الاستفادة منه، إلى جانب تبادل الخبرات وتكوين الشراكات مع الخبراء العالميين في مختلف المجالات المرورية. كما أكد المقدم الفلاسي أن القيادة العامة لشرطة دبي تدعم التوجهات الحكومية في تعزيز أمن وسلامة الطرق، وذلك عن طريق تنفيذ مبادرات ومشاريع تسهم في رفع مستوى السلامة على الطرق، وأبرزها الاستثمار في الموارد التقنية والبشرية وتوظيفها في مراقبة وضبط أمن الطرق، إلى جانب تعزيز الحملات التوعوية والتثقيفية بين مستخدمي الطريق حفاظا على سلامتهم. وأشار إلى أهمية تعزيز التكامل ضمن منظومة العمل الحكومي بالتعاون مع الشركاء، وفي مقدمتهم هيئة الطرق والمواصلات، لترسيخ أمن وسلامة الطرق، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص، للخروج بمبادرات ومشاريع مشتركة تسهم في تقليل الوفيات والحوادث المرورية، ومن ضمنها استحداث جائزة التميز لقطاع توصيل الطلبات، وذلك تنفيذاً لاستراتيجية السلامة المرورية لإمارة دبي في تعزيز السلامة في نشاط توصيل الطلبات بالدراجات النارية. من جانبه، أوضح المقدم راشد المعيني، نائب مدير إدارة الحد من الجريمة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، أن مؤتمر الحد من الجريمة، يبحث الأولويات العاجلة التي تواجه قوات الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون في أعقاب تغيّر أشكال الجريمة، وتوافر التقنيات المتطورة وسهولة الوصول إليها، وتغيّر الدوافع الإجرامية. كما يتطرق المؤتمر إلى أحدث التقنيات وأساليب مكافحة الجريمة، بما في ذلك المختصة بالعدالة الجنائية والجرائم المالية ومكافحة غسل الأموال والجرائم الإلكترونية، الأمر الذي يسهّل تطوير استراتيجيات حماية مستقبلية لتعزيز السلامة العامّة. وبين الرائد دكتور خبير راشد المنصوري، من الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلوم الجريمة، أن العلوم الجنائية تلعب دوراً حاسماً في إحداث تقدم في العديد من القطاعات، بما في ذلك إنفاذ القانون. وتعزيز القدرات العلمية والمعرفية لخبراء العلوم الجنائية، وهو ما يعد أمراً جوهريا لتمكينهم من التعرف السريع على المجرمين ودوافعهم. ويستضيف مؤتمر العلوم الجنائية، الخبراء والعلماء والباحثين الدوليين، لعرض أحدث المستجدات العلمية والتقنية في هذا المجال، ومن ذلك، التحقيق في مسرح الجريمة، وتحليل الأدلة، وتحديد الهوية الجنائية، والادعاء من قبل النيابة العامّة. وأوضحت الرائد خبير عنود السعدي، رئيس المجلس النسائي لشرطة دبي، أن القمة تنعقد بالتزامن مع يوم المرأة العالمي الموافق 8 مارس من كل عام، ووفقاً لشعار منظمة الأمم المتحدة هذا العام "الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين"، فإن شرطة دبي حققت نقلة نوعية وكبيرة في تمكين عناصرها النسائية في العمل الشرطي، عبر توفير كافة المقومات الداعمة لأداء مهامهن الأمنية المختلفة. ويحرص المجلس النسائي، وبتوجيهات ومتابعة من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، على تعزيز الممكنات في بيئة عملهن، ليتمكن من الإبداع والابتكار والمساهمة إلى جانب أخيها الرجل في تحقيق النهضة الشاملة في الدولة. وأكدت أن المجلس قطع أشواطاً كبيرة في المساواة بين الجنسين، وتمكن من الفوز بجائزة تحدي المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM عن فئة "التنوع والاندماج والمساواة بين الجنسين لعام ٢٠٢١"، وذلك عن المبادرات التي قدمها المجلس، وساهمت في تمكين وتعزيز دور المرأة الإماراتية واندماجها في العمل الشرطي على صعيد العمل الأمني وإسعاد المجتمع، إلى جانب ما حققه المجلس من إنجازات نوعية ساهمت في تولي المرأة للعديد من المهام والعمل في مختلف التخصصات العلمية على مستوى شرطة دبي. وبيّنت أن القمة ستشهد مشاركة من 48 عنصراً نسائيا من مختلف القيادات الشرطية على مستوى العالم، للمشاركة بعلومهن ومعارفهم وأبحاثهن ضمن جلسات ومحاور القمة. وعلى هامش المؤتمر، أكد سعادة اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، أن توثيق العلاقات الدولية بين أجهزة إنفاذ القانون في العالم، وتعزيز شبكات الاتصال وآليات التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين القيادات الشرطية، عمليات جوهرية تستند إليها الدول بشكل رئيسي ضمن جهودها لمكافحة جرائم الاتجار بالمخدرات غير المشروعة وتهريبها والترويج لها. وصرح اللواء المنصوري، أن المنظمات الضليعة في الاتجار بالمخدرات، يستحدثون على الدوام أساليب متباينة في مُكرها، بعضها شديد التعقيد، والبعض الآخر شديد اللالتواء لكنه أكثر أمانا، في سبيل تهريب بضائعهم غير المشروعة، والترويج لآفة مدمرة للبشرية، لافتاً إلى أن أحد الأساليب الحديثة لتهريب المخدرات في الآونة الأخيرة، يتمثل في إدخال المخدرات بحالتها الفيزيائية السائلة، ثم تحويلها إلى الحالة الصلبة للبدء في بيعها للمدمنين. وأكد أهمية تنظيم وعقد مؤتمرات إقليمية وعالمية، أسوة بالقمة الشرطية العالمية، في سبيل بحث قضايا مكافحة المخدرات، وتعزيز التعاون والتنسيق الدولي بين القيادات الشرطية وأجهزة إنفاذ القانون بقيادة منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول"، وقوفاً على حجم التجارة غير المشروعة، وتحركات المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، والكشف عن أساليبهم في التهريب والترويج والصناعة، وصولاً إلى تعاون دولي محكم فعال للتضييق عليهم والحد من تجارتهم. وثمرة للتعاون الدولي خلال السنوات الثلاث الماضية، كشف اللواء خليل المنصوري عن تمرير القيادة العامة لشرطة دبي لـ653 معلومة مهمة لـ43 دولة، بالتعاون مع ضباط الارتباط، الأمر الذي أسهم في ضبط 209 متهماً دولياً، بإجمالي كميات مضبوطة بلغت 12 طناً و773 كيلوغراماً، وبقيمة سوقية بلغت 143 مليوناً و391 ألفاً و610 دراهم. ولفت إلى عدد من القضايا الدولية التي ساهمت من خلالها شرطة دبي في الكشف عن مخططات لتهريب وتوزيع المخدرات في عدد من الدول، ضارباً المثل بتعاون شرطة دبي مع السلطات الكندية، والذي أسفر عن ضبط الأخيرة لكمية ضخمة من المخدرات بلغت 2 طن و500 كيلوغرام من الأفيون، بقيمة مادية تجاوزت الـ50 مليون دولار كندي، مُخبأة في 19 حاوية شحن بحرية، مؤكداً أن توحيد الجهود الدولية، وتعزيز شبكات الاتصال بين أجهزة إنفاذ القانون في العالم، هو السبيل الوحيد لمكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود، وهو ما يمكن العمل عليه بقوة خلال القمة الشرطية العالمية 2023.
مشاركة :