التضخم الاقتصادي كلمة تقشعر لها أبدان الاقتصاديين، ومبعث قلق للعديد من السياسيين والحكومات في كل مكان. في هذا التقرير نناقش ماهية التضخم، وكيف يؤثر على الأعمال التجارية سلبًا وإيجابًا، ونقدم أهم النصائح لكيفية إدارة التضخم في عام 2023. ما هو التضخم؟ يحدث التضخم، في أبسط صوره، عندما ترتفع أسعار السلع والخدمات والإيجارات وغير ذلك. عندما ترتفع التكلفة، تقل قدرتك على شراء الأشياء (أو قوتك الشرائية، على حد تعبير الاقتصاديين). ستجد أن النقود التي تحملها في جيبك ستشتري لك كمية أقل من المعتاد من سلعة ما. فمثلًا إن كان معك ورقة بعشرة دولارات، قد تحصل على شطيرة ومشروب غازي (إذا كنت محظوظًا). ولكن في عام 1960، كانت 10 دولارات ستشتري أكثر من ذلك بكثير. (في الواقع، تبلغ قيمتها حوالي 100 دولار أمريكي نقدًا اليوم!). تأثير التضخم على الشركات الصغيرة - بطبيعة الحال، فإن فكرة التضخم هي فكرة مخيفة للشركات؛ خاصة الشركات الصغيرة التي تحاول أن تجد موطئ قدم لها في السوق. - فالتضخم لا يعني فقط مبيعات أقل (حيث يعاني عملاؤك مع زيادة تكاليف المعيشة)، بل يعني أيضًا زيادة النفقات العامة وتكاليف الموظفين، وبالتالي الحد من أرباحك. - بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الشركات التي تبيع المنتجات والخدمات غير الأساسية، سوف تتأثر بالتضخم أكثر من غيرها. - لكن الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد؛ لأن تأثير التضخم على الأنشطة التجارية ليس سيئًا بالكامل - ويمكن في الواقع أن يؤتي ثماره للشركات الصغيرة. الجانب السلبي للتضخم يمكن أن يؤثر التضخم سلبًا على الشركات الصغيرة بعدة طرق، بما في ذلك: - انخفاض المبيعات: مع انخفاض القوة الشرائية للأفراد، قد ينخفض أيضًا إنفاقهم، مما يعني، على الأرجح، مبيعات أقل لنشاطك التجاري. - تكاليف أعلى: مع انخفاض المبيعات سترتفع تكاليفك - بالنسبة للمخزون ومصاريف إيجار متجرك وغير ذلك. - نقص المنتجات وتعطّل سلسلة التوريد: مع محاولة العديد من الشركات خفض التكاليف من خلال التنافس على أرخص المواد، فإن النقص - وما يرتبط به من مشكلات في سلسلة التوريد - سوف يزيد. - زيادة تكلفة الاقتراض: غالبًا ما تؤدي ضغوط التضخم إلى قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، مما يجعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة. - تكاليف الموظفين المرتفعة: قد يطلب الموظفون، الذين تواجه قوتهم الشرائية تدهورًا أيضًا، رواتب أعلى لمواكبة ذلك - وهذا قرار صعب عليك اتخاذه. الجانب الإيجابي للتضخم ومع ذلك، فإن التضخم لا يخلو من تأثيرات إيجابية للشركات الصغيرة وهي تشمل: - زيادة الأسعار تعزز الأرباح: من خلال رفع أسعارك بما يتماشى مع التضخم، يمكنك الحصول على المزيد من الأموال - لنفس المنتجات والخدمات. - الاحتفاظ بالموظفين: نظرًا لأن التضخم يخلق حالة من عدم اليقين في سوق العمل، فقد يساعدك ذلك على التمسك بموظفيك الحاليين. - فرص للعثور على موردين أفضل: يمكن للتضخم أن يوفر الزخم الذي تحتاجه لإعادة تقييم علاقاتك مع الموردين، وتحديد أولئك الذين يقدمون قيمة أفضل في بيئة اقتصادية متضخمة. كيف تدير الشركات الصغيرة التضخم؟ بغض النظر عما إذا كنت ترى نصف الكوب الفارغ او الممتلئ، هناك شيء واحد مؤكد - إليك أهم النصائح لإدارة التضخم. أهم النصائح لإدارة التضخم 1- رفع الأسعار عندما يحدث التضخم، ترتفع تكلفة كل شيء. بمعنى أن عملك أيضًا، سيتعين عليه فرض رسوم أكثر للبقاء متماشياً مع السوق. يعد تحليل الشركات المنافسة هنا أمرًا حيويًا، لذا أجرِ بحثك لمعرفة ما تفرضه الشركات المنافسة مقابل المنتجات المماثلة. تأكد أيضًا من التحلي بالشفافية وإبقاء عملائك على اطلاع دائم بأسباب رفع أسعارك: حتى يعرفوا أنه من الضروري أن تظل قادرًا على المنافسة، وليس بدافع الجشع. 2- تخفيض النفقات العامة يعني التضخم ارتفاع التكاليف، وهذا يشمل النفقات العامة. قد ترتفع تكاليف الإيجار؛ وبالمثل سعر شراء المخزون الخاص بك بالجملة. بيد أن شركات التجارة الإلكترونية ليست بمأمن أيضًا. بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، وقد تزيد منصات التجارة الإلكترونية ومقدمو خدمات الدفع من رسومهم. لذلك ستحتاج إلى خفض النفقات العامة. ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ للبدء، ضع قائمة مفصلة بتكاليف التشغيل الخاصة بك ومقدارها. بعد ذلك، قم بتحليل الجوانب التي يمكنك تخفيضها عن طريق التبديل إلى مزود بديل. بمجرد أن تفوق مكافأة خفض التكاليف مخاطر تبديل المزود أو الخدمة أو المورد، قم بإجراء التغيير لتقليل النفقات العامة. 3- نمو الأعمال في حين أن النمو في بيئة تضخمية قد يبدو غير مثمر في البداية، إلا أن توسيع نطاق عملك يمكن أن يكون في الواقع وسيلة فعالة لتخفيف آلام التضخم. تدور هذه الاستراتيجية بشكل أساسي حول التركيز على النمو - قاعدة عملائك، وحجم موظفيك، وطموحاتك، وإيراداتك - للتغلب على عاصفة التضخم. وأيضًا لتحقيق أرباح كافية؛ سواء كان ذلك عن طريق البيع دوليًا، أو إطلاق العنان للانتشار والترويج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، للبقاء متقدمًا على التضخم، وعلى منافسيك أيضًا! 4- إعادة تقييم ممارسات العمل إن أي وقت هو الوقت المناسب لإعادة تقييم كيفية قيامك بأعمالك، لكن إعادة تقييم ممارسات الأعمال أثناء التضخم هو أمر في غاية الأهمية. من خلال وضع آلية عمل شركتك الصغيرة تحت المجهر، يمكنك هندسة الكفاءة والإنتاجية، والاستغناء عن العمليات غير الأساسية التي تستهلك الوقت والجهد والمال. تتضمن بعض الطرق التي يمكنك من خلالها إعادة تقييم ممارسات نشاطك التجاري ما يلي: - تحليل هوامش الربح: من خلال تحديد العناصر منخفضة الربح والابتعاد عنها، سيكون لديك المزيد من الوقت والموارد للتركيز على الأسهم التي تدر عليك أكبر قدر من المال. - تحويل شركتك على الإنترنت: هل يكلفك متجرك أموالًا أكثر مما يجلبه لك؟ مع ترسيخ التجارة الإلكترونية الآن، يعني التضخم أنه قد يكون الوقت قد حان لأن تصبح نشاطًا تجاريًا عبر الإنترنت فقط. 5- تقييم سلسلة التوريد في ظل التضخم، تصبح تكاليف سلسلة التوريد مرتفعة - الأجور والطاقة والمواد الخام والنقل - والتي بدورها تؤدي إلى مزيد من التضخم. مع مشكلات سلسلة التوريد هذه - في أوقات التضخم على وجه الخصوص - تأتي فرصة جيدة لإعادة تقييم سلسلة التوريد الخاصة بك. وهذا ينطوي: - مراجعة مورديك: هل هم موثوقون؟ هل هناك بدائل أكثر بأسعار معقولة أو توفر مهلة أقصر؟ - تقييم مخزونك: يصعب تخزين بعض المنتجات (خاصة تلك الخطرة أو الثقيلة أو القابلة للتلف)، ويمكن أن تشكل مخاطر على كفاءة سلسلة التوريد الخاصة بك.
مشاركة :