رغم الدعوات العلنية المتكررة من أوكرانيا، استبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد كييف بمقاتلات «إف-16» الحربية. وبايدن برر هذا الأمر قائلا، إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لا يحتاج إلى مقاتلات إف-16 في الوقت الراهن. وتصريحات بايدن جاءت بعد ساعات من إعلان بولندا استعدادها لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات إف-16. والموقف الأمريكي يأتي رغم نداءات متكررة من أوكرانيا للحلفاء الغربيين، بتزويدها بمقاتلات حديثة لتحل محل أسطولها المتقادم، الذي تعود مقاتلاته إلى الحقبة السوفيتية. وهذا الموقف يرجعه متابعون، إلى أن تسليم المقاتلات ستعتبره روسيا مشاركة مباشرة لحلف شمال الأطلسي في الحرب، لأن أوكرانيا يمكنها حينئذ استخدام هذه المقاتلات في ضرب عمق الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم. سببان وراء عدم تسليم اف 16 لأوكرانيا ومن واشنطن، قال ريتشارد وايتز الخبير في الأمن والاستراتيجية العسكرية، إن هناك أسباب عدة وراء عدم موافقة الرئيس جو بايدن على إرسال مقاتلات «اف 16» إلى الجيش الأوكراني، ومن أبرزها أنها معقدة، وتحتاج إلى تدريبات، والسبب الثاني ضمان عدم الدخول في حرب عالمية ثالثة. وأضاح الخبير في برنامج (وراء الحدث) عبر قناة الغد، أن الغرب شدد على ضرورة عدم تسليم كييف أسلحة متطورة لأنها ستثير غضب روسيا، وقد تستهدف الأراضي الروسية. كما أوضح الخبير أنه يصعب على الجيش الأوكراني استخدام مقاتلات «اف 16»، وذلك على عكس صفقة الدبابات الألمانية التي تم إرسالها لكييف. ولفت إلى أن بعض الدول الغربية التي تمتلك هذا النوع من المقاتلات يمكن أن تقوم بتسليمها لكييف بدون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية. القرار الأمريكي “سياسي بامتياز” ومن سان بطرسبرج، قال الدكتور مسلم شعيتو، المحلل السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتراجع عن دعم أوكرانيا عسكريا، لكنها قالت على لسان الرئيس جو بايدن، إن كييف ليست بحاجة في الوقت الحالي لمقاتلات حربية من طراز «اف 16». وأضاف المحلل السياسي أن الصدام العسكري الغربي مع روسيا قد حدث بالفعل، وقد تم الاعتراف بذلك، ولكن تسليمها مقاتلات حربية مسألة سياسية بامتياز لا علاقة لها بالتدريبات والتقنيات. كما يرى أن عدم إعطاء كييف هذه المقاتلات الحربية القوية يأتي في إطار التوازنات. وفي وقت سابق، طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي من الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين آخرين الحصول على طائرات مقاتلة خلال العام الماضي. وفي المقابل، قال مسؤولون غربيون، إن إرسال الطائرات يأتي مع تحديات تدريب لوجستي ومخاطر تصعيدية محتملة مع روسيا.
مشاركة :