السويداء، سوريا 23 فبراير 2023 (شينخوا) "أنتم بين أهلكم وبيوتنا على حسابكم" بهذه العبارات استهل الشيخ أحسان سليم حديثه لبعض الأسر المتضررة من الزلزال الذي ضرب عدة محافظات سورية يوم 6 فبراير الجاري، والتي انتقلت إلى محافظة السويداء جنوب سوريا لتستقر هنا، بعيدا عن الحزن والأسى الذي رافقها أثناء وقوع الزلزال. ويتسابق الأهالي في محافظة السويداء بعد أيام من وصول عدد من العائلات المتضررة من الزلزال إلى عدة قرى وبلدات بأرياف بتلك المحافظة، لتقديم العديد من المبادرات الأهلية والمجتمعية، بما يشمل المسكن والطعام وكل ما تحتاجه تلك الأسر وفق الإمكانيات المتاحة. واليوم في مدينة السويداء، انطلقت مبادرة تحت عنوان "من الأهل إلى الأهل" لتقديم وجبات غذائية إلى تلك الأسر المتضررة من الزلزال التي انتقلت إلى المحافظة هربا من أعمال العنف خلال سنوات الحرب التي شهدتها البلاد منذ عام 2011، وبغية تخفيف هول الكارثة واللحظات الصعبة التي عاشتها أثناء وقوع الزلزال، والتي تركت اثرا سلبيا في نفوس الصغار قبل الكبار. وقال الشيخ أحسان سليم، البالغ من العمر 56 عاما، والذي كان يرتدي الزي الشعبي الأسود اللون لتلك المحافظة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نرحب بهم، فهم في بيوتهم ومنازلهم، وأهالي المحافظة كلهم هم الحضن الدافئ لتلك الأسر المنكوبة بالزلزال". وتابع قائلا "إن المبادرة الأهلية والمجتمعية المُقدمة اليوم، تكون لكل الأسر التي جاءت من عدة محافظات سورية،" مؤكدا على أهمية استمرار هذه المبادرات لأهميتها في مثل هذه ظروف. وبدوره، قال الشيخ حسن، وهو شيخ يبلغ من العمر 80 عاما، كان يقف بالقرب من قدر كبير مملوء بالرز واللحم والخضار "نحن هنا من أجل الترحيب بالضيوف الكرام الذين جاءوا من عدة محافظات، ولنقول لهم أنتم بين أهلكم". ومن جانبها، أشارت رغدة الغوثاني، عضو المكتب التنفيذي لقطاع الإغاثة والايواء في محافظة السويداء، إلى أنه منذ اليوم الأول من وقوع الزلزال حتى الآن، وفد إلى المحافظة أكثر من 205 أشخاص من محافظات حلب واللاذقية وادلب وحماة، موضحة أن الأغلبية كانوا من محافظة حلب. وقالت الغوثاني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "تم تأمين، بالتنسيق مع المجتمع المحلي، أماكن سكن تلك العائلات المتضررة بشكل مجاني،" مؤكدة على أنه تم تقديم مساعدات الاغاثة، بما يشمل فرشات وبطانيات لتلك العائلات. ولفتت إلى أنه تم تقديم أكثر من 600 وجبة طعام إلى الأسر المتضررة والوافدة إلى السويداء جراء الزلزال والحرب التي شهدتها سوريا منذ عام 2011. ومن جانبه، عبر الشيخ يوسف جربوع، عن سروره لتلك المبادرات التي تعبر عن لحمة الأسر في كل الجغرافيا السورية. وقال الشيخ جربوع لـ ((شينخوا)) "بعد وقوع الكارثة الطبيعية في عدة محافظات سورية، لاحظنا النخوة والغيرة التي أتت من كل المحافظات السورية، والتي أكدت بدورها على أن سوريا ككل نسيج واحد في وطن واحد،" مؤكدا على أن هذه الكارثة جمعت كلمة السوريين على حد سواء، وكان هناك حافز كبير لدى الأهالي لتقديم المساعدة لتلك المحافظات المتضررة. وأضاف أن "هذه المبادرات التي نراها منذ عدة أيام، إن دلت على شيء، فتدل على تكاتف الناس مع بعضهم البعض، وخاصة في المحن والكوارث". وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة السورية، بعد أسبوع من وقوع الزلزال، أن الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا وصلت إلى 1414 ضحية، فيما بلغ عدد الجرحى 2357. وجدير بالذكر أن إحصائيات الوزارة لا تشمل سوى ضحايا الزلزال في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وفي غضون ذلك، أظهرت آخر الإحصائيات الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الزلزال أدى إلى مصرع حوالي 7000 شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وتلك التي تُسيطر عليها المعارضة.
مشاركة :