3 دراسات تعاين تجارب المكرمين في «الشارقة للشعر الشعبي»

  • 2/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي استضاف قصر الثقافة صباح أمس ثلاثة باحثين في ندوة حول الشعراء المكرمين في المهرجان، شارك فيها كل من الباحثين: علي العبدان، وخالد الظنحاني، وميرا القاسم. واستعرض كل واحد من المشاركين تجربة أحد الشعراء المكرمين، حيث قدم العبدان ورقة بحثية حول الشاعر سالم بو جمهور القبيسي، وطرح الظنحاني دراسة مكثفة حول الشاعر مصبح بن علي الكعبي، فيما جاءت دراسة القاسم حول الشاعرة شيخة الجابري. واستهل الندوة علي العبدان باستعراض السمات الأسلوبية لبو جمهور، بعد أن قدم مختصراً في سيرته الذاتية، فقال: الشاعر سالم بن جمهور القبيسي من مواليد عام 1962 في أبو ظبي، صدر له العديد من الدواوين منها: جسر الزجاج، وعلى السيكل، وملاعب البالون، والفن والهارب وغيرها من المجموعات. وبيّن أن تجربة بو جمهور الشعرية تتشكل في سياق متكامل بدأ بالتقليدية والرومانسية وصولاً إلى الواقعية والرمزية، موضحاً أن ذلك يتجلى في عموم تجربته، ويمكن للمتتبع لإصداراته التي كان آخرها عام 2005 الوقوف عند الشوط الطويل الذي قطعه بو جمهور في القصيدة. ودرس العبدان السمات الأسلوبية والفنية لتجربة بو جمهور بقوله: يمكن تلمس عدد من الخصائص التي يتشكل منها الفضاء الشعري لبو جمهور، إذ يجد الباحث سمات واضحة متعددة، أبرزها التنوع والثراء على صعيد الموضوع، حيث جاءت قصائده موزعة بين النقد الاجتماعي، والأخلاقي، وقصائد الشكوى واللوم، إضافة إلى الغزل، والعتاب، والوصف، كما يعثر الباحث على غنى في الأغراض وتنوع في الأساليب. وأضاف: تمتاز قصيدة الشاعر بقدرتها على توظيف اللغة المعاصرة وما تشتمل عليه من رموز ذات أصول أجنبية، واشتغال على مسرحة القصيدة وتوظيف الجانب القصصي في بناء نصه الشعري، إلى جانب نزوحه في بعض القصائد إلى الأسلوب فوق الواقعي الذي يشبه في صيغته الأسلوب السيريالي. بدوره أعاد خالد الظنحاني تجربة الشاعر مصبح الكعبي إلى جذورها المرتبطة بتاريخ عائلته، وأكد أنه ينتمي إلى عائلة عربية عرفت بشعرائها، موضحاً أن مصبح نشأ في بيت مثقف محب للعلم، وتعلم الشعر في كنف عائلته، ليصبح واحداً من الأسماء اللامعة في المشهد الشعري الإماراتي والعربي في القصيدة الشعبية. وبيّن أن الكعبي ولد في عجمان وأكمل دراسته في التاريخ، وبدأ مشواره الإبداعي من خلال تجربة لافتة، فنال حضوراً مميزاً نال عليه الكثير من الألقاب كان أهمها في ملتقى دبي للشعر الشعبي حيث لقب بفيلسوف القصيدة الشعبية. وقسّم الظنحاني دراسته في أربعة محاور، هي: حياته، وفلسفته، وجماليات قصيدته، ونماذج من شعره، حيث أوضح أن الركائز التي ينطلق منها الكعبي عديدة أبرزها أن الشاعر له دور في حفظ الهوية والموروث الشعبي، ويعتبر رسالة سامية، وأن الشاعر هو أكثر من يملك الأدوات لإيصال رسالته إلى محيطه وأهله ومجتمعه. وحول السمات الأسلوبية أكد أن الكعبي استطاع توظيف اليومي بصورة عميقة، وشكل هوية شعرية في استخدامه للقاموس من المفردات ذات الدلالات التاريخية، حيث استفاد من دراسته للتاريخ، فظهرت في قصائده مفردات مثل، عشتار، وحدائق بابل، وهاروت، وغيرها من المفردات. أما ميرا القاسم فتوقفت عند تجربة الجابري، مشيرة إلى أنها تعد من الأسماء البارزة في الوسط الشعري، وتشكل حضورها على أكثر من مستوى، وتركت بصمة لافتة في القصيدة الشعبية، وفي اهتمامها بالتراث الشعبي الإماراتي. وبيّنت أن شيخة الجابري ولدت في بيت محب للعلم والشعر وكان هو ركيزتها التي تعود إليها في بناء نصوصها الشعرية، فظلت قصائدها متدفقة مشغولة برهافة وإحساس عالٍ، وقالت القاسم أطلت الشاعرة الجابري على المشهد الشعري المحلي بعدد من القصائد المنشورة في الملاحق الثقافية، والمجلات المتخصصة، حتى صارت اسماً معروفاً، فباتت تدعى إلى الأمسيات والمهرجانات، وشكلت بذلك نقلة جعلت منها اسماً في صدارة المكرمات على صعيد الحركة الشعرية النسوية في الإمارات. واعتبرت القاسم أن الجابري ظلت مطالبة بإصدار مجموعة شعرية لأعمالها، وكانت تؤجل ذلك، وتنشغل بالتراث، إلى أن أعلنت عن تجربة حداثية في القصيدة الإماراتية عبر مجموعتها التي حملت عنوان يمكن، وفي هذا الديوان تم تصنيف قصائدها ضمن مسمى الشعر الحر، مشكلة بذلك صوتها الخاص الذي يؤمن بالشعر من دون اعتبارات الشكل أو القالب الذي يخرج فيه. واختتمت الأمسية بتكريم مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي راشد شرار للشعراء والباحثين المشاركين في الندوة، حيث سلمهم شهادات ودروع المهرجان.

مشاركة :