ليلة شعرية حسانية في «ملتقى الشارقة للشعر الشعبي»

  • 5/30/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء الخميس في قصر الثقافة أمسية (شعراء من موريتانيا) وذلك في إطار برنامجها الشهري ملتقى الشارقة للشعر الشعبي، وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، واشترك في الأمسية خمسة شعراء هم أتقانا ولد النامي والدوه ولد بنيوك ومنير ولد إخليه وأفلواط ولد الداهي وحسني ولد شاش، وقدم الباحث محمد الأمين محمد المختار ورقة تعريفية عن الشعر الحسّاني، وأدار الأمسية الزميل محمد ولد محمد سالم. في المدخل التعريفي الذي بدأت به الأمسية قال محمد الأمين محمد المختار إن الشعر الشعبي في موريتانيا يعرف بالشعر الحساني، نسبة إلى قبائل بني حسان العربية الهلالية، التي استقرت في المنطقة منذ القرن الحادي عشر الهجري، ونشرت اللغة العربية في شكل اللهجة الحسانية، وتطلق هذا الشعر أيضاً تسمية بلِغْن - أي الغناء - نظراً للتلازم الحاصل بينه وبين مقامات الغناء والموسيقى الحسانية، لدرجة أنه لا يستحسن إنشاده إلا وفقاً لأحد تلك المقامات، شأنه في ذلك شأن الشعر العربي الفصيح قديماً. وأضاف الأمين أن أغلب الباحثين يرجعون نشأة الشعر الشعبي الحسّاني إلى التأثر بالرافد الأندلسي؛ في شكل الموشحات الأندلسية، التي هي أيضاً نمط شعبي متقدم من الشعر العربي، وهي تشبه الشعر الحساني في نظام التقفية والأشطار، ومن الطريف أن الشطر من الشعر الحساني يسمى التافلويت، وهو اسم الأمير الأندلسي ابن تافلويت الذي مُدح بالكثير من الموشحات. وعن أوزانه قال الأمين: إن الشعر الحسّاني يخضع لنظام عروضي منضبط، ويسمى البحرُ في الشعر الحساني بالبتّ، (من البيت الشعري)، وتعتمد أوزان هذا الشعر على نظام المقاطع (المتحرك والساكن)، ذلك أن نوع البحر أو البتّ يحدد من خلال عدد المتحركات في الشطر الواحد التافلويت.. حيث تحسب المتحركات بغض النظر عن عدد السواكن التي تتخللها، بيد أن السواكن تلعب دوراً في تحديد ماهية بعض لبتوتَة من حيث توالي ساكنين مثلاً، أو موقعهما في داخل الشطر التافلويت. وأضاف أن البتوتة - جمع بتّ - تبدأ مِن بت واحد إلى بتّ ثمانية، وهو المسمى لِبْتِيْت التامّ، على تفاوتٍ كبيرٍ في درجة استعمال كل نوع، حيث إن بعضها مهجورٌ أصلاً، وبعضها قوي الحضور. وأتبعت المداخلة بقراءات الشعراء، فقرأ الشاعر أتقانا ولد النامي عدة قصائد جال فيها بين موضوعات الوطن وفلسطين والغزل ومدح الرسول (ص)، وهو شاعر متدفق الأسلوب، غزير المعنى، ومما قرأه قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عرفانا بما قدمه للثقافة العربية ولموريتانيا بشكل خاص، يقول فيها: أًمْسَلمْ أعل الدكتور سلطانْ ابن محمد فارسْ الشان القاسمي نوّارةْ أزْمانْ السلامْ أعليه أسلامْ مرغوب أسلام أعلَ سلطانْ الأعيانْ أسلام أعل سلطان لقلوب أسلام أعل فتى الفتيان أسلام أعل تاليفْ لكتوب تاليفْ لكتوب أفكلْ ميدان مَعْرٍفَه: كيفْ تاريخْ شعوب والعلم والبحث ألفيهْ بيان سليس أوفيه سلاست أسلوب بدوره قرأ الشاعر الدوه ولد بنيوك عدة قصائد حضر فيها الوطن والفخر والغزل، وحيا فيها الإمارات، وجمع في قراءته بين الأسلوب الحديث والإيقاعات القديمة، وفي قصيدة عزت بلادي يقول: عزّتْ بلادي رشّْ رشّْ جدبْ البالْ ايلين انْتْعش عزتْ بلادي ضَيْ خش بالي غيّرْ تخمامي حلمي لكبير الفيه عشْ ت احلى في الوهمْ احلامي عزت بلادي حق مش روع اُولاهُمُ طامي تمشي فَاعظامي كيف مشْ يْ المَ في عْروك الظامي الشاعر أُفَلْواط بن محمد عبد الله بدأ في قراءاته طويل النفس جيد السبك، وقد نوع بين موضوعات الوطن والغزل الدعوة للسلام بين الشعوب، يقول من قصيدة شنقيط فى مواجهة الاستعمار: الاسْتِعْمَارْ امْنَيْنْ الْ جانَ قَاوِمْنَاه ابْلقلمْ والسّيفْ والْبَسَالَه يَوْمْ الْقانَ والْقِتَالْ أقَبالْ الْعَنِيفْ والْعزْمْ ؤرَفْضْ الْخِياّنِه واخْنَقْناهْ إلَ كادْ إجيفْ ما خليْنا لُ مَكَانَه أُ حاربْناهْ افْ لمْدنْ والريفْ ؤُ لا قَطْ أدْخلْ ظِلْ امْعانَ مارَ ماهُ لَهِيبْ الصّيْفْ قصائد الشاعر منير ولد إخيليه تجول فيها بين الغزل والنقد الاجتماعي، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي شعره سلاسة وقرب مأخذ، يقول في الغزل: يآنا طاري لكْ يمْ أحسنْ ما تتْعلَّمْ بيهْ، أُ لا تتْخَمَّمْ فيهْ تْحَرَّكْ ساكنْ ولا تيتْ تْبلّْ قْلمْ فيهْ، أُ معْنى ذاكْ انْ ذَا اليمّْ احْسنْ تفْهمْ عنُّ ماهُ ماكنْ الشاعر حسني ولد شاش تجول بدوره بين موضوعات الغزل والوطن ومدح الرسول ص وفلسطين، وأهدى مقطوعة إلى الشارقة، وهو شاعر طويل النفس بديع التصوير، يقول من قصيدة فلسطين: فلسطينْ اَحزانِكْ في الروح اتْصابحْ شنقيطِ وتْروح اَحزانكْ في المُحيطْ تْنوحْ أ في الشعبْ اَحزانكْ والعَلَمْ واَحزانكْ في النخلَه واللوحْ وفي الدواةْ تْنوحْ أ ُلِقْلمْ أ ذوكْ العِلْبْ الواكفْ مَجروح فْ بَلُّ ذاكْ أ مِتْألّمْ لُكانْ إقَدّْ إبوحْ إبوحْ يغيرْ اَلاّ ما يتكلمْ .

مشاركة :